موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرْقُ بَيْنَ السَّفَهِ والحُمقِ وبعضِ الصِّفاتِ


الفَرْقُ بَيْنَ الحُمقِ والجَهلِ:
في الفَرْقِ بَيْنَ الحُمقِ والجهلِ وجهانِ:
 أحدُهما: أنَّ الأحمقَ هو الذي يتصوَّرُ الممتَنِعَ بصورةِ الممكِنِ، والجاهِلَ هو الذي لا يعرِفُ الممتَنِعَ من الممكِنِ.
والوَجهُ الثَّاني: أنَّ الأحمقَ هو الذي يَعرِفُ الصَّوابَ ولا يعمَلُ به، والجاهِلَ هو الذي لا يَعرِفُ الصَّوابَ، ولو عَرَفه لعَمِلَ به [3856] ((تسهيل النظر)) للماوردي (ص: 5). .
الفَرْقُ بَيْنَ الحماقةِ والرَّقاعةِ:
الرَّقاعةُ: حُمقٌ مع رِفعةٍ وعُلوِّ رتبةٍ، ولا يُقالُ للأحمقِ إذا كان وضيعًا: رقيعٌ، وإنَّما يُقالُ ذلك للأحمقِ إذا كان سيِّدًا أو رئيسًا أو ذا مالٍ وجاهٍ [3857] يُنظَر: ((معجم الفروق اللغوية)) (ص: 259). .
الفَرْقُ بَيْنَ السَّفَهِ والطَّيشِ:
السَّفَهُ: نقيضُ الحِكمةِ، ويستعارُ في الكلامِ القبيحِ، فيقالُ: سَفِه عليه: إذا أسمعه القبيحَ، ويقالُ للجاهِلِ: سفيهٌ.
والطَّيشُ: خِفَّةٌ معها خطأٌ في الفعلِ، وهو من قولِك: طاش السَّهمُ: إذا خفَّ فمضى فوقَ الهدَفِ، فشُبِّه به الخفيفُ المفارِقُ لصوابِ الفِعلِ [3858] يُنظَر: ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص: 204). .
الفَرْقُ بَيْنَ السَّفَهِ والشَّتمِ:
الشَّتمُ: يكونُ حَسَنًا، وذلك إذا كان المشتومُ يستحِقُّ الشَّتمَ.
والسَّفَهُ: لا يكونُ إلَّا قبيحًا، وجاء عن السَّلَفِ في تفسيرِ قولِه تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ [البقرة: 18] ، إنَّ اللَّهَ وصفَهم بذلك على وَجهِ الشَّتمِ، ولم يَقُلْ على وَجهِ السَّفَهِ؛ لِما قُلْناه [3859] يُنظَر: ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص: 294). .
الفَرْقُ بَيْنَ الأحمقِ والمائِقِ:
المائِقُ: هو السَّريعُ البكاءِ، القليلُ الحزمِ والثَّباتِ، والماقةُ: البكاءُ. وفي المثَلِ: أنا يَئِقٌ وصاحبي مَئِقٌ، فكيف نتَّفِقُ؟ وقال بعضُهم: المائِقُ: السَّيِّئُ الخُلُقِ، وحكى ابنُ الأنباريِّ أنَّ قولَهم: أحمقُ مائِقٌ، بمنزلةِ: عطشانُ نَطْشانُ، وجائِعٌ نائِعٌ [3860] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص: 472). ويُسَمَّى إتباعًا سواءٌ كان للكَلِمةِ المتبَعةِ معنًى أم لم يكُنْ. يُنظَر: ((معاني النحو)) لفاضل السامرائي (4/ 151). .
الفَرْقُ بَيْنَ الحُمقِ والجنونِ:
الحُمقُ والتَّغفيلُ: هو الغَلَطُ في الوسيلةِ والطَّريقِ إلى المطلوبِ، مع صِحَّةِ المقصودِ.
أمَّا الجنونُ: فإنَّه عبارةٌ عن الخَلَلِ في الوسيلةِ والمقصودِ جميعًا؛ فالأحمقُ مقصودُه صحيحٌ، ولكِنْ سلوكُه الطَّريقَ فاسِدٌ، ورويَّتُه في الطَّريقِ الوصالَ إلى الغرَضِ غيرُ صحيحةٍ، والمجنونُ أصلُ إشارتِه فاسِدٌ، فهو يختارُ ما لا يختارُ [3861] ((أخبار الحمقى والمغفلين)) لابن الجوزي (1/23)، بتصرف يسير. .
الفَرْقُ بَيْنَ السَّفَهِ والعَبَثِ:
العبَثُ: هو ما يخلو عن الفائدةِ، والسَّفَهُ: ما لا يخلو عنها، ويلزمُ منه المضرَّةُ، والسَّفَهُ أقبَحُ من العبثِ، كما أنَّ الظُّلمَ أقبَحُ من الجهلِ.
وقيل: العَبَثُ هو الفِعلُ الذي فيه غَرَضٌ، لكِنْ ليس بشَرعيٍّ، والسَّفَهُ ما لا غَرَضَ فيه أصلًا [3862] ((الكليات)) للكفوي (ص: 1021). .

انظر أيضا: