موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرْقُ بَيْنَ الذُّلِّ وبعضِ الصِّفاتِ


الفَرْقُ بَيْنَ الذُّلِّ والضَّعةِ:
الذُّلُّ: بسَبَبٍ خارجيٍّ عن الإنسانِ بأن يَقهَرَه غيرُه.
الضَّعةُ: إنَّما هي بفعلِ المرءِ بنفسِه، وقد يسَمَّى ذليلًا؛ لأنَّه يستحِقُّ الذُّلَّ [3411] يُنظَر: ((الفروق اللغوية)) (249). .
الفَرْقُ بَيْنَ الذُّلِّ والصَّغارِ:
(الصَّغارُ هو الاعترافُ بالذُّلِّ والإقرارُ به، وإظهارُ صِغَرٍ، وخلافُه الكِبرُ، وهو إظهارُ عِظَمِ الشَّأنِ، وفي القرآنِ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ [الأنعام: 124] ؛ وذلك أنَّ العُصاةَ بالآخِرةِ مُقِرُّون بالذُّلِّ، معتَرِفون به، ويجوزُ أن يكونَ ذليلٌ لا يعتَرِفُ بالذُّلِّ) [3412] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (249). .
الفَرْقُ بَيْنَ الذُّلِّ والخِزيِ:
(الخِزيُ ذُلٌّ مع افتضاحٍ، وقيل: هو الانقماعُ لقُبحِ الفِعلِ، والخِزايةُ: الاستحياءُ؛ لأنَّه انقماعٌ عن الشَّيءِ لِما فيه من العَيبِ، قال ابنُ دُرُستَوَيهِ: الخِزيُ الإقامةُ على السُّوءِ، خَزِيَ يَخْزى خِزيًا، وإذا استحيا من سوءِ فِعلِه قيل: خَزِيَ يخزى خِزايةً؛ لأنَّهما في معنًى واحدٍ، وليس ذلك بشيءٍ؛ لأنَّ الإقامةَ على السُّوءِ والاستحياءَ من السُّوءِ ليسا بمعنًى واحدٍ) [3413] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (250). .
الفَرْقُ بَيْنَ الخُضوعِ والذُّلِّ:
 الخُضوعُ (هو التَّطامُنُ [3414] تطامَنَ: تطأطأ. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (35/ 357). ، والتَّطأطؤُ، ولا يقتضي أن يكونَ معه خوفٌ.
والخاضِعُ: المطأطِئُ رأسَه وعنُقَه. وقد يجوزُ أن يخضَعَ الإنسانُ تكلُّفًا من غيرِ أن يعتَقِدَ أنَّ المخضوعَ له فوقَه.
الخُضوعُ في البَدَنِ والإقرارُ بالاستجداءِ.
الذُّلُّ: الانقيادُ كُرهًا، ونقيضُه العِزُّ، وهو الإباءُ والامتناعُ، والانقيادُ على كُرهٍ، وفاعِلُه ذليلٌ.
والذُّلُّ والانقيادُ طَوعًا، وفاعِلُه ذَلولٌ) [3415] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص: 248-250). .
الفَرْقُ بَيْنَ التَّذلُّلِ والذُّلِّ:
(التَّذَلُّلُ: فعلُ الموصوفِ به، وهو إدخالُ النَّفسِ في الذُّلِّ، كالتَّحلُّمِ إدخالُ النَّفسِ في الحِلمِ، والذَّليلُ: الفَعولُ به الذُّلُّ من قِبَلِ غيرِه في الحقيقةِ، وإن كان من جهةِ اللَّفظِ فاعِلًا؛ ولهذا يُمدَحُ الرَّجُلُ بأنَّه متذَلِّلٌ، ولا يُمدَحُ بأنَّه ذليلٌ؛ لأنَّ تذَلُّـلَه لغيرِه اعترافُه له، والاعترافُ حَسَنٌ، ويُقالُ: العُلَماءُ متذَلِّلون للهِ تعالى، ولا يُقالُ أذِلَّاءُ له سُبحانَه) [3416] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص: 249). .
الفَرْقُ بَيْنَ الإذلالِ والإهانةِ:
أنَّ إذلالَ الرَّجُلِ للرَّجُلِ أن يجعَلَه مُنقادًا على الكُرهِ، أو في حُكمِ المنقادِ. والإهانةُ: أن يجعلَه صغيرَ الأمرِ لا يبالى به، فالهوانُ مأخوذٌ من تهوينِ القَدْرِ.
أنَّ الإذلالَ لا يكونُ إلَّا من الأعلى للأدنى. والاستهانةُ تكونُ من النَّظيرِ للنَّظيرِ.
أنَّ نقيضَ الإذلالِ الإعزازُ. ونقيضَ الإهانةِ الإكرامُ [3417] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص: 250، 251).  .

انظر أيضا: