موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- عن أبي بَكرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عنه قال: (إيَّاكم والكَذِبَ؛ فإنَّ الكَذِبَ مجانِبُ الإيمانِ) [6087] أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (4807). قال البيهقي في الشعب (10/197): موقوفٌ صحيحٌ، وصحَّح إسنادَه ابن حجر في ((فتح الباري)) (10/ 508)، وأحمد شاكر في تخريج المسند (1/31). .
- قال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه: (لأن يضَعَني الصِّدقُ -وقلَّما يفعَلُ- أحبُّ إليَّ من أن يرفَعَني الكَذِبُ، وقلَّما يفعَلُ) [6088] يُنظَر: ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (1/263). .
- وقال عُمَرُ أيضًا: (لا يجِدُ عبدٌ حقيقةَ الإيمانِ حتى يدَعَ المِراءَ وهو محِقٌّ، ويدَعَ الكَذِبَ في المُزاحِ، وهو يرى أنَّه لو شاء لغَلَب) [6089] يُنظَر: رواه ابنُ أبي الدنيا في ((الصمت)) (393)، وابن حبان في ((روضة العقلاء)) (ص55) واللفظ له. .
- وعن عُمَرَ بنِ الخطَّابِ قال: (بحَسْبِ المرءِ من الكَذِبِ أن يحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِع) [6090] رواه من طرقٍ: البخاري في ((الأدب المفرد)) (884)، ومسلم في ((مقدمة الصحيح)) (5) واللفظ له. صحَّحه الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (679)، وصحَّح إسناده ابن كثير في ((مسند الفاروق)) (2/626). ورواه مسلم أيضًا عن ابنِ مسعود في (المقدمة) (5). .
وفيه الزَّجرُ عن التَّحديثِ بكُلِّ ما سمِع الإنسانُ؛ فإنَّه يسمَعُ في العادةِ الصِّدقَ والكَذِبَ، فإذا حدَّث بكلِّ ما سمِع فقد كَذَب لإخبارِه بما لم يكُنْ [6091] ((شرح النووي على مسلم)) (1/ 75). .
- وقال عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه ضِمنَ حديثٍ طويلٍ: (أعظَمُ الخطايا الكَذِبُ) [6092] رواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/138). .
- ورُويَ عنه أيضًا أنَّه قال: (الكَذِبُ لا يصلُحُ منه جِدٌّ ولا هَزلٌ) [6093] رواه أحمد (3896)، وأبو يعلى (5363) واللفظ لهما، والطبراني (9/102) (8526) باختلافٍ يسيرٍ. صحَّح إسنادَه أحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (5/343)، وشعيب الأرناؤوط على شرط مسلم في تخريج ((مسند أحمد)) (3896)، ووثَّق رجاله البوصيري في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (6/85). وأخرجه من طريق آخرَ: البخاري في ((الأدب المفرد)) (387)، وابن أبي شيبة (26114)، والطبراني (9/102) (8525). صحَّحه الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (299). .
- وكان ابنُ عبَّاسٍ يقولُ: (الكَذِبُ فُجورٌ، والنَّميمةُ سِحرٌ، فمن كَذَب فقد فَجَر، ومن نمَّ فقد سَحَر) [6094] يُنظَر: ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (2/31). .
- وقال عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ: (ما كَذَبتُ منذُ عَلِمتُ أنَّ الكَذِبَ يَشينُ صاحِبَه) [6095] ((الصمت)) لابن أبي الدنيا (ص: 253). .
- وقال الأحنَفُ: (ما خان شريفٌ، ولا كَذَب عاقِلٌ، ولا اغتاب مُؤمِنٌ. وكانوا يحلِفون فيَحنَثون، ويقولون فلا يَكذِبون) [6096] رواه أبو بكر الدِّينَوَري في ((المجالسة وجواهر العلم)) (3/ 515)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (24/343). .
- وقال أيضًا: (اثنانِ لا يجتَمِعانِ أبدًا: الكَذِبُ والمروءةُ) [6097] يُنظَر: ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (2/32). .
- وقال ميمونُ بنُ ميمونٍ: (مَن عُرِف بالصِّدقِ جاز كَذِبُه، ومن عُرِف بالكَذِبِ لم يجُزْ صِدقُه) [6098] يُنظَر: ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (2/33). .
- وقال الأحنَفُ لابنِه: (مِن دناءةِ الكَذِبِ أنَّ الكاذِبَ لا يُقبَلُ قولُه في صديقِه ولا عَدُوِّه) [6099] يُنظَر: ((نهاية الأرب في فنون الأدب)) للنويري (3/224). .
- و(قال سليمانُ بنُ سعدٍ: لو صحِبني رجلٌ فقال: اشترِطْ خصلةً واحدةً لا تزيدُ عليها، لقلْتُ لا تَكْذِبْني...) [6100] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (2/ 31). .
- وقال الماوَرديُّ: (الكَذِبُ جِماعُ كُلِّ شَرٍّ، وأصلُ كُلِّ ذمٍّ لسُوءِ عواقبِه، وخُبثِ نتائجِه؛ لأنَّه يُنتِجُ النَّميمةَ، والنَّميمةُ تُنتِجُ البغضاءَ، والبغضاءُ تَؤولُ إلى العداوةِ، وليس مع العداوةِ أمنٌ ولا راحةٌ؛ ولذلك قيل: من قَلَّ صِدقُه قَلَّ صديقُه) [6101] ((أدب الدنيا والدين)) (ص: 261). .
- وقال ابنُ القَيِّمِ: (إيَّاك والكَذِبَ؛ فإنَّه يُفسِدُ عليك تصوُّرَ المعلوماتِ على ما هي عليه، ويفسِدُ عليك تصويرَها وتعليمَها للنَّاسِ) [6102] يُنظَر: ((الفوائد)) (ص: 135). .

انظر أيضا: