موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ وغَيرِهم


 - قال أبو الدَّرداءِ: (ما لكم عِبادَ اللهِ لا تَحابُّون وأنتم إخوانٌ على الدِّينِ! ما فَرَّقَ بَيْنَ أهوائِكم إلَّا خُبثُ سَرائِرِكم، ولو اجتمَعْتُم على أمرٍ تحابَبْتُم، ما هذا إلَّا مِن قِلَّةِ الإيمانِ في صدورِكم، ولو كُنتُم توقِنون بخيرِ الآخِرةِ وشَرِّها كما توقِنون بأمرِ الدُّنيا، لكُنتُم للآخِرةِ أطلَبَ، فبِئسَ القومُ أنتم إلَّا قليلًا منكم! ما حقَّقْتُم إيمانَكم بما يُعرَفُ به الإيمانُ البالغُ، فنَبرَأُ منكم) [2913] رواه ابنُ أبي الدنيا في ((ذم الدنيا)) (506) بنحوِه. .
 - وقال ابنُ جماعةَ الكِنانيُّ: (لا يَصِحُّ العِلمُ -الذي هو عبادةُ القَلبِ- إلَّا بطهارتِه عن خُبثِ الصِّفاتِ، وحَدَثِ مساوئِ الأخلاقِ ورديئِها) [2914] ((تذكرة السامع والمتكلم)) (ص: 34). .
- وقال منصورُ بنُ الحُسَينِ الرَّازيُّ: (مَن كَرُم مَحتِدُه [2915] المحْتَدُ: الأصلُ، والطَّبعُ. يُنظَر: ((القاموس المحيط)) للفيروزابادي (ص: 275). حَسُن مَشهَدُه، ومَن خَبُث عُنصُرُه ساء مَحضَرُه، ومن خان هان، ومن أدمَنَ قَرعَ البابِ وَلَج) [2916] ((نثر الدر)) لمنصور بن الحسين الرازي (ص: 163). .
- وقال ابنُ القَيِّمِ: (وأمَّا النَّارُ فإنَّها دارُ الخُبْثِ في الأقوالِ والأعمالِ والمآكِلِ والمشارِبِ، ودارُ الخبيثينَ. فاللهُ تعالى يجمَعُ الخبيثَ بعضَه إلى بعضٍ، فيَركُمُه كما يَركُمُ الشَّيءَ لتراكُبِ بعضِه على بعضٍ، ثمَّ يجعَلُه في جهنَّمَ مع أهلِه، فليس فيها إلَّا خَبيثٌ) [2917] ((الوابل الصيب)) لابن القيم (ص: 20). .
- وقال أيضًا: (إنَّ اللهَ سُبحانَه وتعالى جعَل للسَّعادةِ والشَّقاوةِ عُنوانًا يُعرَفانِ به؛ فالسَّعيدُ الطَّيِّبُ لا يليقُ به إلَّا طَيِّبٌ، ولا يأتي إلَّا طَيِّبًا، ولا يَصدُرُ منه إلَّا طَيِّبٌ، ولا يلابِسُ إلَّا طَيِّبًا، والشَّقيُّ الخبيثُ لا يَليقُ به إلَّا الخبيثُ، ولا يأتي إلَّا خبيثًا، ولا يَصدُرُ منه إلَّا الخبيثُ؛ فالخَبيثُ يتفجَّرُ من قَلبِه الخُبْثُ على لِسانِه وجوارِحِه، والطَّيِّبُ يتفَجَّرُ مِن قَلبِه الطِّيبُ على لسانِه وجوارِحِه) [2918] ((زاد المعاد)) لابن القيم (1/67). .
- عن غَوثِ بنِ مَعقِلٍ قال: سَمِعتُ عَمِّي وَهبَ بنَ مُنَبِّهٍ يقولُ: (إذا أردْتَ أن تعمَلَ بطاعةِ اللهِ عزَّ وجَلَّ فاجتَهِدْ في نُصحِك وعِلمِك للهِ... ثمَّ زَيِّنْ طاعةَ اللهِ بالعِلمِ والحِلمِ والفِقهِ، ثمَّ أكرِمْ نفسَك عن أخلاقِ السُّفَهاءِ، وعَبِّدْها على أخلاقِ العُلَماءِ، وعَوِّدْها على فِعلِ الحُلَماءِ، وامنَعْها عَمَلَ الأشقياءِ، وألزِمْها سيرةَ الفُقَهاءِ، واعزِلْها عن سُبُلِ الخُبَثاءِ) [2919] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (4/ 36). .
- قال المَنفَلوطيُّ: (إنَّ النَّفسَ إذا خَبُثت طِينتُها ولَؤُمَ طَبعُها، كان من أخَصِّ صِفاتِها الحِقدُ على الوُجودِ بأجمَعِه، وبغضُ الخَيرِ للنَّاسِ قاطِبةً) [2920] ((النظرات)) (1/ 263). .

انظر أيضا: