موسوعة الأخلاق والسلوك

 أ- مِنَ الشِّعرِ


1- قال طالِبُ بنُ أبي طالبٍ:
ألَا إنَّ كَعبًا في الحروبِ تخاذَلوا
فأرْدَتْهم [3093] أي: أهلكَتْهم. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (14/ 316). الأيَّامُ واجتَرَحوا [3094] اجترحوا ذنبًا: اكتَسَبوه. ((لسان العرب)) لابن منظور (2/423). ذَنبَا [3095] ((الزاهر)) لأبي بَكرٍ الأنباري (1/236).
2- وقال زيدُ الخَيلِ:
فلو أنَّ نَصرًا أصلَحَت ذاتَ بينِها
لضَحَّت رُويدًا [3096] يقال: ضحَّى عن الأمرِ: إذا تأنَّى عنه واتَّأد ولم يَعجَلْ. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (38/ 462). عن مطالِبِها عَمرُو
ولكِنَّ نَصرًا أرتَعَت وتخاذَلَت
وكانت قديمًا من خلائِقِها الغَفْرُ [3097] ((مجمع الأمثال)) للميداني (1/419). والغَفْرُ، أي: المَغفِرةُ، ونَصرٌ وعَمرٌو: ابنا قُعَينٍ، وهما حيَّانِ من بني أسَدٍ. ((المصدر السابق)).
3- وقال زُهَيرُ بنُ أبي سُلمى:
ألم تَرَ للنُّعمانِ كان بنَجوةٍ [3098] النَّجْوةُ: الأرضُ التي لا يعلوها السَّيلُ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/ 305).
من الشَّرِّ لو أنَّ امرأً كان ناجيَا
فلم أرَ مخذولًا له مِثلَ مُلْكِه
أقلَّ صديقًا باذِلًا أو مواسِيَا [3099] ((نهاية الأرب)) للنويري (15/431).
4- وقال الشَّاعِرُ:
مَن يتَّقِ اللَّهَ يُحمَدْ في عواقِبِه
ويَكْفِه شَرَّ مَن عَزُّوا ومَن هانوا
من استعان بغيرِ اللَّهِ في طَلَبٍ
فإنَّ ناصِرَه عَجزٌ وخِذْلانُ [3100] ((قصيدة عنوان الحكم)) لأبي الفتح البستي (ص: 36).
5- وقال عُبَيدٌ العَنبَريُّ:
إذا ما أراد اللَّهُ ذُلَّ قبيلةٍ
رماها بتشتيتِ الهوى والتَّخاذُلِ [3101] ((الحماسة البصرية)) لأبي الحسن البصري (ص: 110).
6- وقال الشَّاعِرُ:
وقد كنتُ أرجو منكم خيرَ ناصرٍ
على حينِ خِذْلانِ اليَمينِ شِمالَها
فإن أنتم لم تحفَظوا لمودَّتي
ذِمامًا فكونوا لا عليها ولا لها [3102] ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان التوحيدي (7/130).
7- وقال مُهلهِلٌ:
وابكِينَ للأيتامِ لمَّا أقحَطوا [3103] أي: أصابهم القَحطُ، أي: الجَدبُ. يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (3/ 1151).
وابكِينَ عِندَ تخاذُلِ الجيرانِ
وابكِينَ مَصرَعَ جِيدِه مُتزَمِّلًا [3104] التَّزَمُّلُ: التَّلفُّفُ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (11/ 311).
بدِمائِه فلِذاك ما أبكاني [3105] ((ديوان مهلهل بن ربيعة)) (ص: 84).
8- وقال جَحْدَرُ بنُ رَبيعةَ العُكْليُّ:
ولا تَشتُمِ المولى تتبَّعْ أذاتَه
فإنَّك إن تفعَلْ تُسَفَّهْ وتَجهَلِ
ولا تخذُلِ المولى لسُوءِ بلائِه
متَّى يأكُلِ الأعداءُ مولاك تُؤكَلِ [3106] ((التذكرة)) لابن حمدون (1/ 267).
9- قال أبو جَعفَرِ أحمدُ بنُ ليونَ:
إيَّاك لا تخذُلِ الصَّديقَا
وارْعَ له العَهدَ والحُقوقَا
نُصرَتُه ما قدَرْتَ عِزٌّ
تُمهِّدُه للعُلا طريقَا
فلا تسامِحْ به عَدُوًّا
وكُنْ له ناصِرًا حَقيقَا [3107] ((نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب)) للمقري التلمساني (5/ 568).
10- لمَّا حضَرَت مِرداسَ بنَ أبي عامرٍ الوفاةُ قال لابنِه عَبَّاسٍ:
أعبَّاسُ إنَّ الجَهلَ مُزْرٍ [3108] يقال: أَزْرى بأخيه إزراءً: أدخَل عليه عَيبًا. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (38/ 216). بأهلِه
فمهما استطَعْتَ الحِلمَ عَبَّاسُ فاحلُمِ
ولا يَهلِكَنَّ المالُ عِندَك ضَيعةً
وإن كان كافٍ ناصِحٌ فتَكَرَّمِ
وإنْ خُذِل المولى فلا تَخذُلَنَّه
وإن كان جارُ البيتِ أَعدَمَ [3109] أعدَمَ: افتَقَر. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 203). فاغْرَمِ [3110] ((المجالسة وجواهر العلم)) للدينوري (8/ 167).
11- لمَّا حضَرَت عمرَو بنَ عامِرِ بنِ حارِثةَ بنِ امرئِ القَيسِ الوفاةُ، جمَعَ بَنيه وقومَه، فخطَبَهم وأوصاهم، فقال لهم: (قد أسمَعَكم الدَّاعي، ونَفَذ فيكم البَصَرُ، ولزِمَتْكم الحُجَّةُ ...)، ثمَّ التَفتَ إلى بنيه، وكان ممَّا قال:
وكونوا على الأعداءِ أُسدًا أعِزَّةً
وقوموا لتشييدِ المعالي على رَحلِ
وإن قام منكم قائمٌ فاسمَعوا له
ولا تخذُلوه إنَّما الذُّلُّ في الخَذْلِ
وكونوا له حِصنًا حصينًا ومَعقِلًا
منيعًا وأبلوا يا بَنِيَّ مع المُبلي
وإن ظالمٌ من قومِكم رام ظُلْمَكم
فأغْضوا وحاموا يا بَنيَّ على الأصلِ
فلم يَعْدُ يومًا ظالِمٌ ضُرَّ نَفسِه
ولا الحِلمُ أسنى بالرِّجالِ مِن الجَهلِ [3111] يُنظَر: ((وصايا الملوك)) المنسوب لدعبل بن علي الخزاعي (ص: 95-97).
12- ووصَّى عمرٌو المُحَرِّقُ ابنَه الأيهَمَ، فقال:
إنَّ الشَّآمَ وما حوَت لي أرضُها
لك بعدَ يومي كُلُّها يا أيهَمُ
قد سُسْتُها ومَلَكتُها لي حِقبةً
وكذاك تملِكُها ومُلكُك يَعظُمُ
فإذا ملَكْتَ وصِرتَ صاحِبَ أمرِها
بعدي فحُطْها بالتي هي أقومُ
أحسِنْ إلى من كان فيها محسِنًا
واعدِلْ فمهما تستَطِعْ فتقَدَّمِ
من نائِلٍ وسماحةٍ تعلو بها
لبني أبيك سناؤها المتعَظِّمُ
والجارُ والمولى فلا تخذُلْهما
فكِلاهما لك صاحِبٌ لا يُسلَمُ [3112] يُنظَر: ((وصايا الملوك)) المنسوب لدعبل بن علي الخزاعي (ص: 110، 111).
13- وقال عبيدُ بنُ أيُّوبَ العَنبَريُّ:
فلا تعتَرِضْ في الأمرِ تُكفى شُؤونَه
ولا تنصَحَنْ إلَّا لمَن هو قابِلُه
ولا تخذُلِ المولى إذا ما مُلِمَّةٌ
ألمَّت ونازِلْ في الوغى من ينازِلُه
ولا تحرِمِ المرءَ الكريمَ فإنَّه
أخوك ولا تدري لعَلَّك سائِلُه [3113] ((منتهى الطلب من أشعار العرب)) لابن ميمون البغدادي (3/242).
14- وقال الأعشى:
وإنِ امرؤٌ أسدى إليك أمانةً
فأوفِ بها إن مُتَّ سُمِّيتَ وافيَا
ولا تحسُدِ المولى وإن كان ذا غِنًى
ولا تجْفُه إن كنتَ في المالِ غانِيَا
ولا تخذُلَنَّ القومَ إن ناب مَغرَمٌ
فإنَّك لا تَعدمْ إلى المجدِ داعيَا [3114] ((ديوان الأعشى الكبير)) (ص: 329).
15- وقال الأرجانيُّ:
فإنْ يكُ أعدائي عليَّ تناصَروا
فما هو إلَّا مِن تخاذُلِ خِلَّاني
ولم أدْعُ للجُلَّى [3115] الجُلَّى: الأمرُ العظيمُ. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (28/ 217). صديقًا أجابني
ولم أَرْضَ خِلًّا للوِدادِ فأرضاني [3116] ((شرح لامية العجم)) للدميري (ص: 59).
16- وقال آخَرُ:
وإخوانٍ تَخذتُهمُ دُروعًا
فكانوها ولكِنْ للأعادي
وخِلتُهمُ سِهامًا صائباتٍ
فكانوها ولكِنْ في فؤادي
وقالوا قد صَفَتْ منا قُلوبٌ
لقد صَدَقوا ولكِنْ مِن وِدادي
وقالوا قد سَعَينا كُلَّ سَعيٍ
لقد صَدَقوا ولكِنْ في فَسادي [3117] ((شرح لامية العجم)) للدميري (ص: 59).
17- وقال ابنُ الرُّوميِّ:
تَخِذْتُكم دِرعًا حصينًا لتَدفَعوا
سهامَ العِدى عنِّي فكُنتُم نِصالَها
وقد كُنتُ أرجو منكم خيرَ ناصِرٍ
على حينِ خِذْلانِ اليَميِن شِمالَها
فإن أنتُم لم تحفَظوا لمودَّتي
ذمامًا فكونوا لا عليها ولا لها
قِفوا مَوقِفَ المعذورِ عنِّي بمَعزِلٍ
وخَلُّوا نبالي للعِدى ونِبالَها [3118] ((البديع في نقد الشعر)) لأسامة بن منقذ (ص: 221).
18- وقال طَرَفةُ بنُ العَبدِ:
أسلَمَني قومي ولم يَغضَبوا
لسَوءةٍ حَلَّت بهم، فادِحَهْ
كلُّ خليلٍ كُنتُ خالَلْتُه
لا تَرَك اللَّهُ له واضِحَهْ [3119] الواضِحةُ: الأسنانُ التي تبدو عِندَ الضَّحِكِ، صفةٌ غالبةٌ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (2/ 634).
كلُّهم أروَغُ [3120] يقال: راغَ الثَّعلَبُ، أي: مال وحاد عن الشَّيءِ. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (22/ 488). من ثَعلَبٍ
ما أشبَهَ اللَّيلةَ بالبارِحَهْ [3121] ((ديوان طرفة)) (ص: 17).
19- وأغار ناسٌ مِن بني شَيبانَ على رَجُلْ مِن بَلْعَنبَرِ يُقالُ له قُرَيطُ بنُ أُنَيفٍ فأخذوا له ثلاثينَ بعيرًا، فاستنجد قومَه فلم يُنجِدوه، فأتى مازِنَ تميمٍ فرَكِبَ معه نفرٌ فأطرَدوا لبني شيبانَ مائةَ بعيرٍ فدَفَعوها إليه، فقال:
لو كُنتُ مِن مازِنٍ لم تَستَبِحْ إبِلي
بنو اللَّقيطةِ مِن ذُهلِ بنِ شَيبانَا
إذًا لقام بنَصْري مَعشَرٌ خُشُنٌ
عندَ الحفيظةِ إن ذو لُوثةٍ لانا [3122] خُشُنٌ: جَمعُ خَشِنٍ، وقيل جمعُ أخشَنَ: الصَّعبُ الذي لا يَلينُ. والحفيظةُ: الغَضَبُ في الشَّيءِ الذي يجِبُ عليك حفظُه. واللُّوثةُ: الضَّعفُ. يُنظَر: ((شرح ديوان الحماسة)) للتبريزي (1/ 4).
قومٌ إذا الشَّرُّ أبدى ناجِذَيه لهم
طارُوا إليه زرافاتٍ ووُحْدانَا [3123] إبداءُ الشَّرِّ ناجِذَيه: مَثَلٌ لشِدَّتِه وصُعوبتِه، والزَّرافاتُ: الجماعاتُ، يَصِفُهم بالإقدامِ على المكارِهِ والإسراعِ إلى الشَّدائِدِ لا يتواكَلون ولا يتخاذَلون ولا ينتَظِرُ بعضُهم بعضًا، بل كُلٌّ يرى أنَّه حَقَّت عليه الإجابةُ، فيُسرِعون مجتَمِعين ومتفَرِّقين. يُنظَر: ((شرح ديوان الحماسة)) للتبريزي (1/ 4).
لا يسألون أخاهم حينَ يَندُبُهم
في النَّائباتِ على ما قال بُرهانَا
لكِنَّ قومي وإن كانوا ذوي عَدَدٍ
ليسوا من الشَّرِّ في شيءٍ وإن هانا
يَجزونَ مِن ظُلمِ أهلِ الظُّلمِ مَغفِرةً
ومِن إساءةِ أهلِ السُّوءِ إحسانَا
كأنَّ رَبَّك لم يَخلُقْ لخَشيتِه
سِواهم مِن جميعِ النَّاسِ إنسانَا
فليتَ لي بهم قومًا إذا رَكِبوا
شدُّوا الإغارةَ فُرسانًا ورُكبانَا [3124] ((شرح ديوان الحماسة)) للتبريزي (1/ 3-5).
20- قال الطُّغْرائيُّ في لاميَّتِه:
فقُلتُ أدعوك للجُلَّى [3125] دعَوْتُه: صِحتُ به، والجُلَّى: الأمرُ العظيمُ. يُنظَر: ((شرح لامية العجم)) للدميري (ص: 56). لتنصُرَني
وأنت تخذُلُني في الحادِثِ الجَلَلِ
وكأني بالطُّغرائيِّ وقد جَرَّ هذا الصَّاحِبَ فانجَزَم، وطلبَ إقبالَه على النُّصرةِ له فانهَزَم، وسامه الوقوعَ على المساعدةِ فتعَلَّى، ورام النَّجدةَ منه فتولَّى [3126] يُنظَر: ((الغيث المنسجم)) للصفدي (ص: 203)، ((شرح لامية العجم)) للدميري (ص: 61). !

انظر أيضا: