موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- مِن أقوالِ السَّلَفِ والعُلماءِ


- عن عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: (جَزاءُ المَعصيةِ الوَهَنُ في العِبادةِ، والضِّيقُ في المَعيشةِ، والتَّعَسُّرُ في اللَّذَّةِ) [7331] ((التوبة)) لابن أبي الدنيا (ص: 116). .
- وكتَبَ أبو عُبَيدةَ بنُ الجَرَّاحِ إلى عَمرِو بنِ العاصِ: (أمَّا بَعدُ، فقد قدِمَ عليَّ عَبدُ اللهِ بنُ عَمرٍو بكِتابِك، تَذكُرُ فيه إرجافَ المُرجِفينَ، واستِعدادَهم لك، وجُرأتَهم عَليك، للذي بَلغَهم مِن انصِرافِنا عن الرُّومِ، وما خَلَّينا لهم مِن الأرضِ، وإنَّ ذلك -والحَمدُ للهِ- لم يكُنْ مِن المُسلمينَ عن ضَعفٍ مِن بَصائِرِهم، ولا وَهَنٍ مِن عَدوِّهم، ولكِنَّه كان رَأيًا مِن جَماعَتِهم كادوا به عَدوَّهم مِن المُشرِكينَ؛ ليُخرِجوهم مِن مَدائِنِهم وحُصونِهم وقِلاعِهم، وليجتَمِعَ بَعضٌ مِن المُسلمينَ إلى بَعضٍ، ويجتَمِعوا مِن أطرافِهم، وينضَمَّ إليهم مَن كان قُربَهم، وينتَظِرونَ قُدومَ أمدادِهم عليهم، ثُمَّ يُناهِضونَهم إن شاءَ اللهُ، وقد اجتَمَعَت خَيلُهم وتَتامَّت فُرسانُهم، ووثِقْنا بنَصرِ اللهِ أولياءَه، وإنجازِ مَوعِدِه، وإعزازِ دينِه، وإذلالِ المُشرِكينَ، حتَّى لا يمنَعَ أحَدُهم أُمَّه ولا حَليلتَه ولا نَفسَه، حتَّى يتوقَّلوا [7332] وَقَل في الجَبَلِ وتوَقَّل: صَعِد فيه، والتَّوقُّلُ: الإسراعُ في الصُّعودِ. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (31/ 94). في رُؤوسِ الجِبالِ، ويَعجِزوا عن مَنعِ الحُصونِ، ويجنَحوا للسَّلمِ، ويلتَمِسوا الصُّلحَ، سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا [الفتح: 23] ، ثُمَّ أعلِمْ مَن قِبَلَك مِن المُسلمينَ أنِّي قادِمٌ عَليهم بجَماعةِ أهلِ الإسلامِ إن شاءَ اللهُ، فليُحسِنوا باللهِ الظَّنَّ، ولا يجِدَنَّ أهلُ حَربِكم وعَدوُّكم فيكم ضَعفًا ولا وَهَنًا ولا فشَلًا، فيغتَمِزوا فيكم، ويتَجَرَّؤوا عَليكم، أعَزَّنا اللهُ وإيَّاكم بنَصرِه، وألبَسَنا وإيَّاكم عافيتَه وعَفوَه، والسَّلامُ عَليك) [7333] ((جمهرة رسائل العرب في عصور العربية)) لأحمد زكي صفوت (1/ 164). .
- وعن عَبدِ اللهِ بنِ جَعفرِ بنِ عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ مِسوَرِ بنِ مَخرَمةَ قال: (اجتَمَعَ رِجالٌ مِن بَني هاشِمٍ في مَنزِلي... فابتَدَأ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ، فحَمِدَ اللهَ وأثنى عليه، ثُمَّ قال: أمَّا بَعدُ، يا بَني هاشِمٍ، فإنَّكم خيرةُ اللهِ، وعِترةُ رَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وبَنو عَمِّه وذُرِّيَّتُه، فضَّلكم اللهُ بالوحيِ، وخَصَّكم بالنُّبوَّةِ، وإنَّ أولى النَّاسِ بحِفظِ دينِ اللهِ والذَّبِّ عن حَرَمِه مَن وضَعَه اللهُ بمَوضِعِكم مِن نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم... فمَن رَأى منكم نَفسَه أهلًا لهذا الأمرِ فإنَّا نَراه له أهلًا، وهذي يدي له بالسَّمعِ والطَّاعةِ، ومَن أحَسَّ مِن نَفسِه ضَعفًا، أو خاف مِنها وَهَنًا وعَجزًا، فلا يحِلُّ له التَّولِّي على المُسلمينَ، وليسَ بأفقَهِهم في الدِّينِ، ولا أعلَمِهم بالتَّأويلِ) [7334] ((نثر الدر في المحاضرات)) للآبي (1/ 258). .
- وقال ابنُ حِبَّانَ: (مِن شِيَمِ الأحمَقِ: العَجَلةُ والخِفَّةُ والعَجزُ والفُجورُ والجَهلُ والمَقتُ والوَهَنُ) [7335] ((روضة العقلاء)) (ص: 121). .
- وقال ابنُ القَيِّمِ: (أصلُ الشَّرِّ مِن ضَعفِ الإدراكِ، وضَعفِ النَّفسِ ودَناءَتِها. وأصلُ الخَيرِ مِن كمالِ الإدراكِ، وقوَّةِ النَّفسِ وشَرَفِها وشَجاعَتِها) [7336] ((الجواب الكافي)) (ص: 192). .
- وقال مُحَمَّد الخضر حُسَين: (المُؤمِنُ الذي يرجو الحَقَّ، ويعيشُ له، ويُعِدُّ نَفسَه لإعلانِه ونُصرَتِه، يجِبُ أن يكونَ مِن أبعَدِ النَّاسِ عن الوَهَنِ في سَبيلِه) [7337] ((موسوعة الأعمال الكاملة)) (5/ 2/ 159). .

انظر أيضا: