موسوعة الأخلاق والسلوك

حادِيَ عَشَرَ: أخطاءٌ شائِعةٌ حولَ التَّنابُزِ بالألقابِ


1-الاعتقادُ بأنَّ التَّنابُزَ بالألقابِ إن كان بصفةٍ حقيقيَّةٍ أو وَصفٍ في المنبوزِ، كان جائزًا، وهذا خطَأٌ.
قال ابنُ القَيِّمِ: (ولا خِلافَ في تحريمِ تلقيبِ الإنسانِ بما يَكرَهُه، سواءٌ كان فيه أو لم يكُنْ) [2033] ((تحفة المودود)) (ص: 136). .
وقال ابنُ عُثَيمين: (لا يَنبِزْ بَعضُكم بعضًا باللَّقبِ...؛ لأنَّك إذا نبَزْتَه باللَّقَبِ فإمَّا أن يكونَ اللَّقَبُ فيه، وإمَّا ألَّا يكونَ فيه؛ فإن كان فيه فقد ارتكَبْتَ هذا النَّهيَ، وإنْ لم يكُنْ فيه فقد بهَتَّه وارتكَبْتَ النَّهيَ أيضًا) [2034] ((تفسير ابن عثيمين: الحجرات- الحديد)) (ص: 41). .
2-الاعتقادُ بأنَّ التَّنابُزَ بالألقابِ ما دام من بابِ المُزاحِ فلا حَرَجَ فيه مُطلقًا، وهذا خطَأٌ؛ فالتَّنابُزُ بالألقابِ مَنهيٌّ عنه سواءٌ كان عن مُزاحٍ أو لا، والمُزاحُ له ضوابِطُ؛ منها: ألَّا يَؤُولَ إلى الإيذاءِ، وألَّا يُورِثَ الأحقادَ، ويُسقِطَ المهابةَ والوَقَارَ، وهذا مُنتَفٍ مع التَّنابُزِ بالألقابِ.
3- النَّبزُ بالألقابِ والذمُّ جملةً لبلدٍ أو قومٍ أو قبيلةٍ.
قال ابنُ عبدِ البرِّ: (الفاضلُ حيثُ كان فهو فاضلٌ، والمفضولُ السَّاقِطُ حيثُ كان مِن البلدانِ لا تُصلِحُه بلدةٌ؛ لأنَّ الأرضَ لا تُقدِّسُ صاحبَها، وإنَّما يُقدِّسُ المرءَ عملُه.
وإنَّ مَن مدَح بلدةً وذمَّ أخرَى يحتاجُ إلى توقيفٍ ممَّن يجِبُ التسليمُ له، على أنَّه لا مدحَ ولا ذمَّ لبلدةٍ إلا على الأغلبِ مِن أحوالِ أهلِها، وأمَّا على العمومِ فلا) [2035] ((الاستذكار)) (8/520). .

انظر أيضا: