موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- قال ابنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما: (لا يزالُ الرَّجُلُ يزدادُ في صِحَّةِ رأيِه ما نَصَح لمستشيرِه، فإذا غَشَّه سَلَبه اللَّهُ نُصْحَه ورأيَه) [5169] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) للراغب الأصفهاني (ص: 211). .
- وقال معاويةُ رَضِيَ اللَّهُ عنه: (لا ينبغي للمَلِكِ أن يكون كذَّابًا؛ لأنَّه إن وَعَد خيرًا لم يُرْجَ، وإن أوعَد شرًّا لم يُخَفْ. ولا غاشًّا؛ لأنَّه لم ينصَحْ، ولا تَصِحُّ الوِلايةُ إلَّا بالمناصحةِ. ولا حديدًا؛ لأنَّه إذا احتَدَّ هلَكَت رعيَّتُه. ولا حسودًا؛ لأنَّه لا يَشرُفُ أحدٌ فيه حَسَدٌ، ولا يَصلُحُ النَّاسُ إلَّا بأشرافِهم. ولا جبانًا؛ لأنَّه يجترئُ عليه عدُوُّه، وتضيعُ ثُغورُه) [5170] ((محاضرات الأدباء)) للراغب (1/ 199). .
- (وعن جَريرٍ البَجَليِّ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنَّه كان إذا أقام سِلعةً بَصَّر عُيوبَها ثمَّ خَيَّرَه، فقال: إن شِئتَ فخُذْ، وإن شِئتَ فاترُكْ، فقيل له: يرحَمُك اللَّهُ! إنَّك إذا فعَلْتَ هذا لم ينفُذْ لك البَيعُ، فقال: إنَّا بايَعْنا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على النُّصحِ لأهلِ الإسلامِ) [5171] رواه الطبراني في ((الكبير)) (2/359) (2510). ومبايعةُ جريرٍ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصلُها في الصَّحيحِ، أخرجها البخاريُّ (57)، ومسلم (56). .
وقال أكثَمُ بنُ صَيفيٍّ: (الغَريبُ النَّاصِحُ قَريبٌ، والقريبُ الغاشُّ بعيدٌ) [5172] ((أنساب الأشراف)) للبلاذري (13/ 79). .
- وقال الرَّاغِبُ: (لا يُلتَفَتَنَّ إلى من قال: إذا نصَحْتَ الرَّجُلَ فلم يَقبَلْ منك فتقَرَّبْ إلى اللَّهِ بغِشِّه! فذلك قولٌ ألقاه الشَّيطانُ على لسانِه، اللَّهُمَّ إلَّا أن يريدَ بغِشِّه السُّكوتَ عنه؛ فقد قيل: كثرةُ النَّصيحةِ تُورِثُ الظِّنَّةَ، ومَعرفةُ النَّاصِحِ من الغاشِّ صعبةٌ جِدًّا؛ فالإنسانُ لمَكْرِه يَصعُبُ الاطِّلاعُ على سِرِّه؛ إذ هو قد يُبدي خِلافَ ما يُخفي، وليس كالحيواناتِ التي يمكِنُ الاطِّلاعُ على طبائِعِها) [5173] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) للراغب الأصفهاني (ص: 211). .
- وقال ابن حجر الهيتمي: (كَثرةُ تَسَلُّطِ الكُفَّارِ على المُسلِمين بالأسْرِ والنَّهبِ وأخذِ الأموالِ والحريمِ، إنَّما حَدَث في هذه الأزمنةِ المتأخِّرةِ لَمَّا أن أحدَث التُّجَّارُ وغيرُهم قبائِحَ ذلك الغِشِّ الكثيرةَ والمتنوِّعةَ، وعظائِمَ تلك الجناياتِ والمخادَعاتِ والتَّحايُلاتِ الباطِلةِ على أخذِ أموالِ النَّاسِ بأيِّ طريقٍ قَدَروا عليها، لا يُراقِبون اللَّهَ المطَّلِعَ عليهم!) [5174] ((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) (1/400). .
- وقال المنصورُ: (لا تُنَفِّروا أطرافَ النِّعَمِ بقِلَّةِ الشُّكرِ؛ فتَحِلَّ بكم النِّقمةُ، ولا تُسِرُّوا غِشَّ الأئمَّةِ؛ فإنَّ أحدًا لا يُسِرُّ مُنكَرًا إلَّا ظَهَر في فَلَتاتِ لِسانِه، وصَفَحاتِ وَجهِه، وطوالِعِ نظَرِه) [5175] ((التذكرة الحمدونية)) لابن حمدون (ص: 424). .
- وقال أبو الخَيرِ التيناتيُّ: (القُلوبُ ظُروفٌ؛ فقَلبٌ مملوءٌ إيمانًا، وعلامتُه الشَّفَقةُ على جميعِ المُسلِمين والاهتمامُ بما يُهِمُّهم، ومعاونتُهم على مصالحِهم، وقَلبٌ مملوءٌ نِفاقًا، وعلامتُه الحِقدُ والغِلُّ والغِشُّ والحَسَدُ) [5176] ((طبقات الصوفية)) للسلمي (ص: 281)، ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (10/ 378)، ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (66/ 161). .
- قال مبارَكٌ أبو حمَّادٍ: سَمِعتُ سُفيانَ الثَّوريَّ يقولُ فيما أوصى به عليَّ بنَ الحَسَنِ السُّلَميَّ: (عليك بالصِّدقِ في المواطِنِ كُلِّها، وإيَّاك والكَذِبَ والخيانةَ ومجالَسةَ أصحابِها؛ فإنَّها وِزرٌ كُلُّه... وإيَّاك أن تخونَ مُؤمِنًا؛ فمَن خان مُؤمِنًا فقد خان اللَّهَ ورسولَه... وكُنْ طاهِرَ القَلبِ، نَقِيَّ الجَسَدِ مِن الذُّنوبِ والخطايا، نَقيَّ اليَدَينِ من المظالِمِ، سليمَ القَلبِ من الغِشِّ والمَكْرِ والخيانةِ، خاليَ البَطنِ من الحَرامِ؛ فإنَّه لا يدخُلُ الجنَّةَ لَحمٌ نَبَت مِن سُحتٍ) [5177] يُنظر: ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (7/ 83، 84). .
- وقال له: (ولا تَمكُرَنَّ بأحَدٍ من المُسلِمين المكْرَ السَّيِّئَ؛ فإنَّه لا يحيقُ المكرُ السَّيِّئُ إلَّا بأهلِه، ولا تَبغِيَنَّ على أحَدٍ من المُسلِمين؛ فإنَّ اللَّهَ تعالى يقولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ [يونس: 23] ، ولا تَغُشَّ أحَدًا من المُؤمِنين، ولا تخدَعَنَّ أحدًا من المُؤمِنين فيكونَ نفاقًا في قَلبِك، ولا تَحسُدَنَّ، ولا تغتابَنَّ؛ فتذهَبَ حَسَناتُك) [5178] يُنظر: ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (7/ 35). .
وقال له: (عليك بالسَّلامِ لكُلِّ مُسلِمٍ يَخرُجِ الغِلُّ والغِشُّ من قَلبِك، وعليك بالمصافحةِ تَكُنْ محبوبًا إلى النَّاسِ) [5179] يُنظر: ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (7/ 61). .
- وقال عبدُ اللَّهِ بنُ الحَسَنِ لابنِه: (احذَرْ مَشورةَ الجاهِلِ وإن كان ناصِحًا، كما تحذَرُ مشورةَ العاقِلِ إذا كان غاشًّا؛ فإنَّه يوشِكُ أن يُوَرِّطاك بمشورتِهما، فيَسبِقَ إليك مَكرُ العاقِلِ، وتوريطُ الجاهِلِ) [5180] يُنظر: ((البيان والتبيين)) للجاحظ (1/ 269، 270) و (2/ 119). .
- قال السَّرِيُّ السَّقَطيُّ: (خَيرُ الرِّزقِ ما سَلِم من خمسةٍ: من الآثامِ في الاكتسابِ، والمذَلَّةِ في الخُضوعِ في السُّؤالِ، والغِشِّ في الصِّناعةِ، وأثمانِ آلةِ المعاصي، وممالأةِ الظَّلَمةِ) [5181] ((طبقات الصوفية)) للسلمي (ص: 57)، ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (10/ 124). .

انظر أيضا: