موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِنَ الشِّعْرِ


1- قال حسَّانُ يهجو الحارِثَ بنَ عوفٍ المرِّيَّ من غَطفانَ:
إن تَغدِروا فالغَدرُ منكم شِيمةٌ
والغَدرُ يَنبُتُ في أصولِ السَّخبرِ [5075] ((الصحاح)) للجوهري (2/680). والسَّخبرُ: نوعٌ من أنواعِ الشَّجَرِ... وشُبِّه الغادِرُ بالسَّخبرِ؛ لأنَّه شَجَرٌ إذا انتهى استرخى رأسُه ولم يَبْقَ على انتصابِه، يقولُ: أنتم لا تَثبُتون على وفاءٍ كهذا السَّخبرِ الذي لا يَثبُتُ على حالٍ، بينا يُرى معتَدِلًا منتَصِبًا عاد مسترخيًا غيرَ منتصِبٍ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (4/354).
2- وقال أبو حنبَلٍ الطَّائيُّ:
قد آليتُ أغدِرُ في جَدَاعِ [5076] جَدَاعِ: السَّنةُ الشَّديدةُ التي تجدَعُ بالمالِ، أي: تذهَبُ به. يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (3/ 1193).
وإن مُنِّيتُ أُمَّاتِ الرِّباعِ [5077] أمَّاتُ: مختصٌّ بما لا يَعقِلُ. والرِّباعِ: أولادُ الإبِلِ التي نُتِجَت في الرَّبيعِ. يُنظَر: ((إيضاح شواهد الإيضاح)) للقيسي (2/ 607).
لأنَّ الغدرَ في الأقوامِ عارٌ
وإن الحُرَّ يَجزَأُ بالكُراعِ [5078] ((جمهرة الأمثال)) لأبي هلال العسكري (2/356). يجزَأُ بالكُراعِ: أي: يقنَعُ ويكتفي بالكُراعِ، والكُراعُ من البَقَرِ والغَنَمِ: هو مُستدَقُّ السَّاقِ العاري من اللَّحمِ، وقيل: هو ما دونَ الكَعبِ من الدَّوابِّ. يُنظَر: ((الإبانة في اللغة العربية)) للصحاري (4/ 127)، ((لسان العرب)) لابن منظور (1/46) (8/307). والمعنى: الغَدرُ لا يرضى به الأحرارُ؛ لأنَّه عارٌ على آتيه، وأنَّ المرءَ يجزَأُ بأدونِ الأشياءِ صيانةً لعِرضِه. يُنظَر: ((إيضاح شواهد الإيضاح)) للقيسي (2/ 607).
3- وقال أبو فِراسِ بنُ حَمدانَ:
تناساني الأصحابُ إلَّا عُصَيبةٌ
ستَلحَقُ بالأخرى غدًا وتحولُ
فمِن قَبلُ كان الغدرُ في النَّاسِ سُبَّةً
 وذمَّ زمانٍ واستلامَ خليلِ [5079] ((ديوان المعاني)) لأبي هلال العسكري (2/201).
4- وقال سعيدُ بنُ حميدٍ:
جعَلتُ لأهلِ الوُدِّ ألَّا أَريبَهم
بغَدرٍ، وإن مالوا إلى جانبِ الغَدرِ
وأن أجزيَ الوُدَّ الجميلَ بمِثلِه
وأقبَلَ عُذرًا جاء من جهةِ العُذرِ [5080] ((الصداقة والصديق)) لأبي حيان التوحيدي (ص: 122).
5- وقال عُتبةُ بنُ عُتَيبةَ بنِ الحارِثِ بنِ شِهابٍ صَيَّادُ الفوارِسِ:
غدَرتُم غَدرةً وغدَرْتُ أخرى
فليس إلى توافينا سبَيلُ [5081] ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (4/142).
6- وقال عارفٌ الطَّائيُّ:
أذَلُّ لوطءِ النَّاسِ مِن خَشَبِ الجِسرِ
إذا  استحقَبَتْها  العِيسُ [5082] العِيسُ: الإبِلُ تَضرِبُ إلى الصُّفرةِ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (6/152). جاءت من البُعدِ
أيوعِدُني والرُّمحُ بيني وبينه
تبيَّنْ رويدًا ما أُمامةُ مِن هِندِ [5083] تبيَّنْ رُوَيدًا، أي: تحقَّقِ الأمَر وتمهَّلْ فيه، والمعنى: أتهَدِّدُني يا ابنَ هندٍ وبيني وبينك حِصنٌ منيعٌ، لا تهَدِّدْني بل تحقَّقِ الأمرَ وتمهَّلْ وانظُرْ أيُّنا أشرَفُ، فما أمُّك مِثلُ أُمِّي. يُنظَر: ((شرح ديوان الحماسة)) للتبريزي (2/ 198).
ومنِ أجَأٍ [5084] أجَأٌ: جَبَلٌ لطَيِّئ؛ القبيلةِ المشهورةِ. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (1/ 127). حولي رِعانٌ [5085] رِعانٌ: جَمعُ الرَّعنِ: وهو الأنفُ العظيمُ من الجبَلِ تراه متقَدِّمًا. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (13/182)، وأجأٌ: اسمُ جَبَلٍ. انظر ((معجم البلدان)) للحموي (1/94). كأنَّها
قنابِلُ [5086] قنابِلُ: جمعُ قُنبُلٍ وقُنبلةٍ: الطَّائفةُ من النَّاسِ ومن الخَيلِ، قيل: هم ما بَيْنَ الثَّلاثين إلى الأربعينَ ونحوِ ذلك. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (30/287). خيلٍ من كُمَيتٍ ومِن وردِ [5087] الكُمَيتُ من الخَيلِ: ما كان لونُه بَيْنَ الأسودِ والأحمرِ. والوَردُ من الخَيلِ: ما بَيْنَ الكُمَيتِ والأشقَرِ. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (5/ 67) (9/ 286)، ((المعجم الوسيط)) (2/ 797، 1024).
غدَرْت بأمرٍ كنتَ أنت اجتذبْتَنا
إليه وبِئسَ الشِّيمةُ الغَدرُ بالعَهدِ [5088] ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (4/142).
7- وقال حسَّانُ يهجو هُذَيلًا فيما صنعوا بخُبَيبِ بنِ عَديٍّ:
أبلِغْ بني عَمرٍو بأنَّ أخاهمُ
شراه امرؤٌ قد كان للغَدرِ لازِمَا
شراه زُهَيرُ بنُ الأغَرِّ وجامِعٌ
وكانا جميعًا يركبانِ المحارِمَا
أجرتُم فلمَّا أن أجَرْتُم غدَرتُمُ
وكنتُم بأكنافِ [5089] أي: نواحي. يُنظَر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (4/ 205). الرَّجيعِ لهاذِمَا [5090] الرَّجيعُ: اسمُ ماءٍ لهُذَيلٍ، واللَّهاذِمُ: اللُّصوصُ وقُطَّاعُ الطُّرُقِ، من لهذَمْتُه: إذا قطَعْتُه. يُنظَر: ((شرح ديوان حسان بن ثابت)) للبرقوقي (ص: 400).
فليت خُبَيبًا لم تخُنْه أمانةٌ
وليت خُبَيبًا كان بالقَومِ عالِمَا [5091] ((سيرة ابن هشام)) (2/179).
8- وقال ثابت قُطنة:
لا تحسَبَنَّ الغَدرَ حَزمًا فربَّما
ترَقَّت به الأقدامُ يومًا فزَلَّتِ [5092] ((تاريخ الطبري)) لابن جرير الطبري (6/459).
9- وقال آخَرُ:
فكم فيهم من واعدٍ غيرِ مُنجِزٍ
وكم فيهم من قائِلٍ غيرِ صادِقِ
وفاءٌ كأُنبوبِ اليَراعِ [5093] اليَراعُ: القَصَبُ. يُنظَر: ((جمهرة اللغة)) لابن دريد (2/ 777). لصاحِبٍ
وغَدرٌ كأطرافِ الرِّماحِ الدَّوالِقِ [5094] ((التذكرة الحمدونية)) لابن حمدون (3/31). والدَّلقُ: كُلُّ شيءٍ خَرَج من مخرَجِه، دلقًا سريعًا من غيرِ أن يُسَلَّ. يُنظَر: ((العين)) (5/116).
10- وقال حاتِمٌ الطَّائيُّ:
فأقسَمْتُ لا أمشي إلى سِرِّ جارةٍ
يدَ الدَّهرِ ما دامَ الحَمامُ يُغَرِّدُ
ولا أشتري مالًا بغَدرٍ عَلِمتُه
ألا كُلُّ مالٍ خالطَ الغَدرَ أنكَدُ [5095] ((لباب الآداب)) لأسامة بن منقذ (ص: 251).
11- قال بعضُهم:
أخلِقْ بمن رَضِيَ الخيانةَ شِيمةً
أن لا يُرى إلَّا صريعَ حوادِثِ
ما زالت الأرزاءُ تُلحِقُ بؤسَها
 أبدًا بغادِرِ ذِمَّةٍ أو ناكِثِ [5096] ((نهاية الأرب في فنون الأدب)) للنويري (3/ 364).
12- قال كعبُ بنُ زُهَيرٍ:
لشتَّانَ من يدعو فيُوفي بعَهدِه
ومَن هو للعَهدِ المؤكَّدِ خالِعُ [5097] ((مجمع الحكم والأمثال)) لأحمد قبش (ص: 550)، ومعنى خالع: ناقِضٌ للعهدِ. يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (8/76).
13- وقال المعَرِّي:
تجنَّبِ الوعدَ يومًا أن تفوهَ به
فإن وعَدتَ فلا يَذمُمْك إنجازُ
واصمُتْ فإنَّ كلامَ المرءِ يُهلِكُه
وإن نطَقْتَ فإفصاحٌ وإيجازُ
وإن عجَزتَ عن الخيراتِ تفعَلُها
فلا يكُنْ دونَ تَركِ الشَّرِّ إعجازُ [5098] ((اللزوميات)) للمعري (2/ 4).
14- وقال الغطفاني:
أسُمَيَّ وَيحَكِ هل سَمِعتِ بغَدرةٍ
رُفِعَ اللِّواءُ لنا بها في مَجمَعِ [5099] ((محاضرات الأدباء)) للراغب الأصفهاني (1/354).
15- وقال كعبُ بنُ مالكٍ:
فدونَك واعلَمْ أنَّ نقضَ عُهودِنا
أباه الملا منَّا الذين تبايَعوا
أباه البراءُ وابنُ عَمرٍو كلاهما
وأسعَدُ يأباه عليك ورافِعُ [5100] ((الزاهر في معاني كلمات الناس)) للأنباري (2/161).
16- وقال آخَرُ:
نقضُ العهدِ خائسٌ بالأمانِ
مُستحِلٌّ محارِمَ الرَّحمنِ
سلَبَتْنا الوفاءَ والحِلمَ طَوعًا
فاعتَلَينا به بنو مروانَ
ليتني كنتُ فيهم حَسَبَ العيـ
ـشِ طليقًا أجرُّ حبلَ الأماني
كلُّ عَتبٍ تُعَيِّرنيه الليالي
فبسيفي جنَيتُه ولِساني [5101] ((أشعار أولاد الخلفاء وأخبارهم)) للصولي (ص: 308).
17- وقال آخَرُ:
النَّاسُ من الهوى على أصنافِ
هذا نَاقِضُ العَهدِ وهذا وافِ
هيهاتَ مِن الكُدورِ تبغي الصَّافي
لا يَصلُحُ للحَضرةِ [5102] الحَضرةُ: قربُ الشَّيءِ. يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (4/197). قَلبٌ جافِ [5103] ((المدهش)) لابن الجوزي (ص: 385).
18- وقال آخَرُ:
يا بني الإسلامِ مَن عَلَّمَكم
بعدَ إذ عاهَدْتُمُ نقضَ العُهودِ
كلُّ شيءٍ في الهوى مُستحسَنٌ
ما خلا الغَدرَ وإخلافَ الوُعودِ [5104] ((لطائف المعارف)) لابن رجب (ص: 63).

انظر أيضا: