موسوعة الأخلاق والسلوك

ثامنًا: مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ


- من علاماتِ السَّفيهِ والأحمقِ:
من علاماتِ السَّفيهِ:
1- الشُّحُّ.
2- سوءُ الخُلُقِ.
3- كثرةُ طَلَبِ الحوائِجِ إلى النَّاسِ [3914] ((مجمع الأمثال)) للميداني (2/456). .
4- إنفاقُ المالِ على وَجهِ التَّبذيرِ وفيما لا ينبغي.
5- الفُحشُ وبذاءةُ اللِّسانِ.
من علاماتِ الأحمقِ:
 1- التَّخلُّقُ بالعَجَلةِ والِخفَّةِ، والجَفاءِ والغُرورِ والفُجورِ.
2- التَّخَلُّقُ بالجَهلِ والتَّواني، والخيانةِ والظُّلمِ والضَّياعِ.
3- التَّخلُّقُ بالتَّفريطِ والغفلةِ.
4- التَّخلُّقُ بالسُّرورِ والخُيَلاءِ، والفُجرِ والمَكرِ.
5- إذا استغنى بَطِر، وإن افتَقَر قَنِط، وإن فَرِح أَشِر.
6- إن قال فَحُش، وإن سألَ ألَحَّ.
7- إن قال لم يحسِنْ، وإن قيل له لم يَفقَهْ.
8- إن ضَحِك نهقَ، وإن بكى خارَ [3915] ((صيد الأفكار)) لحسين المهدي (1/679). .
9- يغضَبُ من غيرِ شيءٍ، ويعطي في غيرِ حَقٍّ.
10- يتكَلَّمُ من غيرِ منفعةٍ، ويفشي السِّرَّ.
11- لا يُفرِّقُ بَيْنَ عدُوِّه وصديقِه.
12- يتكَلَّمُ ما يخطُرُ على قلبِه.
13- يتوهَّمُ أنَّه أعقلُ النَّاسِ [3916] يُنظَر: ((صيد الأفكار)) لحسين المهدي (1/679) بتصرف يسير. .
14- لا يتثبَّتُ، ويُفرِطُ في الضَّحِكِ.
15- الوقيعةُ في الأخيارِ.
16- الاختلاطُ بالأشرارِ [3917] يُنظَر: ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص 119) بتصرف يسير. .
17- إذا أعرَضْتَ عنه اغتَمَّ، وإن أقبَلْتَ عليه اغتَرَّ.
18- إن حَلُمتَ عنه جَهِل عليك، وإن جَهِلتَ عليه حَلُم عنك.
19- إن أسأتَ إليه أحسَن إليك، وإن أحسَنتَ إليه أساء إليك.
20- إذا ظلَمْتَه انتصَفْتَ منه، ويظلِمُك إذا أنصَفْتَه [3918] يُنظَر: ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص 119) بتصرف يسير. .
21- سرعةُ الجوابِ، وكثرةُ الالتِفافِ، والثِّقةُ بكُلِّ أحدٍ [3919] يُنظَر: ((بهجة المجالس)) لابن عبد البر (1/545)، ((مجمع الأمثال)) للميداني (2/456). .
- من شِيَمِ الأحمَقِ:
قال أبو حاتمٍ: (ومِن شِيَمِ الأحمقِ: العَجَلةُ، والخِفَّةُ، والعَجزُ، والفجورُ، والجهلُ، والمقتُ، والوَهنُ، والمهابةُ، والتَّعرُّضُ، والتَّحاسُدُ، والظُّلمُ، والخيانةُ، والغفلةُ، والسَّهوُ، والغيُّ، والفُحشُ، والفَخرُ، والخُيَلاءُ، والعدوانُ، والبغضاءُ) [3920] يُنظَر: ((روضة العقلاء)) (ص: 121). .
- الأحمقُ قَلبُه في طَرَفِ لِسانِه: 
قال أبو حاتمِ بنُ حِبَّانَ: (وإنَّ من أعظَمِ أماراتِ الحُمقِ في الأحمقِ لِسانَه؛ فإنَّه يكونُ قلبُه في طَرَفِ لسانِه، ما خَطَر على قلبِه نطَق به لسانُه. والأحمقُ يتكَلَّمُ في ساعةٍ بكلامٍ يعجِزُ عنه سحبانُ وائلٍ [3921] سَحبانُ وائِلٍ: اسمُ رجلٍ كان فصيحًا بليغًا، يُضرَبُ به المثَلُ في البيانِ والفصاحةِ، وهو من وائِلِ بنِ مَعنٍ. يُنظَر: ((معجم ديوان الأدب)) لإسحاق الفارابي (2/ 13)، ((شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم)) لنشوان (5/ 3003). ، ويتكلَّمُ في السَّاعةِ الأخرى بكلامٍ لا يَعجِزُ عنه باقِلٌ [3922] باقِلٌ: هو اسمُ رجلٍ من العَرَبِ، وكان اشترى ظبيًا بأحَدَ عَشَرَ دِرهمًا، فقيل له: بكم اشتريتَه؟ ففتح كفَّيه وفَرَّق أصابعَه وأخرج لسانَه، يشيرُ بذلك إلى أحدَ عَشَرَ، فانفلت الظَّبيُ؛ فضربوا به المثَلَ في العِيِّ. يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (4/ 1637). ، والعاقِلُ يجِبُ عليه مجانبةُ مَن هذا نعتُه، ومخالطةِ مَن هذه صفتُه؛ فإنَّهم يجترئون على مَن عاشَرهم) [3923] يُنظَر: ((روضة العقلاء)) (ص: 121). .
- معاشَرةُ الأحمقِ:
قال أبو حاتمِ بنُ حِبَّانَ: (مَثَلُ الأحمقِ إن صَحِبتَه عنَّاك، وإن اعتزَلْتَه شَتَمك، وإن أعطاك مَنَّ عليك، وإن أعطَيتَه كَفَرك، وإن أسَرَّ إليك اتَّهَمك، وإن أسرَرْتَ إليه خانك، وإن كان فوقَك حَقَّرك، وإن كان دونك غمَزَك) [3924] ((روضة العقلاء)) (ص: 122). .
وقال محمَّدُ بنُ إسحاقَ الواسِطيُّ:
لي صديقٌ يرى حقوقي عليه
نافلاتٍ وحقَّه كان فرضًا
لو قطعتُ الجبالَ طولًا إليه
ثمَّ مِن بعدِ طُولِها سِرتُ عَرضَا
لرأى ما صنعتُ غيرَ كبيرٍ
واشتهى أن أزيدَ في الأرضِ أرضَا [3925] ((روضة العقلاء)) (ص: 119).
وقال الماوَرديُّ: (والأحمقُ ضالٌّ مُضِلٌّ، إن أونِسَ تكبَّرَ، وإن أوحش تكدَّر، وإن استُنطِق تخلَّف، وإن تُرِك تكلَّف، مجالستُه مِهنةٌ، ومعاتبتُه مِحنةٌ، ومحاورته تَعُرُّ [3926] يقال: هو يَعُرُّ قومَه: يُدخِلُ عليهم مكروهًا يلطخُهم به. يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (2/ 742). ، وموالاتُه تَضُرُّ، ومقاربتُه عمًى، ومقارنتُه شَقا) [3927] ((أدب الدنيا والدين)) (ص 27). .
قيل: (أربعةٌ تَصعُبُ معاشرتُهم: النَّديمُ المُعربِدُ [3928] المُعَربدُ: الذي يؤذي نديمَه في سُكرِه. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (3/ 289). ، والجليسُ الأحمقُ، والمغنِّي التَّائهُ، والسِّفلةُ إذا تقرَأُ) [3929] ((الأمثال المولدة)) للخوارزمي (ص: 255). .
وعن عُمَرَ قال: (ما يمنعُكم إذا رأيتُم السَّفيهَ يُخرِّقُ أعراضَ النَّاسِ أن تُعَرِّبوا [3930] أي: ما يمنَعُكم أن تُصَرِّحوا له بالإنكارِ ولا تساتِروه. يُنظَر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (3/ 201). عليه؟ قالوا: نخافُ لِسانَه. قال: ذاك أدنى أن لا تكونوا شُهَداءَ) [3931] رواه من طرُقٍ: ابن أبي شيبة (26049)، وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (245) واللفظ له، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (19/430). .
- ويُروى عن لقمانَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه قال: (لا تعاشِرِ الأحمقَ وإن كان ذا جمالٍ، وانظُرْ إلى السَّيفِ، ما أحسَنَ منظَرَه وأكثَرَ أذاه!) [3932] ((محاضرات الأدباء)) للراغب (1/ 27). .
- وقال لابنِه: (يا بُنيَّ، لأن يقصيَك الحكيمُ خيرٌ من أن يُدنيَك الأحمقُ) [3933] ((بهجة المجالس)) لابن عبد البر (1/545). .
- وقال له: (حليمٌ كُلَّما لقِيَك قرَعَك بعصاه، خيرٌ من سفيهٍ كلَّما لَقِيَك سَرَّك) [3934] ((الحلم)) لابن أبي الدنيا (97). .
- ويروى أنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال لابنِه الحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عنه: (إيَّاك ومصادقةَ الأحمقِ؛ فإنَّه يريدُ أن ينفَعَك فيَضُرُّك) [3935] يُنظَر: ((المجتنى)) لابن دريد (ص: 18)، ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (1/ 405). .
- وعن أبي جَعفَرٍ الخطميِّ، أنَّ جَدَّه عُمَيرَ بنَ حَبيبٍ -وكان قد بايع رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أوصى بنيه، فقال لهم: (أي بَنيَّ، إيَّاكم ومخالطةَ السُّفَهاءِ؛ فإنَّ مجالستَهم داءٌ، وإنَّه من يحلُمْ عن السَّفيهِ يُسَرَّ بحِلمِه، ومن يحِبَّه يندَمْ، ومَن لا يُقِرَّ بقليلِ ما يأتي به السَّفيهُ يُقِرَّ بالكثيرِ) [3936] ((الزهد)) لأحمد بن حنبل (1031)، ((الحلم)) لابن أبي الدنيا (17)، ((شعب الإيمان)) للبيهقي (11/ 25). .
- وقال الجاحِظُ: (لا تجالِسِ الحَمقى؛ فإنَّه يعلَقُ بك من مجالستِهم من الفسادِ ما لا يَعلَقُ بك من مجالسةِ العقلاءِ دَهرًا من الصَّلاحِ؛ فإنَّ الفسادَ أشَدُّ التِحامًا بالطِّباعِ) [3937] ((محاضرات الأدباء)) للراغب (1/ 27). .
- من امتُحِن بعِشرةِ الأحمقِ:
قال أبو حاتمٍ: (أظلَمُ الظُّلماتِ الحُمقُ، كما أنَّ أنفذَ البصائِرِ العقلُ، فإذا امتُحِن المرءُ بعِشرةِ الأحمقِ كان الواجِبُ عليه اللُّزومُ لأخلاقِ نفسِه، والمباينةَ لأخلاقِه مع الإكثارِ من الحمدِ للهِ على ما وَهَب له من الانتباهِ لـما حُرِم غيرُه التَّوفيقَ له... والعاقِلُ يجِبُ عليه مجانبةُ مَن هذا نعتُه) [3938] ((روضة العقلاء)) (120، 121). .
- إطلاقُ لفظِ الجاهِلِ على الأحمَقِ
قال ابنُ عبدِ البرِّ: (كانوا يُعَبِّرون عن الأحمَقِ بالجاهِلِ، ومِن ثمَّ قالوا: غَضِب كِسرى على عاقلٍ فسجَنه مع جاهلٍ. يريدونَ سجَنه مع أحمقَ.
ويعبِّرون أيضًا عن العاقِلِ بالحِلمِ، قال الشَّاعِرُ:
فلا تصحَبْ أخا الجَهلِ
وإيَّاك وإيَّاه
فكم من جاهلٍ أردى
حليمًا حين واخاه
يقاسُ المرءُ بالمرءِ
إذا ما هو ماشاه) [3939] ((بهجة المجالس)) لابن عبد البر (1/545). .
- استشارةُ الأحمقِ:
قال أعرابيٌّ: (استَشِرْ عَدُوَّك العاقِلَ ولا تستَشِرْ صديقَك الأحمقَ؛ فإنَّ العاقِلَ يتَّقي على رأيِه الزَّللَ كما يتَّقي الوَرِعُ على دينِه الحَرَجَ) [3940] ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان التوحيدي (1/ 203)، ((نثر الدر)) للآبي (6/ 34). .
- ذَلَّ مَن لا سفيهَ له:
يقال: (ذَلَّ مَن لا سفيهَ له) [3941] ((مجمع الأمثال)) للميداني (1/ 286). . قال الخوارزميُّ: (أوَّلُ من قاله الأحنَفُ، وتعاوَره المولَّدون) [3942] ((الأمثال المولدة)) (ص: 316). .
عن ابنِ شوذَبٍ قال: (كنَّا عِندَ مكحولٍ، ومعنا سليمانُ بنُ موسى، فجاء رجلٌ واستطال على سُلَيمانَ، وسليمانُ ساكِتٌ، فجاء أخٌ لسُليمانَ فرَدَّ عليه، فقال مكحولٌ: لقد ذَلَّ مَن لا سفيهَ له!) [3943] أخرجه ابن عدي في ((الكامل في ضعفاء الرجال)) (4/ 253)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (11/ 397). .
وقال الرَّافعيُّ: (إذا اصطنَعْتَ سفيهًا يُسافِهُ عنك، فاحذَرْه لليومِ الذي لا يكونُ فيه سفيهًا إلَّا عليك) [3944] ((كَلِمة وكليمة)) (ص: 71). .

انظر أيضا: