موسوعة الأخلاق والسلوك

ثامنًا: الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ النِّفاقِ


1- أن يعلَمَ أنَّ النِّفاقَ علامةُ عَدَمِ الإيمانِ، وأنَّ بعضَ النِّفاقِ كُفرٌ دونَ بَعضٍ، فهو شَرٌّ كُلُّه لا خيرَ فيه، فيَحرِصُ أن يجانِبَه أشَدَّ المجانبةِ.
2- أن يعلَمَ أنَّ النِّفاقَ الأصغَرَ وسيلةٌ إلى النِّفاقِ الأكبَرِ؛ قال ابنُ رجَبٍ: (النِّفاقُ الأصغرُ وسيلةٌ إلى النِّفاقِ الأكبرِ، كما أنَّ المعاصيَ بَريدُ الكُفرِ، وكما يُخشى على من أصَرَّ على المعصيةِ أن يُسلَبَ الإيمانَ عِندَ الموتِ، كذلك يُخشى على من أصَرَّ على خِصالِ النِّفاقِ أن يُسلَبَ الإيمانَ فيصيرَ مُنافِقًا خالصًا) [6889] ((جامع العلوم والحكم)) (2/ 492). .
3-أن يعلَمَ أنَّ النِّفاقَ مرَضٌ يزدادُ في القلبِ ويتفاقَمُ حتى يكونَ سَبَبًا في هلاكِ العَبدِ.
4- تجنُّبُ خِصالِ النِّفاقِ، والحَذَرُ الشَّديدُ منه، وقد كان السَّلَفُ يخافون من النِّفاقِ ويَحذَرون من الوقوعِ فيه؛ قال إبراهيمُ التَّيميُّ: (ما عرَضتُ قولي على عَمَلي إلَّا خَشِيتُ أن أكونَ مُكَذِّبًا!)، وقال ابنُ أبي مُلَيكةَ: (أدركتُ ثلاثين من أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، كُلُّهم يخافُ النِّفاقَ على نفسِه، ما منهم أحدٌ يقولُ: إنَّه على إيمانِ جِبريلَ وميكائيلَ)، ويُذكَرُ عن الحَسَنِ: (ما خافه إلَّا مُؤمِنٌ، ولا أَمِنَه إلَّا مُنافِقٌ) [6890] ((صحيح البخاري)) (1/ 18). .
وقال رجُلٌ لعبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ: إني أخافُ أن أكونَ مُنافِقًا، قال: (لو كنتَ مُنافِقًا ما خِفتَ ذلك) [6891] ((حلية الأولياء)) (4/ 251). .
وقال الحَسَنُ: (المُؤمِنُ مَن يَعلَمُ أنَّ ما قال اللهُ عزَّ وجَلَّ كما قال، والمُؤمِنُ أحسَنُ النَّاسِ عَمَلًا، وأشدُّ النَّاسِ خوفًا، لو أنفَق جبلًا من مالٍ ما أَمِنَ دونَ أن يُعايِنَ، ولا يزدادُ صلاحًا وبِرًّا وعبادةً إلَّا ازداد فَرَقًا، يقولُ: لا أنجو لا أنجو! والمُنافِقُ يقولُ: سوادُ النَّاسِ كثيرٌ، وسيُغفَرُ لي، ولا بأسَ عَلَيَّ! يُسيءُ العَمَلَ، ويتمنَّى على اللهِ تعالى!) [6892] يُنظَر: ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (2/ 177). .
5- أن يعمَلَ على مجاهَدةِ نفسِه، ومراقبةُ اللهِ في أقوالِه وأفعالِه.
6- أن يسأَلَ اللهَ سُبحانَه أن يعصِمَه من النِّفاقِ، ويستعيذَ باللهِ منه اقتداءً برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [6893] يُنظَر: ما أخرجه الطبراني في ((المعجم الصغير)) (316)، والحاكم (1944)، والبيهقي في ((الدعوات الكبير)) (348). قال الحاكم في ((المستدرك)): (صحيحٌ على شرطِ الشَّيخينِ)، وُقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (10/146): رجالُه رجالُ الصَّحيحِ، وقال الألباني في إرواء الغليل (3/357): إسنادُه عِندَ الحاكَمِ على شرطِ البخاريِّ، وقال الأرناؤوط في ((تخريج سنن أبي داود)) (2/646): (إسناده صحيحٌ).  .
وسَمِع رَجُلٌ أبا الدَّرداءِ يتعوَّذُ من النِّفاقِ في صلاتِه، فلمَّا سَلَّم قال له: ما شأنُك وشأنُ النِّفاقِ؟! فقال: اللَّهُمَّ غَفْرًا -ثلاثًا-! لا تأمَنِ البلاءَ، واللهِ إنَّ الرَّجُلَ ليُفتَنُ في ساعةٍ واحدةٍ، فينقلِبُ عن دينِه [6894] ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب (2/ 492). !

انظر أيضا: