موسوعة الأخلاق والسلوك

خامِسًا: أسبابُ الوُقوعِ في الجَفاءِ


1- ضَعفُ الإيمانِ وقِلَّةُ العِلمِ؛ لذا كان أهلُ البداوةِ أكثَرَ النَّاسِ جَفاءً، وأغلَظَهم طبعًا، وأقساهم قُلوبًا، وأضعَفَهم إيمانًا.
2- تزيينُ الشَّيطانِ.
3- الحَسَدُ قد يُوَلِّدُ الجَفاءَ بَيْنَ المتحاسِدَينِ، ويُوسِّعُ النُّفرةَ بَيْنَهما؛ لأنَّه (إذا شاع الحَسَدُ بَيْنَ النَّاسِ، وحَسَد بعضُهم بعضًا، زال الخَيرُ عنهم، وحَلَّ الجَفاءُ، واشتَعَلت نارُ الفِتنةِ، وعَمَّتْهم المُصيبةُ والمِحنةُ) [2555] ((صيد الأفكار)) لحسين المهدي (ص: 478). .
4- البُعدُ عن المنهَجِ الصَّحيحِ في مُعامَلةِ الآخرينَ.
5- تَركُ النُّصحِ والتَّوجيهِ لمن اتَّصَف بهذه الصِّفةِ، والمعاتَبةِ بالحُسنى حتَّى يرعويَ، وقديمًا قال بعضُ الحُكَماءِ: (العِتابُ علامةُ الوفاءِ، وسِلاحُ الأكْفاءِ، وحاصِدُ الجَفاءِ) [2556] ((بهجة المجالس)) لابن عبد البر (2/726). . وقال أبو حاتمٍ البُستيُّ: (إنَّ من أعظَمِ الجَفاءِ تَرْكَ العِتابِ) [2557] ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 182). .
6- البيئةُ والتَّنشِئةُ في الصِّغَرِ.
7- الكِبرُ.
8- مُقابلةُ الجَفاءِ بالجَفاءِ؛ فإنَّ بعضَ النَّاسِ قد يكونُ هيِّنًا ليِّنًا، رقيقَ الطَّبعِ غيرَ جافٍ، إلَّا أنَّ جفاءَ الجُفاةِ قد يحوِّلُه إلى جافٍ؛ من بابِ المقابلةِ بالمِثْلِ، حالُه في ذلك كحالِ القائِلِ:
من البِرِّ أن تلقى الجَفاءَ بمِثْلِه
ليَعطِفَ من يجفو على وَصلِ صاحِبِه [2558] ((المنتحل)) للثعالبي (ص: 223).
أو كقَولِ الآخَرِ:
أصِلُ الكريمَ إذا أراد وِصالَنا
وأصُدُّ عنه صُدودَه أحيانَا
فإذا استَمَرَّ على الجَفاءِ ترَكْتُه
ووجَدْتُ عنه مَذهَبًا ومَكانَا [2559] ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (16/96).
9- العَجَلةُ وسُوءُ الظَّن؛ قال ابنُ قُتَيبةَ: (قرأتُ في كتابٍ: لستُ أدري بأيِّ شيءٍ استَجَزْتَ تصديقَ ظَنِّك حتَّى أنفَذْتَ عَلَيَّ به حُكمَ قطيعتِك؟! فواللهِ ما صَدَق عَلَيَّ ولا كاد، ولا استجَزْتُ ما توهَّمْتَه فيمن لا يلزَمُني حَقُّه، وأعيذُك باللهِ من بِدارٍ إلى حُكمٍ يوجِبُ الاعتذارَ؛ فإنَّ الأناةَ سَبيلُ أهلِ التُّقى والنُّهى، والظَّنُّ والإسراعُ إلى ذوي الإخاءِ يُنتِجانِ الجَفاءَ، ويميلانِ عن الوَفاءِ إلى اللَّفَاءِ [2560] اللَّفَاءُ: الشَّيءُ القليلُ. ومن أمثالِهم: رَضِيتُ من الوَفاءِ باللَّفَاءِ، أي: بدونِ الحَقِّ. يُنظَر: ((جمهرة اللغة)) لابن دريد (2/ 1082). [2561] ((عيون الأخبار)) (3/ 118، 119). .

انظر أيضا: