موسوعة الأخلاق والسلوك

سادِسًا: دَرَجاتُ الغَضَبِ


دَرَجاتُ الغَضَبِ ثَلاثةٌ:
الأولى: أن يكونَ الغَضَبُ عاديًّا لا يوصَفُ بالشِّدَّةِ، كسائِرِ الغَضَبِ الذي يقَعُ بَينَ النَّاسِ.
الثَّانيةُ: أن يشتَدَّ الغَضَبُ حتَّى يزولَ مَعَه الشُّعورُ ويصيرَ صاحِبُه كالمَعتوهِ والمَجنونِ والسَّكرانِ.
الثَّالثةُ: ما بَينَ ذلك، وهو أن يكونَ اشتَدَّ به الغَضَبُ، ولكِن لم يفقِدْ شُعورَه، بَل عِندَه شَيءٌ مِن الإحساسِ، وشَيءٌ مِن العَقلِ [5318] يُنظَر: ((فتاوى نور على الدرب)) لابن باز (22/141)، ((مجموع فتاوى ابن باز)) (21/373). .
(والنَّاسُ في قوَّةِ الغَضَبِ على دَرَجاتٍ ثَلاثٍ: إفراطٌ، وتَفريطٌ، واعتِدالٌ.
 فلا يُحمَدُ الإفراطُ فيها؛ لأنَّه يُخرِجُ العَقلَ والدِّينَ عن سياسَتِهما، فلا يبقى للإنسانِ مَعَ ذلك نَظَرٌ ولا فِكرٌ ولا اختيارٌ.
 والتَّفريطُ في هذه القوَّةِ أيضًا مَذمومٌ؛ لأنَّه يبقى لا حَميَّةَ له ولا غَيرةَ، ومَن فقدَ الغَضَبَ بالكُلِّيَّةِ عَجَزَ عن رياضةِ نَفسِه؛ إذ الرِّياضةُ إنَّما تَتِمُّ بتَسَلُّطِ الغَضَبِ على الشَّهوةِ، فيغضَبُ على نَفسِه عِندَ المَيلِ إلى الشَّهَواتِ الخَسيسةِ، ففقدُ الغَضَبِ مَذمومٌ؛ فينبَغي أن يُطلَبَ الوسَطُ بَينَ الطَّريقينِ) [5319] ((مختصر منهاج القاصدين)) لابن قدامة (ص: 179). ويُنظَر: ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/167). .

انظر أيضا: