موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- عن مجاهدٍ قال: (كنتُ عِندَ ابنِ عبَّاسٍ، فجاءه رجلٌ، فقال: إنَّه طَلَّق امرأتَه ثلاثًا، فسكَتَ حتى ظننتُ أنَّه رادُّها إليه، فقال: ينطَلِقُ أحَدُكم فيركَبُ الأُحموقةَ [3874] الأُحموقةُ هي أُفعولةٌ من الحُمقِ: أي خَصلةٌ ذاتُ حُمقٍ. يُنظَر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (1/442). ، ثمَّ يقولُ: يا ابنَ عبَّاسٍ، يا ابنَ عبَّاسٍ! إنَّ اللهَ قال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق: 2] ، وإنَّك لم تتَّقِ اللهَ، فلم أجِدْ لك مخرجًا، عصَيتَ ربَّك، وبانت منك امرأتُك) [3875] رواه أبو داود (2197) واللفظ له، والطبراني (11/89) (11139)، والبيهقي (15338). صحَّحه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (2197)، وصحَّح إسنادَه ابن حجر في ((فتح الباري)) (9/275)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (2197)، وقال ابنُ رجب في ((جامع العلوم والحكم)) (1/375): (إسناده على شرط مسلم). .
- وعن أنسِ بنِ سِيرينَ قال: سَمِعتُ ابنَ عُمَرَ قال: (طلَّق ابنُ عُمَرَ امرأتَه وهي حائضٌ، فذكر عُمَرُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: لِيُراجِعْها. قُلتُ: تُحتَسَبُ؟ قال: فمَهْ؟! وعن قتادةَ، عن يونُسَ بنِ جُبَيرٍ، عن ابنِ عُمَرَ، قال: مُرْه فلْيُراجِعْها. قُلتُ: تُحتَسَبُ؟ قال: أرأيتَ إن عَجَز واستحمَقَ [3876] استحمَقَ الرَّجُلُ: إذا فَعَل فِعلَ الحمقى. يُنظَر: ((النهاية في غريب الحديث)) لابن الأثير (1/442). ؟!) [3877] رواه البخاري (5252) واللفظ له، ومسلم (1471). .
- وعن يُسَيرِ بنِ عَمرٍو -وكان قد أدرك الصَّحابةَ- قال: (اهجُرِ الأحمقَ؛ فليس للأحمقِ خيرٌ من هِجرانِه) [3878] رواه ابنُ حبان في ((روضة العقلاء)) (ص: 118). .
- عن أبي جَعفَرٍ الخَطميِّ أنَّ جَدَّه عُمَيرَ بنَ حبيبٍ -وكان قد بايع النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أوصى بنيه، فقال لهم: (أي بَنِيَّ، إيَّاكم ومخالطةَ السُّفَهاءِ؛ فإنَّ مجالستَهم داءٌ، وإنَّه من يحلُمْ عن السَّفيهِ يُسَرَّ بحِلمِه، ومَن يُجِبْه يَندَمْ) [3879] رواه مطوَّلًا الطبراني (17/50) (108)، والبيهقي (20705) واللفظ له. وثَّق رجاله الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (7/269). .
- وعن وَهبِ بنِ مُنبِّهٍ قال: (الأحمقُ كالثَّوبِ الخَلَقِ: إن رفَأْتَه [3880] رفَأَ الثَّوبَ: لأَمَ خَرقَه وضَمَّ بعضَه إلى بعضٍ، وأصلح ما وهى منه. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 87). من جانبٍ انخرق من جانبٍ آخرَ، مِثلُ الفَخَّارِ المكسورِ، لا يُرقَعُ ولا يُشعَبُ ولا يعادُ طِينًا!) [3881] رواه ابنُ حبان في ((روضة العقلاء)) (ص: 122). .
- وقال وَهبُ بنُ مُنبِّهٍ أيضًا: (يتشعَّبُ من السَّفَهِ: كثرةُ الكلامِ في غيرِ الحَقِّ فما عليه ولا له، والخوضُ في الباطِلِ، وصُحبةُ الفُجَّارِ، والإنفاقُ في السَّرَفِ، والاختيالُ، والبَذَخُ، والمكرُ والخديعةُ، والاغتيابُ والسِّبابُ) [3882] ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (63/ 397). .
- وسأل سليمانُ بنُ عبدِ الملِكِ أبا حازمٍ: مَن أحمَقُ النَّاسِ؟ قال أبو حازمٍ: (من حَطَّ في هوى رجُلٍ وهو ظالمٌ، فباع آخِرتَه بدُنيا غيرِه) [3883] رواه أبو بكر الدينوري في ((المجالسة وجواهر العلم)) (3456). .
- وكان شُريحٌ يقولُ: (لَأَنْ أزاوِلَ الأحمقَ أحَبُّ إليَّ من أن أزاوِلَ نِصفَ الأحمقِ، قيل: يا أبا أُمَيَّةَ، ومَن نصفُ الأحمقِ؟ قال: الأحمقُ المتعاقِلُ) [3884] ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (2/39). .
- وقال الحَسَنُ: (هَجرُ الأحمقِ قُربةٌ) [3885] ((زهر الأكم)) لليوسي (3/65). .
- وقال مُسلِمُ بنُ قُتَيبةَ: (لا تَطلُبَنَّ حاجتَك إلى واحدٍ من ثلاثةٍ: لا تَطلُبْها إلى الكذَّابِ؛ فإنَّه يُقَرِّبُها وهي بعيدةٌ ويُبعِدُها وهي قريبةٌ، ولا تَطلُبْها إلى الأحمقِ؛ فإنَّه يريدُ أن ينفَعَك وهو يضُرُّك، ولا تطلُبْها إلى رجُلٍ له عِندَ قومٍ مأكَلةٌ؛ فإنَّه يجعَلُ حاجتَك وِقاءً لحاجتِه) [3886] ((الأمالي)) لأبي علي القالي (2/ 188). .
- وقال ذو النُّونِ المِصريُّ: (العِزُّ الذي لا ذُلَّ فيه سكوتُك عن السَّفيهِ. عَطَبُ السَّفيهِ بيَدِه وفيه) [3887] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (11/ 27، 28). .
- وقال يحيى بنُ خالدٍ البَرمكيُّ: (السَّفيهُ إذا تنَسَّك تعاظَمَ) [3888] ذكره الغزالي في ((إحياء علوم الدين)) (3/343). .
- وأوصى المنذِرُ بنُ ماءِ السَّماءِ ابنَه النُّعمانَ بنَ المنذِرِ، فقال: (آمُرُك بما أمرني به أبي، وأنهاك عمَّا نهاني عنه: آمُرُك بالشُّحِّ في عِرضِك، والانخداعِ في مالِك، وأنهاك عن ملاحاةِ الرِّجالِ وسِيما المُلوكِ، وعن ممازَحةِ السُّفَهاءِ) [3889] رواه أبو بكر الدينوري في ((المجالسة وجواهر العلم)) (2326). .
- وقال الغزاليُّ: (لا خيرَ في صُحبةِ الأحمقِ، فإلى الوَحشةِ والقطيعةِ يرجِعُ آخِرُها، وأحسَنُ أحوالِه أن يَضُرَّك وهو يريدُ أن ينفَعَك، والعَدوُّ العاقِلُ خيرٌ من الصَّديقِ الأحمقِ) [3890] ((بداية الهداية)) (ص: 65). ويُنظَر: ((إحياء علوم الدين)) (2/ 171). .
- وقال ابنُ الجوزيِّ: (السَّفَهُ نباحُ الإنسانِ) [3891] يُنظَر: ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (2/8). .

انظر أيضا: