موسوعة الأخلاق والسلوك

أوَّلًا: النِّفاقُ لُغةً واصطِلاحًا


النِّفاقُ لُغةً:
أصلُ (نفق) هنا: يدُلُّ على إخفاءِ شَيءٍ وإغماضِه، ومن ذلك النِّفاقُ، فأصلُه إظهارُ شيءٍ وكتمُ غيرِه وسَترُه. قيل: إنَّه مأخوذٌ من نافِقاءِ اليَربوعِ (دويبَّةٌ أكبَرُ من الفأرةِ قليلًا)، والنَّافِقاءُ جُحرٌ له، وله آخَرُ يُقالُ له: القاصِعاءُ، فإذا طُلِب من القاصعاءِ خَرج من النَّافِقاءِ. وقيل: شُبِّه باليربوعِ من جهةِ أنَّ اليَربوعَ يَخرِقُ الأرضَ حتى إذا كاد يبلُغُ ظاهِرَها أرَقَّ التُّرابَ، فإذا رابَه رَيبٌ دَفَع ذلك التُّرابَ برأسِه فخرَج. والنِّفاقُ بالكَسرِ، فِعلَ المُنافِقِ [6843] يُنظَر: ((تهذيب اللغة)) للأزهري (9/156)، ((الصحاح)) للجوهري (4/ 1560)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/ 454)، ((إكمال المعلم)) للقاضي عياض (8/250)، ((لسان العرب)) لابن منظور (10/359)، ((تاج العروس)) للزبيدي (26/431)، ((المعجم الوسيط)) (2/942). .
قال ابنُ رجَبٍ: (النِّفاقُ في اللُّغةِ هو من جِنسِ الخِداعِ والمكرِ وإظهارِ الخَيرِ وإبطانِ خِلافِه) [6844] ((جامع العلوم والحكم)) (2/ 481). .
النِّفاقُ اصطِلاحًا:
هو: (إظهارُ القولِ باللِّسانِ أو الفِعلِ بخِلافِ ما في القَلبِ من القولِ والاعتقادِ) [6845] ((عارضة الأحوذي)) لابن العربي (10/97، 98). .
وقال ابنُ كثيرٍ: (النِّفاقُ: هو إظهارُ الخيرِ، وإسرارُ الشَّرِّ) [6846] ((تفسير القرآن العظيم)) (1/176). .
وقال النَّوويُّ: (النِّفاقُ هو إظهارُ ما يُبطِنُ خِلافَه) [6847] ((شرح النووي على مسلم)) (2/46، 47). . وهذه التَّعريفاتُ وإن كانت عامَّةً في أنواعِ النِّفاقِ إلَّا أنَّ المرادَ بيانُه هاهنا النِّفاقُ الأصغَرُ العَمليُّ لا النِّفاقُ الأكبَرُ الاعتقاديُّ.
والنِّفاقُ العَمَليُّ هو أن يُظهِرَ الإنسانُ علانيةً صالحةً، ويبطِنَ ما يخالِفُ ذلك [6848] ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب الحنبلي (2/ 481). .

انظر أيضا: