موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِنَ الشِّعْرِ


1- قال أحَدُ الشُّعَراءِ:
تَنَحَّ عن النَّميمةِ واجتَنِبْها
فإنَّ النَّمَّ يُحبِطُ كُلَّ أجْـرْ
يثيرُ أخو النَّميمةِ كُلَّ شَرْ
ويَكشِفُ للخلائِقِ كُلَّ سِرْ
ويَقتُلُ نفسَه وسِواه ظُلمًا
وليس النَّمُّ من أفعالِ حُرْ [7071] ((موارد الظمآن)) لعبد العزيز السلمان (5/10).
2- ولقد أحسَنَ مَن قال:
عَجِبتُ لواشٍ ظَلَّ يكشِفُ أمْرَنا
وما بسوى أخبارِنا يتنفَّسُ
وماذا عليه من عَنائي ولوعتي
أنا آكُلُ الرُّمَّانَ والوُلْدُ تَضْرَسُ [7072] ((طوق الحمامة)) لابن حزم (172).
3- ورَحِم اللَّهُ مَن قال:
وفي النَّاسِ مَن يُغري الوَرَى بلِسانِهِ
وبَينَ البرايا للنَّميمةِ يحمِلُ
يرى أنَّ في حَملِ النَّميمةِ مَكسَبًا
تراه بها بَيْنَ الورى يتأكَّلُ [7073] ((مفتاح الأفكار)) لعبد العزيز السلمان (214).
4- وقال آخَرُ:
ويَحرُمُ بَهْتٌ واغتيابٌ نميمةٌ
وإفشاءُ سِرٍّ ثمَّ لَعْنُ مُقَيَّدِ [7074] ((غذاء الألباب)) للسفاريني (1/102).
5- وقال آخَرُ:
لا تَقبَلَـنَّ نميمـةً بُلِّغْتَهـا
وتحفَظَنَّ من الذي أنبأَكَها
إنَّ الذي أهدى إليك نميمةً
سينُمُّ عنك بمِثْلِها قد حاكَها [7075] ((نهاية الأرب)) للنويري (3/292).
6- ورَحِمَ اللَّهُ مَن قال:
مَن نَمَّ في النَّاسِ لم تُؤمَنْ عَقارِبُه
على الصَّديقِ ولم تؤمَنْ أفاعيهِ
كالسَّيلِ باللَّيلِ لا يدري به أحَدٌ
مِن أين جاء ولا مِن أين يأتيهِ
الوَيلُ للعَهدِ منه كيف يَنقُضُه
والوَيلُ للوُدِّ منه كيف يُفْنيهِ [7076] ((روضة العقلاء)) لابن حبان (177).
7- وقال آخَرُ:
إذا الواشي نعى يومًا صديقًا
فلا تَدَعِ الصَّديقَ لقَولِ واشِي [7077] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (2/25).
8- وقال آخَرُ:
يسعى عليك كما يسعى إليك فلا
تأمَنْ غوائِلَ [7078] الغَوائِلُ: الدَّواهي. يُنظَر: ((القاموس المحيط)) للفيروزابادي (ص: 1040). ذي وَجهَيِن كيَّادِ [7079] ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (4/150).
9- وقال صالِحُ بنُ عَبدِ القُدُّوسِ:
من يُخبِرْك بشَتمٍ عن أخٍ
فهو الشَّاتِمُ لا مَن شَتَمَك
ذاك شيءٌ لم يواجِهْك به
إنَّما اللَّومُ على من أعلَمَك
كيف لم ينصُرْك إن كان أخًا
ذا وفاءٍ عِندَ مَن قد ظلَمَك
إنَّما رام بإبلاغِ الذي
نمَّ فيه فاعلَمَنْ أن يُرغِمَك [7080] أي: يُذِلُّك ويُهينُك. يُنظَر: ((تهذيب اللغة)) للأزهري (8/ 130)، ((لسان العرب)) لابن منظور (12/ 245).
فأهِنْه إنَّه مِن لُؤمِه
إنْ تُهِنْه بهَوانٍ أكرَمَك
لكِنَّ الحُرَّ إذا أكرَمْتَه
لم يُصَغِّرْك ولكِنْ فَخَّمَك [7081] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (179)، ((ربيع الأبرار ونصوص: الأخيار)) للزمخشري (4/ 151).
10- وقال آخَرُ:
إن يعلموا الخيرَ أخفَوه وإن عَلِموا
شرًّا أذاعوا وإنْ لم يَعلَموا كَذَبوا [7082] ((المستطرف)) للأبشيهي (97).
11- وقال آخَرُ:
إن يَسمَعوا رِيبةً طاروا بها فَرَحًا
منِّي وما سَمِعوا من صالحٍ دَفَنوا
صُمٌّ إذا سَمِعوا خيرًا ذُكِرْتُ به
وإن ذُكِرْتُ بسُوءٍ عِندَهم أَذِنوا [7083] ((المستطرف)) للأبشيهي (97). وأَذِنَ له: استَمَع. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (13/10).
12- وقال بعضُهم:
إنَّ النَّميمةَ نارٌ وَيْكَ [7084] وي: كَلِمةُ تعَجُّبٍ. ويقال: وَيْكَ. يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (6/ 2532). مُحرِقةٌ
ففِرَّ عنها وجانِبْ مَن تعاطاها [7085] ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (20/ 239).
13- وقال عَبدةُ بنُ الطَّبيبِ:
ودَعوا الضَّغينةَ لا تكُنْ مِن شأنِكم
إنَّ الضَّغائِنَ للقرابةِ تُوضَعُ
واعصُوا الذي يُزجي النَّمائِمَ بينَكم
متنَصِّحًا ذاك السِّمامُ المُنقَعُ [7086] السِّمامُ: جَمعُ سَمٍّ، والمُنقَعُ: كُلُّ ما يُنقَعُ بالماءِ ونحوِه، والمرادُ: المنقعُ في كأسِ الموتِ. يُنظَر: ((خزانة الأدب)) للبغدادي (1/ 320)، ((لسان العرب)) لابن منظور (8/ 360).
يُزجي عقارِبَه ليَبعَثَ بينكم
حربًا كما بَعَث العُروقَ الأخدَعُ [7087] الأخدَعُ عِرقٌ في العُنُقِ إذا ضُرِب أجابته العُروقُ، فيريدُ أنَّ الشيءَ يجيبُ بعضُه بعضًا بنميمةٍ كما تجيبُ العُروقُ الأخدَعَ بالدَّمِ. و(عقارِبُه): شرورُه ونمائمُه، وبَعْثُها بالدَّمِ كأنَّه لمَّا خَرَج الدَّمُ من الأخدَعِ أجابته العُروقُ بالدَّمِ، والأخدَعُ: موضِعُ الحِجامةِ. يُنظَر: ((شرح المفضليات)) لابن الأنباري (ص: 297).
 حرَّانَ لا يَشفي غليلَ فُؤادِه
عَسَلٌ بماءٍ في الإناءِ مُشعشَعُ [7088] الحَرَّانُ: الشَّديدُ التَّلهُّبِ، يَغلي جوفُه من حرارةِ الغيظِ، وأصلُ الغلَّةِ حرارةُ العَطَشِ. والمُشعشَعُ: المُرَقَّقُ السَّهلُ، يقولُ: يجِدُ في صَدرِه تلهُّبًا من شِدَّةِ الحَسَدِ، وغليلِ حرارةٍ من شِدَّةِ الغيظِ، مُشعشَعٌ: ممزوجٌ، والشَّعشاعُ من الرِّجالِ: الخفيفُ اللَّحمِ. يُنظَر: ((شرح المفضليات)) لابن الأنباري (ص: 298).
لا تأمنوا قومًا يَشِبُّ صَبِيُّهم
بين القوابِلِ بالعداوةِ يُنشَعُ [7089] القَوابِلُ: جمعُ قابلةٍ، وهي التي تستقبِلُ المولودَ. النَّشوعُ: السَّعوطُ، والسَّعوطُ في الأنفِ، والوَجورُ في الفَمِ. يُنظَر: ((شرح المفضليات)) لابن الأنباري (ط الآباء) (ص: 298).
فَضِلَت عداوتُهم على أحلامِهم
وأبَتْ ضِبابُ صُدورِهم لا تُنزَعُ [7090] يقولُ: باحوا بعداوتِهم لم تَضبِطْها قلوبُهم لإفراطِها وتقصيرِ الحِلمِ عنها، والضِّبابُ: الأحقادُ، الواحِدُ ضبٌّ. يُنظَر: ((شرح المفضليات)) لابن الأنباري (ص: 298).
قومٌ إذا دَمَس الظَّلامُ عليهم
حَدَجوا قنافِذَ بالنَّميمةِ تَمزَعُ [7091] دَمَس: أُلبسَ واشتَدَّت ظُلمتُه، وحَدَجوا: رحَلوا، وإنَّما شَبَّههم بالقنافِذِ؛ لأنَّها لا تنامُ باللَّيلِ تسري، فيريدُ أنَّهم لا ينامون اللَّيلَ، يَسهَرون في الاحتيالِ، والمَزعُ: المَرُّ السَّريعُ، يُقالُ مَزَع الفَرَسُ مَزعًا: إذا أسرَعَ، وكذلك القَزعُ، هذا مَثَلٌ، وإنما أراد أنَّهم يَسهَرون بالنَّميمةِ والاحتيالِ في الشَّرِّ، كما يَسهَرُ القُنفُذُ؛ لأنَّه ليلَه أجمَعَ يَسيرُ ولا ينامُ. يُنظَر: ((شرح المفضليات)) لابن الأنباري (ص: 299).
إنَّ الذين ترونَهم إخوانَكم
يَشفي غليلَ صُدورِهم أن تُصرَعوا [7092] ((المفضليات)) للمفضل الضبي (ص: 146، 147)، ((الشعر والشعراء)) لابن قتيبة (2/ 717، 718).
14- وقال الباروديُّ:
واحذَرِ النَّمَّامَ تأمَنْ كَيدَه
فهو كالبُرغوثِ إن دَبَّ قَرَصْ
يرقُبُ الشَّرَّ فإن لاحَتْ له
فُرصةٌ تَصلُحُ للخَتْلَ فَرَصْ [7093] يقالُ: خَتَله وخاتَلَه، أي: خَدَعه، و(الفُرصةُ) النُّهزةُ. و(افتَرَصها) اغتنَمَها. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 88، 237).
ساكِنُ الأطرافِ إلَّا أنَّه
إن رأى مِنشَبَ أُظفورٍ [7094] المِنشَبُ: مِفعَلٌ مِن نَشَب الشَّيءُ في الشَّيءِ: أي: عَلِق فيه. يُنظَر: ((إكمال الإعلام بتثليث الكلام)) للجياني (2/ 688)، ((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 756). والأُظفورُ جَمعٌ، واحِدُه ظُفرٌ. يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (2/ 729). رَقَصْ [7095] ((ديوان البارودي)) (ص: 298).
15- يقولُ أخو ربيعةَ:
تمشَّيتَ فينا بالنَّميمِ وإنَّما
تُفَرِّقُ بَيْنَ الأصفياءِ النَّمائِمُ
وما زِلتَ منسوبًا إلى كُلِّ آفةٍ
وما زال منسوبًا إليك الملائِمُ
لأنَّك لم تندَمْ لشَرٍّ فعَلْتَه
وما تأتِ من خيرٍ فإنَّك نادِمُ [7096] ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان (ص: 177).
16- قال بعضُهم:
مَن جَعَل النَّمَّامَ عينًا هَلَكا
مَن بَلَّغ السُّوءَ كباغيه لكا [7097] ((محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء)) للراغب (2/ 108).
17- وقال الحارِثُ المَخزوميُّ:
إنَّ الوُشاةَ قليلٌ إنْ أطعْتَهم
لا يَرقُبون بنا إلًّا ولا ذِمَمَا [7098] ((محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء)) للراغب (2/ 108).

انظر أيضا: