موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِن السُّنَّةِ النَّبويَّةِ


وردَت أحاديثُ مِن السُّنَّةِ النَّبويَّةِ تحثُّ على البَشاشةِ وطَلاقةِ الوَجهِ، ومِن هذه الأحاديثِ:
- عن أبي ذَرٍّ رضِي اللهُ عنه قال: قال لي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تَحقِرَنَّ مِن المعروفِ شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوَجهٍ طَلْقٍ)) [1301] أخرجه مسلم (2626). .
(قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ولو أن تلقى أخاك بوَجهٍ طَلْقٍ))، رُوِي (طَلْقٍ) على ثلاثةِ أوجُهٍ: إسكانُ اللَّامِ وكَسرُها، وطَليقٌ بزيادةِ ياءٍ، ومعناه: سَهلٌ مُنبسِطٌ. فيه الحَثُّ على فَضلِ المعروفِ وما تيسَّر منه وإن قلَّ، حتَّى طَلاقةِ الوَجهِ عندَ اللِّقاءِ) [1302] ((شرح النووي على مسلم)) (16/177). .
- وعن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رضِي اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((كُلُّ معروفٍ صَدقةٌ، وإنَّ مِن المعروفِ أن تلقى أخاك بوَجهٍ طَلْقٍ)) [1303]رواه الترمذي (1970)، وأحمد (14877). صَحَّحه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (1970)، وصَحَّحه بطُرُقِه وشواهده شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (23/ 161)، وحَسَّنه الترمذي. ولفظُ: ((كُلُّ معروفٍ صَدَقةٌ)) أخرجه البخاري (6021) .
قال المُبارَكفوريُّ: (... ((وإنَّ مِن المعروفِ)) أي: مِن جُملةِ أفرادِه، ((أن تلقى أخاك)) أي: المُسلِمَ، ((بوَجهٍ)) بالتَّنوينِ، ((طَلْقٍ)) معناه: يعني تلقاه مُنبسِطَ الوَجهِ مُتهلِّلَه) [1304] ((مرعاة المفاتيح)) (6/344). .
وقال ابنُ عَلَّانَ: (أي: بوَجهٍ ضاحِكٍ مُستبشِرٍ، وذلك لِما فيه مِن إيناسِ الأخِ المُؤمِنِ، ودَفعِ الإيحاشِ عنه، وجَبرِ خاطِرِه، وبذلك يحصُلُ التَّأليفُ المطلوبُ بَينَ المُؤمِنينَ) [1305] ((دليل الفالحين)) (2/356). .
وقال أيضًا: (أي: مُتهلِّلٌ بالبِشرِ والابتِسامِ؛ لأنَّ الظَّاهِرَ عُنوانُ الباطِنِ، فلُقياه بذلك يُشعِرُ بمحبَّتِك له، وفَرحِك بلُقياه، والمطلوبُ مِن المُؤمِنينَ التَّوادُّ والتَّحابُّ) [1306] يُنظر: ((دليل الفالحين)) (5/165). .
- وعن أبي جُرَيٍّ؛ جابِرِ بنِ سُلَيمٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تَحقِرَنَّ شيئًا مِن المعروفِ، وأن تُكلِّمَ أخاك وأنت مُنبسِطٌ إليه وَجهُك؛ إنَّ ذلك مِن المعروفِ)) [1307] أخرجه أبو داود (4084) ومن طريقه البيهقي في ((السنن الكبرى)) (21623). قال الذهبي في ((المهذب في اختصار السنن)) (8/4253): (إسنادُه حسنٌ)، وقال الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (1109): (رجاله رجال البخاري غير أبي غنار، وهو ثقةٌ) وقال الوادعي في ((الصحيح المسند)) (196): (يرتقي إلى الصِّحَّةِ) وصَحَّحه الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (4084). والحديث أخرجه الترمذي (2722) والنسائي في الكبرى (10149) مختصَرًا. .

انظر أيضا: