موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِنَ الشِّعرِ


1- قال المتنَبِّي:
إذا كَسَب الإنسانُ مِن هَنِ عِرْسِه
فيا لُؤمَ إنسانٍ ويا لُؤمَ مَكسَبِ [3398] يُنظَر: ((اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي)) للمعري (ص: 208، 209). والهَنُ: يُكنى به عن الفَرجِ وكُلِّ ما يَقبُحُ من الأمورِ. والعِرْسُ أكثَرُ ما يستعمَلُ للمرأةِ، وقد يُقالُ للرَّجُلِ: عِرسٌ، وهما عِرْسانِ. ((المصدر السابق)).
2- وقال عبدُ الكريمِ بنُ صالِحٍ الحميد:
إنَّ السُّفورَ رذيلةٌ ومُشيعُهُ
يبغي الفَسادَ وشِرعةَ الأخدانِ
إنَّ السُّفورَ وسيلةٌ لمفاسِدٍ
تربو على الإحصاءِ والتِّبيانِ
من يَرْضَ فيه فإنَّما لدِياثةٍ
تأبى العَفافَ وصِحَّةَ الإيمانِ
ما شاع في بَلَدٍ وأفلَحَ أهلُه
انظُرْ ترى ما حَلَّ في البُلدانِ
كَثُر الزِّنا فيها وأصبَحَ أهلُها
صَرْعى وأسْرَى في حِمى الشَّيطانِ [3399] ((جالب السرور لربات الخدور)) (ص: 50). .
3- وقال مِسكينٌ الدَّارميُّ:
ألا أيُّها الغائِرُ المُستَشيطُ
علامَ تغارُ إذا لم تَغِرْ
فما خَيرُ عِرسٍ إذا خِفْتَها
وما خَيرُ بيتٍ إذا لم يُزَرْ
تغارُ على النَّاسِ أن يَنظُروا
وهل يَفتِنُ الصَّالحاتِ النَّظَرْ
فإنِّي سأخلي لها بيتَها
فتحفَظُ لي نَفْسَها أو تَذَرْ
قال الخالديَّانِ تعقيبًا على هذه الأبياتِ: (وما نَعلَمُ أنَّ أحدًا من الشُّعَراءِ سَهَّل تَركَ الغَيرةِ غيرَ هذا! ونظنُّه كأنَّه يقولُ بالإباحةِ، وإلَّا فأيُّ شيءٍ دعاه إلى هذا القولِ الذي يأنَفُ منه الأحرارُ؟!) [3400] ((الأشباه والنظائر من أشعار المتقدمين والجاهليين والمخضرمين)) (1/62). .
4- وذكَر ابنُ حَزمٍ أنَّه قد يَرِقُّ الدِّينُ وتَعظُمُ الشَّهوةُ، ويهونُ القبيحُ حتَّى يرضى الإنسانُ في جَنبِ وُصولِه إلى مرادِه بالقبائِحِ والفضائِحِ، كمِثلِ ما دَهَم عُبيدَ اللَّهِ بنَ يحيى الأزديَّ المعروفَ بابنِ الجَزيريِّ؛ فإنَّه رَضِيَ بإهمالِ دارِه وإباحةِ حَريمِه والتَّعريضِ بأهلِه؛ طَمَعًا في الحصولِ على أمرٍ محرَّمٍ قبيحٍ!
وفيه يقولُ عيسى بنُ محمَّدِ بنِ مجملٍ الخولانيُّ:
يا جاعِلًا إخراجَ حِرِ نِسائِه
شَرَكًا لصَيدِ جآذِرِ [3401] أي: أولاد. والجُؤذَرُ: هو ولَدُ البقَرةِ الوحشيَّةِ وغيرِها. يُنظَر: ((جمهرة اللغة)) لابن دريد (1/453). الغِزلانِ
إنِّي أرى شَرَكًا يُمَزَّقُ ثمَّ لا
تحظى بغيرِ مَذَلَّةِ الحِرمانِ [3402] ((طوق الحمامة)) (ص: 279). .
وقال فيه ابنُ حَزمٍ:
أباح أبو مَروانَ حِرَ نِسائِهِ
 ليَبلُغَ ما يهوى من الرَّشَأِ [3403] الرَّشَأُ: وَلَدُ الظَّبيةِ إذا تحَرَّك ومشى، وهو الغَزالُ. يُنظَر: ((المصباح المنير)) للفيومي (1/ 228). الفَرْدِ
 فعاتَبْتُه الدَّيُّوثَ في قُبحِ فِعلِه
 فأنشَدَني إنشادَ مُستبصِرٍ جَلدٍ
 لقد كنتُ أدرَكْتُ المُنى غيرَ أنَّني
يُعَيِّرُني قومي بإدراكِها وَحْدي [3404] ((طوق الحمامة)) (ص: 279). .

انظر أيضا: