موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- قال عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه: (ألأَمُ خُلُقِ المُؤمِنِ الفُحشُ) [5808] رواه ابنُ أبي الدنيا في ((الصمت)) (325). .
- و(رأى أبو الدَّرداءِ رَضِيَ اللهُ عنه امرأةً سليطةَ اللِّسانِ، فقال: لو كانت هذه خَرساءَ كان خيرًا لها) [5809] رواه ابنُ أبي الدنيا في ((الصمت)) (100). .
- وعن عَونِ بنِ عَبدِ اللَّهِ قال: (ألا إنَّ الفُحشَ والبَذاءَ من النِّفاقِ، وهنَّ ممَّا يَزِدْنَ في الدُّنيا، ويَنقُصْنَ في الآخِرةِ، وما يَنقُصْنَ في الآخِرةِ أكثَرُ ممَّا يَزِدْنَ في الدُّنيا) [5810] رواه ابنُ أبي الدنيا في ((الصمت)) (329). .
- وقال الأحنَفُ بنُ قَيسٍ: (أَوَلا أخبِرُكم بأدوَأِ الدَّاءِ: اللِّسانُ البَذيءُ، والخُلُقُ الدَّنيءُ) [5811] رواه ابنُ أبي الدنيا في ((الصمت)) (338). .
- وقال أسماءُ بنُ خارِجةَ: (ما شَتَمتُ أحَدًا قَطُّ؛ لأنَّ الذي يَشتُمني أحَدُ رَجُلَينِ: كَريمٌ كانت منه زَلَّةٌ وهَفوةٌ، فأنا أحَقُّ مَن غَفرَها، وأخَذَ الفضلَ فيها، أو لَئيمٌ، فلم أكُنْ لأجعَلَ عِرضي له غَرَضًا... وكان يَتَمَثَّلُ: وأغفِرُ عوراءَ الكَريمِ ادِّخارَه * وأُعرِضُ عن شَتمِ اللَّئيمِ تَكَرُّمَا) [5812] رواه أبو بكر الدينوري في ((المجالسة وجواهر العلم)) (499)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (9/54). .
- وقال سَعيدُ بنُ العاصِ: (ما شَتَمتُ رَجُلًا مُنذُ كُنتَ رَجُلًا، ولا زاحَمتْ رُكبَتي رُكبَتَه، وإذا أنا لم أصِلْ زائِري حَتَّى يَرشَحَ جَبينُه كما يَرشَحُ السِّقاءُ، فواللَّهِ ما وصَلْتُه!) [5813] رواه ابنُ أبي الدنيا في ((الحلم)) (119)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (46/35). .
- وعن الأصمَعيِّ قال: (جرى بَينَ رَجُلَينِ كَلامٌ، فقال أحَدُهما لصاحِبِه: لِمثلِ هذا اليَومِ كُنتَ أدَعُ الفُحشَ على الرِّجالِ. فقال له خَصمُه: فإنّي أدَعُ الفُحشَ عليك اليَومَ؛ لِما تَرَكتَ قَبلَ اليَومِ) [5814] رواه أبو بكر الدينوري في ((المجالسة وجواهر العلم)) (1599). .
- قال عَبدُ اللَّهِ بنُ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَليٍّ لابنِه: (أي بُنَيَّ، إنِّي مُؤَدٍّ إليك حَقَّ اللَّهِ في تأديبِك، فأدِّ إلَيَّ حَقَّ اللَّهِ في حُسنِ الاستِماعِ. أيْ بُنَيَّ، كُفَّ الأذَى، وارفُضِ البَذَا، واستَعِنْ على الكَلامِ بطُولِ الفِكرِ في المواطِنِ التي تَدعوك نَفسُك فيها إلى القَولِ؛ فإنَّ للقَولِ ساعاتٍ يَضُرُّ فيها الخَطَأُ، ولا يَنفعُ فيها الصَّوابُ. واحذَرْ مَشورةَ الجاهِل وإن كان ناصِحًا، كما تَحذَرُ مَشورةَ العاقِل إذا كان غاشًّا؛ فإنَّه يوشِكُ أن يورِّطاك بمَشورتِهما، فيَسبِقَ إليك مَكرُ العاقِلِ، وغَرارةُ الجاهِلِ) [5815] ((البيان والتبيين)) للجاحظ (1/ 269، 270) و (2/ 118). .
- عن العتبيِّ قال: قال الوليدُ بنُ عُتبةَ بنِ أبي سُفيانَ: (كُنتُ أسايِرُ أبي ورَجُلٌ يَقَعُ في رَجُلٍ، فالتَفتَ إلَيَّ أبي فقال: يا بُنَيَّ نَزِّهْ سَمعَك عن استِماعِ الخَنا كما تُنَزِّهُ لسانَك عن الكَلامِ به؛ فإنَّ المستَمِعَ شَريكُ القائِلِ! ولقد نَظَرَ إلى أخبَثِ ما في وِعائِه فأفرَغَه في وِعائِك، ولو رُدَّت كَلمةُ جاهِلٍ في فيه لسَعِدَ رادُّها كما شَقيَ قائِلُها!) [5816] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (2/ 18). .
- وقال أبو عُمَرَ الضَّريرُ: (البَكَمُ خَيرٌ من البَذاءِ) [5817] ((البيان والتبيين)) للجاحظ (2/45). .
- وقال ابنُ حِبَّانَ البُستيُّ: (إنَّ الوَقِحَ إذا لَزِمَ البَذاءَ كان وُجودُ الخَيرِ منه مَعدومًا، وتَواتُرُ الشَّرِّ منه مَوجودًا؛ لأنَّ الحَياءَ هو الحائِلُ بَينَ المرءِ وبَينَ المزجوراتِ كُلِّها، فبقوَّةِ الحَياءِ يَضعُفُ ارتِكابُه إيَّاها، وبضَعفِ الحَياءِ تَقوى مُباشرتُه إيَّاها) [5818] ((روضة العقلاء)) (ص: 58). .
- وقال ابنُ بَطَّالٍ: (الفُحشُ والبَذاءُ مَذمومٌ كُلُّه، وليس من أخلاقِ المؤمنينَ. وقد روى مالكٌ عن يحيى بنِ سَعيدٍ أنَّ عيسى بنَ مَريمَ لقي خِنزيرًا في طريقٍ فقال له: انفُذْ بسلامٍ، فقيل له: تقولُ هذا لخِنزيرٍ! فقال عيسى بنُ مَريمَ: إنِّي أخافُ أن أُعَوِّدَ لِساني المنطِقَ السُّوءَ؛ فينبغي لمن ألهَمَه اللَّهُ رُشدَه أن يجتَنِبَه ويُعوِّدَ لسانَه طَيِّبَ القَولِ، ويقتَدي في ذلك بالأنبياءِ عليهم السَّلامُ؛ فهم الأُسوةُ الحَسنةُ) [5819] ((شرح صحيح البخاري)) (9/ 230). .
- وقال القاسِميُّ: (كَلامُ الإنسانِ بَيانُ فَضلِه، وتُرجُمانُ عَقلِه؛ فاقصُرْه على الجَميلِ، واقتَصِرْ منه على القَليلِ، وإيَّاك وما يُستَقبَحُ من الكَلامِ؛ فإنَّه يُنفِّرُ عنك الكِرامَ، ويُوثِّبُ عليك اللِّئامَ) [5820] ((جوامع الآداب)) (ص: 6). .
- وقال مُحَمَّدٌ الغَزاليُّ: (للحَياءِ مَواضِعُ يُستَحَبُّ فيها؛ فالحَياءُ في الكلامِ يَتطلَّبُ من المسلِمِ أن يُطَهِّرَ فمَه من الفُحشِ، وأن يُنزِّهَ لسانَه عن العَيبِ، وأن يَخجَلَ من ذِكرِ العَوراتِ؛ فإنَّ مِن سُوءِ الأدَبِ أن تُفلِتَ الألفاظُ البَذيئةُ من المرءِ غَيرَ عابئٍ بمواقِعِها وآثارِها) [5821] ((خلق المسلم)) (ص: 165). .

انظر أيضا: