موسوعة الأخلاق والسلوك

أضرارُ الغِيبةِ على الفَردِ


1- الغِيبةُ تزيدُ في رَصيدِ السَّيِّئاتِ، وتَنقُصُ من رصيدِ الحَسَناتِ:
عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: ((قلتُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: حَسْبُك من صَفيَّةَ كذا وكذا! فقال: لقد قُلتِ كَلِمةً لو مُزِجَت بماءِ البَحرِ لمزَجَتْه!)) [5617] رواه أبو داود (4875) واللفظ له، والترمذي (2502)، وأحمد (25560). صحَّحه الترمذي، وابن دقيق العيد في ((الاقتراح)) (118)، والشوكاني في ((الفتح الرباني)) (11/5593)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4875)، والوادعي على شرط الشيخين في ((الصحيح المسند)) (1615).  .
(وهذا يدُلُّ على ما يَلحَقُ المُغتابَ من الإثمِ بسَبَبِ افتياتِه على خَلقِ اللهِ تعالى الذي حرَّم الغِيبةَ، وفي نفسِ الوَقتِ افتاتَ على حَقِّ الإنسانِ الذي اغتابَه) [5618] ((إبراء الذمة من حقوق العباد)) لنوح علي سليمان (604). .
2- صاحِبُ الغِيبةِ مُفلِسٌ يومَ القيامةِ:
عن أبى هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((أتدرونَ ما المُفلِسُ؟ قالوا: المُفلِسُ فينا مَن لا دِرهمَ له ولا مَتاعَ، فقال: إنَّ المُفلِسَ مِن أمَّتي يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتَم هذا، وقذَف هذا، وأكل مالَ هذا، وسفَك دمَ هذا، وضرَب هذا؛ فيُعطى هذا مِن حسناتِه، وهذا من حسناتِه، فإن فنِيَت حسناتُه قَبلَ أن يُقضى ما عليه أُخِذ مِن خطاياهم، فطُرِحَت عليه، ثُمَّ طُرِح في النَّارِ)) [5619] رواه مسلم (2581). .
3- الغِيبةُ تُسَبِّبُ هَجرَ صاحِبِها:
قال ابنُ بازٍ: (الواجِبُ عليك وعلى غيرِك من المُسلِمين عَدَمُ مُجالسةِ من يغتابُ المُسلِمين، مع نصيحتِه والإنكارِ عليه؛ لقَولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن رأى منكم مُنكَرًا فلْيُغَيِّرْه بيَدِه، فإنْ لم يستَطِعْ فبلِسانِه، فإنْ لم يستَطِعْ فبقَلبِه، وذلك أضعَفُ الإيمانِ)) [5620] رواه مسلم (49) من حديثِ أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رَضِيَ اللهُ عنه. . فإن لم يمتثِلْ فاتْرُك مجالستَه؛ لأنَّ ذلك من تمامِ الإنكارِ عليه) [5621] ((مجموع فتاوى ومقالات متنوعة)) لابن باز (ص: 402). .
4- الغِيبةُ تَجرَحُ الصَّومَ:
قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن لم يَدَعْ قَولَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليس للهِ حاجةٌ في أن يدَعَ طعامَه وشَرابَه)) [5622] رواه البخاري (1903) من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. .
وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((الصِّيامُ جُنَّةٌ، وإذا كان يومُ صَومِ أحَدِكم فلا يَرفُثْ ولا يَصخَبْ، فإن سابَّه أحَدٌ أو قاتَلَه فلْيَقُلْ: إنِّي امرؤٌ صائِمٌ)) [5623] رواه البخاري (1904) مطوَّلًا، واللفظ له، ومسلم (1151) باختلافٍ يسيرٍ من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. .
5- يتتَبَّعُ اللهُ عَورةَ المغتابِ ويَفضَحُه في جَوفِ بيتِه:
فعن أبي بَرزةَ الأسلَميِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((يا مَعشَرَ مَن آمَنَ بلِسانِه، ولم يدخُلِ الإيمانُ قَلبَه، لا تغتابوا المُسلِمين، ولا تتَّبِعوا عوراتِهم؛ فإنَّه من اتَّبع عوراتِهم يَتَّبعِ اللهُ عورتَه، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضَحْه في بيتِه)) [5624] رواه أبو داود (4880) واللفظ له، وأحمد (19776). صحَّحه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4880)، وصحَّحه لغيره شعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (4880)، وجوَّد إسناده العراقي في ((تخريج الإحياء)) (2/250). .
6- الغِيبةُ تُوغِرُ صَدرَ من وقَعَت عليه الغِيبةُ، وتملأُ قَلبَه بالعداوةِ.
7- الغِيبةُ تُظهِرُ عُيوبَ الفَردِ المستورةَ في الوَقتِ الذي لا يملِكُ فيه الدِّفاعَ عن نفسِه.
8- أنَّها تُفقِدُ الثِّقةَ بصاحِبِها؛ قال وَهبُ بنُ مُنَبِّهٍ: (مَن عُرِف بالكَذِبِ لم يَجُزْ صِدقُه، ومَن عُرِف بالصِّدقِ ائتُمِن على حديثِه، ومَن أكثَرَ الغِيبةَ والبَغضاءَ لم يُوثَقْ منه بالنَّصيحةِ، ومَن عُرِف بالفُجورِ والخديعةِ لم يُوثَقْ إليه في المحبَّةِ، ومَن انتحَل فَوقَ قَدْرِه جُحِد قَدْرُه، ولا يَحسُنُ فيه ما يَقبُحُ في غيرِه) [5625] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (4/ 63). .
9- الغِيبةُ تدُلُّ على دَناءةِ صاحِبِها، وجُبنِه، وخِسَّتِه.

انظر أيضا: