موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- مِنَ السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ


- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ((إنَّ اللهَ خَلقَ الرَّحمةَ يومَ خَلقَها مِائةَ رَحمةٍ، فأمسَك عِندَه تِسعًا وتِسعينَ رَحمةً، وأرسَل في خَلقِه كُلِّهم رَحمةً واحِدةً، فلو يَعلَمُ الكافِرُ بكُلِّ الذي عِندَ اللهِ مِنَ الرَّحمةِ لم ييأَسْ مِنَ الجَنَّةِ، ولو يَعلَمُ المُسلمُ بكُلِّ الذي عِندَ اللهِ مِنَ العَذابِ لم يأمَنْ مِنَ النَّارِ)) [7402] رواه البخاري (6469) واللفظ له، ومسلم (2752) بنحوه. .
قَولُه: ((لم ييأَسْ مِنَ الجَنَّةِ)) قيل: المُرادُ أنَّ الكافِرَ لو عَلمَ سَعةَ الرَّحمةِ لغَطَّى على ما يَعلمُه مِن عِظَمِ العَذابِ، فيحصُلُ له الرَّجاءُ، وقيل: المُرادُ أنَّ مُتَعَلَّقَ عِلمِه بسَعةِ الرَّحمةِ مَعَ عَدَمِ التِفاتِه إلى مُقابِلِها يُطمِعُه في الرَّحمةِ [7403]يُنظَر: ((فتح الباري)) لابن حجر (11/302)، ((عمدة القاري)) للعيني (23/67). .
- وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لو يعلَمُ المُؤمِنُ ما عِندَ اللهِ مِنَ العُقوبةِ ما طَمِعَ بجَنَّتِه أحَدٌ، ولو يَعلمُ الكافِرُ ما عِندَ اللهِ مِنَ الرَّحمةِ ما قَنِطَ مِن جَنَّتِه أحَدٌ)) [7404] رواه مسلم (2755). .
قال المُباركفوريُّ: (إنَّ المُؤمِنَ قدِ اختصَّ بأن يطمَعَ في الجَنَّةِ، فإذا انتَفى الطَّمَعُ منه فقد انتَفى عنِ الكُلِّ، وكذلك الكافِرُ مُختَصٌّ بالقُنوطِ، فإذا انتَفى القُنوطُ عنه فقدِ انتَفى عنِ الكُلِّ. وورَدَ الحَديثُ في بَيانِ كثرةِ رَحمَتِه وعُقوبَتِه؛ كيلا يغتَرَّ مُؤمِنٌ برَحمَتِه فيأمَنَ مِن عَذابِه، ولا ييأسَ كافِرٌ مِن رَحِمتِه ويترُكَ بابَه) [7405] ((مرعاة المفاتيح)) (8/80). .

انظر أيضا: