موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِن الشِّعرِ


1- قيل:
ولا تكنْ ضَيفَنًا [4276] الضَّيفَنُ: الرَّجُلُ الذي لا يُعزَمُ عليه، ولكِنْ إذا رأى الضُّيوفَ تَبِعَهم واستحى منه صاحِبُ المنزِلِ أن يمنعَه من الدُّخولِ معهم، والطِّفْلُ: أواخِرُ النَّهارِ. يُنظر: ((آداب الأكل)) لابن العماد (ص: 27). خَلفَ الضُّيوفِ ودَعْ
شَراهةَ النَّفسِ في الإبكارِ والطِّفْلِ [4277] ((آداب الأكل)) لابن العماد (ص: 27). .
2- وقيل:
وما أنا ممَّن تعتَريه شَراهةٌ
لمَدخَلِ بابٍ يَعتري ويَطيفُ
أخو كَرمٍ يكفيه خمسينَ ليلةً
مِن الماءِ نَزرٌ بارِدٌ ورَغيفُ [4278] ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان التوحيدي (6/ 20). .
3- وقال حاتِمُ طيِّئٍ:
وإنَّك إن أعطَيتَ بَطنَك سُؤلَه
وفَرجَك نالا مُنتهى الذَّمِّ أجمَعا [4279] ((اعتلال القلوب)) للخرائطي (1/ 48). .
4- وقال أعشى باهِلةَ يمدَحُ رجُلًا، ويصِفُه بقلَّةِ الشَّرَهِ على الطَّعامِ وحُسنِ الصَّبرِ عنه، والطَّيِّ دونَه:
لا يتأرَّى لِما في القِدرِ يرقُبُه
ولا يَعَضُّ على شُرسوفِه الصَّفَرُ [4280] ((الكامل في اللغة والأدب)) للمبرد (4/ 55)، ((الأضداد)) لابن الأنباري (ص: 324). لا يتأرَّى: أي: لا يتحبَّسُ على إدراكِ القِدْرِ ليأكُلَ. يُنظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (37/ 64).  والشُّرسوفُ: طَرَفُ الضِّلعِ الذي يُشرِفُ على البطنِ، والصَّفَرُ، قيل: هي دويبَّةٌ مِثلُ الحيَّةِ تكونُ في البطنِ تعتري مَن به شِدَّةُ الجوعِ، أي: هذه الدُّويبَّةُ لا تؤذيه، أي: الجوعُ لا يُقلِقُه ولا يعنيه، وقيل: الصَّفَرُ هاهنا: الجوعُ، وقيل: الصَّفَرُ: داءٌ يكونُ في البطنِ لا ينفَعُ معه الطَّعامُ، وقيل: لم يُرِدْ أن يُثبِتَ أنَّ في جوفِه صَفَرًا لا يَعَضُّ على شراسيفِه، وإنَّما أراد أنَّه لا صَفَرَ في جوفِه؛ فيَعَضَّ على شراسيفِه! يَصِفُه بشِدَّةِ الخُلُقِ وصِحَّةِ البِنيةِ. يُنظر: ((جمهرة الأمثال)) للعسكري (2/ 392)، ((المحكم والمحيط الأعظم)) لابن سِيدَه (8/ 305)، ((الاقتضاب في شرح أدب الكتاب)) للبطليوسي (3/ 46)، ((طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية)) للنسفي )ص: 47)، ((خزانة الأدب)) للبغدادي (1/ 197). .
ومعناه: لا يلزَمُ المَوضِعَ ويُقيمُ به؛ انتِظارًا لِما في القِدرِ [4281] ((الزاهر في معاني كلمات الناس)) للأنباري (2/ 70). ؛ يمدَحُه بأنَّ همَّتَه ليست في المَطعَمِ والمَشرَبِ، وإنَّما هِمَّتُه في طَلبِ المعالي، فليس يرقُبُ نُضجَ ما في القِدرِ إذا همَّ بأمرٍ له شَرفٌ، بل يترُكُها ويمضي [4282] ((خزانة الأدب)) للبغدادي (1/ 197). .
5- وقال الشَّنفَرى:
وإن مُدَّتِ الأيدي إلى الزَّادِ لم أكنْ
بأعجَلِهم إذ أجشَعُ القومِ أعجَلُ [4283] ((ديوان الشنفرى)) (ص: 2). .
6- وقال غَيرُه يصِفُ رجُلًا بقلَّةِ الأكلِ معَ اتِّساعِ الحالِ وحُضورِ الزَّادِ:
تراهُ خميصَ البَطنِ والزَّادُ حاضِرٌ
عتيدٌ ويغدو في القميصِ المُقدَّدِ [4284] ((جمهرة أشعار العرب)) لأبي زيد القرشي (ص: 536). خميصَ البَطنِ: خاليَها، والعتيدُ: المُعَدُّ، والمقَدَّدُ: المُمَزَّقُ. يُنظر: ((شرح ديوان الحماسة)) للتبريزي (1/ 339). .
7- وقال شاعِرٌ:
يذمُّونَ دنيا لا يَريحونَ دَرَّها
ولم أرَ كالدُّنيا يُذَمُّ ويُحلَبُ [4285] ((محاضرات الأدباء)) للراغب (2/ 404). الدَّرُّ: اللَّبَنُ، يقولُ: إنَّهم مع ذمِّهم إيَّاها يُلِحُّون في الإقبالِ عليها ويَكْلَبون ويَشْرَهون، حتى ما يتركون دَرَّها يستريحُ، وهذا على المَثَلِ. يُنظر: ((الذخائر والعبقريات)) للبرقوقي (1/ 258). .
8- وقال أعشى باهِلةَ:
يكفيه حُزَّةُ فِلْذٍ إن ألمَّ بها
مِن الشِّواءِ ويَكفي شُرْبَه الغُمَرُ [4286] ((الكامل في اللغة والأدب)) للمبرد (1/ 280) و (4/ 55)، ((الإمتاع والمؤانسة)) لأبي حيان التوحيدي (ص: 289). الحُزَّةُ: قِطعةٌ من اللَّحمِ قُطعَت طولًا، والفِلْذُ: هو الحُزَّةُ من الكَبدِ، وجمعُها أفلاذٌ، قيل: الفِلْذُ: كَبِدُ البعيرِ. ولا يكونُ الفِلْذُ إلَّا للبعيِر. وروي: فِلْذان، والفِلْذانُ قيل: جمع فِلْذٍ، وهو القطعةُ من الكَبدِ واللَّحمِ، وألمَّ بها: أصابها، يعني: أكَلَها، والغُمَرُ: قَدَحٌ صغيرٌ لا يروي. أراد: أنَّه يكفيه من جميعِ الشِّواءِ قطعةٌ من كَبِدٍ، يأكُلُها فيجتزئُ بها. يُنظر: ((غريب الحديث)) لأبي عبيد (5/ 437)، ((الألفاظ)) لابن السكيت (ص: 451)، ((خزانة الأدب)) لعبد القادر البغدادي (1/ 201). .
9- قال الرَّاجِزُ يصِفُ إنسانًا بالشَّراهةِ:
خَبٌّ جَروزٌ [4287] أكولٌ يأكُلُ كُلَّ شيءٍ يجِدُه. يُنظر: ((متخير الألفاظ)) لابن فارس (ص: 114). وإذا جاع بكى
ويأكُلُ التَّمرَ ولا يُلقي النَّوى [4288] ((حماسة الخالديين)) سعيد ومحمد ابنا هاشم الخالدي (ص: 92). .
10- وقال عبدُ الحيِّ الخالُ:
يطوفُ بأكنافِ البُيوتِ لعلَّه
يرى رجُلًا غِرًّا يقولُ له عدي [4289] ((سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر)) للمرادي (2/ 252). .
11- وقال غَيرُه:
أفي الولائِمِ أولادًا لواحِدةٍ
وفي العيادةِ أولادًا لعَلَّاتِ [4290] ((الكتاب)) لسيبويه (1/ 344). أولادُ العَلَّاتِ: أولادُ الرَّجُلِ من نِسوةٍ شَتَّى. كأنَّه قال: أتَثْبُتون مؤتَلِفين في الولائِمِ، وتَمضون متفَرِّقين في وقتِ الشِّدَّةِ؟! وهو يهجوهم بالشَّراهةِ وخِسَّةِ النَّفسِ. يُنظر: ((شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية)) لشراب (1/ 221). ؟
12- وقال بعضُ الكُتَّابِ: تغدَّيتُ معَ المأمونِ، فالتفَتَ إليَّ وقال: خِلالٌ قبيحةٌ عندَ الجُلوسِ على المائِدةِ، وذكَر منها: الانكِبابُ على الطَّعامِ؛ وذلك لأنَّه يدُلُّ على شدَّةِ الحِرصِ والشَّرَهِ والنَّهَمِ، ومنه قولُ الشَّاعِرِ يهجو طُفَيليًّا:
لقد سترَتْ منك الخِوانَ عِمامةٌ
دَجوجيَّةٌ ظَلماؤُها ليس تُقلِعُ [4291] ((التذكرة الحمدونية)) (9/ 85). .

انظر أيضا: