موسوعة الأخلاق والسلوك

تاسِعًا: الوسائِلُ المُعينةُ على اكتِسابِ الإيثارِ


(أحَدُها: رَغبةُ العبدِ في مكارمِ الأخلاقِ ومعاليها؛ فإنَّ مِن أفضَلِ أخلاقِ الرَّجُلِ وأشرَفِها وأعلاها: الإيثارَ، وقد جبَل اللهُ القلوبَ على تعظيمِ صاحِبِه ومحبَّتِه، كما جبَلَها على بُغضِ المُستأثِرِ ومَقْتِه، لا تبديلَ لخَلقِ اللهِ.
الثَّاني: النُّفرةُ من أخلاقِ اللِّئامِ، ومَقتُ الشُّحِّ وكراهتُه له.
الثَّالِثُ: تعظيمُ الحُقوقِ التي جعَلَها اللهُ سُبحانَه وتعالى للمُسلِمين بعضِهم على بعضٍ؛ فهو يرعاها حَقَّ رعايتِها، ويخافُ من تضييعِها، ويَعلَمُ أنَّه إنْ لم يَبذُلْ فَوقَ العَدلِ لم يمكِنْه الوقوفُ مع حَدِّه؛ فإنَّ ذلك عَسِرٌ جِدًّا، بل لا بُدَّ من مجاوزتِه إلى الفَضلِ أو التَّقصيرِ عنه إلى الظُّلمِ؛ فهو لخَوفِه من تضييعِ الحَقِّ والدُّخولِ في الظُّلمِ يختارُ الإيثارَ بما لا يَنقُصُه ولا يَضُرُّه، ويكتَسِبُ به جميلَ الذِّكرِ في الدُّنيا، وجزيلَ الأجرِ في الآخِرةِ، مع ما يَجلِبُه له الإيثارُ من البرَكةِ وفَيضانِ الخَيرِ عليه، فيعودُ عليه من إيثارِه أفضَلُ ممَّا بذَلَه، ومَن جَرَّب هذا عرَفَه، ومَن لم يجَرِّبْه فلْيَستقرِئْ أحوالَ العالَمِ، والمُوَفَّقُ مَن وَفَّقه اللهُ سُبحانَه وتعالى) [1070] ((طريق الهجرتين وباب السعادتين)) (1/448). .

انظر أيضا: