موسوعة الأخلاق والسلوك

ثاني عَشَرَ: مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ


مَدحُ إنجازِ الوَعْدِ وإخلافِ الوَعيدِ:
عن عبدِ المَلِكِ بنِ قُرَيبٍ الأصمَعيِّ، قال: (كنتُ عِندَ أبي عَمرِو بنِ العلاءِ، فجاءه عمرُو بنُ عُبَيدٍ، فقال له: يا أبا عَمرٍو، آللهُ يُخلِفُ الميعادَ؟ قال: لا، قال: فإذا وَعَد على عَمَلٍ ثوابًا أنجَزَه؟ قال: نعم. قال: وإذا وَعَد على عَمَلٍ عِقابًا أنجَزَه؟ قال: إنَّ الوَعْدَ عِندَ العَرَبِ غيرُ الوعيدِ؛ لأنَّ العَرَبَ لا تَعُدُّ خُلفًا أن تَعِدَ بالشَّرِّ فلا تفيَ به، إنَّما الخُلْفُ عندَهم أن تَعِدَ بالخيرِ فلا تفيَ به، أمَا سَمِعتَ قولَ الشَّاعِرِ:
ولا يَرهَبُ ابنُ العَمِّ والجارُ صَولتي
ولا أَنثني من سَطوةِ المتهَدِّدِ
وإنِّي إذا أوعَدْتُه ووَعَدْتُه
ليَكذِبُ إيعادي ويَصدُقُ مَوعِدي) [3218] ((مكارم الأخلاق)) للخرائطي (ص: 81). .
هل في خُلْفِ الوَعْدِ كُفَّارةٌ؟
ينبغي أن يُفَرَّقَ بَيْنَ الوَعْدِ والنَّذرِ؛ لكَونِ الوفاءِ بهما في المستقبَلِ، فيتشابهانِ من هذا الوجهِ، لكِنْ هذا التَّشابُهُ لا يمنَعُ وُجودَ الفَرْقِ بَيْنَهما؛ فالنَّذرُ وإن كان فيه معنى الوَعْدِ إلَّا أنَّ فيه معنى القُربةِ إلى اللَّهِ تعالى، وأنَّ في عدَمِ الوفاءِ به الكُفَّارةَ، وليس كذلك الوَعْدُ [3219] يُنظَر: ((الإنصاف)) للمرداوي (11/151، 152). .

انظر أيضا: