موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرْقُ بَيْنَ النَّميمةِ وبَعضِ الصِّفاتِ


الفَرْقُ بَيْنَ الغِيبةِ والنَّميمةِ:
قال ابنُ حَجَرٍ: (اختُلِفَ في الغِيبةِ والنَّميمةِ: هل هما متغايرتانِ أو متَّحِدتانِ، والرَّاجِحُ التَّغايُرُ، وأنَّ بَيْنَهما عُمومًا وخُصوصًا وَجهيًّا؛ وذلك لأنَّ النَّميمةَ نَقلُ حالِ شَخصٍ لغيرِه على جِهةِ الإفسادِ بغيِر رِضاه، سواءٌ كان بعِلمِه أم بغيرِ عِلمِه.
والغِيبةُ ذِكرُه في غَيبتِه بما لا يُرضيه، فامتازت النَّميمةُ بقصدِ الإفسادِ، ولا يُشتَرَطُ ذلك في الغِيبةِ.
وامتازت الغِيبةُ بكَونِها في غَيبةِ المقولِ فيه، واشتركا فيما عدا ذلك.
ومن العُلَماءِ مَن يَشترِطُ في الغِيبةِ أن يكونَ المقولُ فيه غائبًا، واللَّهُ أعلمُ) [6993] ((فتح الباري)) (10/473). .
وقال ابن حجر الهيتمي: (كُلُّ نميمةٍ غِيبةٌ، وليس كُلُّ غِيبةٍ نميمةً؛ فإنَّ الإنسانَ قد يذكُرُ عن غيرِه ما يَكرَهُه، ولا إفسادَ فيه بينَه وبينَ أحَدٍ، وهذا غِيبةٌ، وقد يَذكُرُ عن غيرِه ما يَكرَهُه، وفيه إفسادٌ، وهذا غِيبةٌ ونميمةٌ معًا) [6994] ((تطهير العيبة من دنس الغيبة)) (ص: 45). .
الفَرْقُ بَيْنَ القَتَّاتِ والنَّمَّامِ:
(القَتَّاتُ والنَّمَّامُ بمعنًى واحِدٍ.
وقيل: النَّمَّامُ الذي يكونُ مع جماعةٍ يتحَدَّثون حديثًا فيَنُمُّ عليهم.
والقَتَّاتُ: الذي يتسَمَّعُ عليهم وهم لا يَعلَمون، ثمَّ يَنُمُّ) [6995] ((الترغيب والترهيب)) للمنذري (3/323). .

انظر أيضا: