موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- عن سعيدِ بنِ المُسَيِّبِ قال: (لَمَّا صَدَر عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ من مِنًى أناخ بالأبطَحِ. ثمَّ كوَّم كَوْمةً بَطْحاءَ [1873] قوله: (بالأبطَحِ) أي: المحَصَّب (ثمَّ كَوَّم) بشَدِّ الواوِ، أي: جَمَّع (كَومةً) بفتحِ الكافِ وضَمِّها، أي: قِطعةً (بَطْحاءَ)، أي: صِغارَ الحَصى، أي: جمَعَها وجعَلَ لها رأسًا. يُنظر: ((شرح الزرقاني على الموطأ)) (4/ 231). ، ثمَّ طَرَح عليها رداءَه واستلقى، ثمَّ مَدَّ يَدَيه إلى السَّماءِ فقال: اللَّهُمَّ كَبِرَت سِنِّي، وضَعُفَت قُوَّتي، وانتَشَرَت رَعِيَّتي؛ فاقبِضْني إليك غيرَ مُضَيِّعٍ ولا مُفَرِّطٍ) [1874] أخرجه مالك (2/824) واللفظ له، والحاكم (4513)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/54) صححه ابن عبد البر في ((التمهيد)) (23/92)، وابن العراقي في ((الطرح والتثريب)) (3/253). .
قال العِراقيُّ: (فإنَّه خائفٌ لضَعفِ قُوَّتِه وانتشارِ رَعِيَّتِه وكَثرتِهم أن يَقَعَ تضييعٌ منه لأمورِهم، وتقصيرٌ في القيامِ بحُقوقِهم) [1875] ((طرح التثريب)) (3/ 253). .
- قال الحَسَنُ البَصْريُّ: (ولو أنَّ الأمَلَ في غَدِك خرَج مِن قَلبِك أحسَنْتَ اليومَ في عَمَلِك، واقتصَرْتَ لهَمِّ يومِك، غيرَ أنَّ الأمَلَ منك في الغَدِ دعاك إلى التَّفريطِ، ودعاك إلى المَزيِدِ في الطَّلَبِ) [1876] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (2/139). .
- وقال إبراهيمُ بنُ أدهَمَ: (واللهِ ما الحياةُ بثِقةٍ فيُرجى يَومُها، ولا المنيَّةُ تَغدِرُ فيُؤمَنَ غَدرُها؛ ففيم التَّفريطُ والتَّقصيرُ والاتِّكالُ والتَّأخيرُ والإبطاءُ وأمرُ اللهِ جِدٌّ؟!) [1877] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (8/32). .
- وقال ابنُ المُبارَكِ: (مَن تهاوَنَ بالأدَبِ عُوقِبَ بحِرمانِ السُّنَنِ، ومَن تهاوَنَ بالسُّنَنِ عُوقِبَ بحِرمانِ الفرائِضِ، ومَن تهاوَنَ بالفرائِضِ عُوقِبَ بحِرمانِ المَعرِفةِ) [1878] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (4/ 559). .
-وقال أحمَدُ بنُ عِصامٍ الأنطاكيُّ: (إيَّاك والتَّفريطَ عندَ إمكانِ الفُرصةِ؛ فإنَّه مَيدانٌ يجري لأهلِه بالحَسَراتِ) [1879] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (9/287). .
-وقال الحارِثُ المُحاسِبيُّ: (فلا تَرْضَ مِن نَفْسِك بالتَّواني؛ فإنَّه لا عُذرَ لأحَدٍ في التَّفريطِ، ولا لأحَدٍ عن اللهِ غِنًى) [1880] ((رسالة المسترشدين)) (ص: 166). .
-وقال داوُدُ الطَّائيُّ: (ما نُعَوِّلُ إلَّا على حُسنِ الظَّنِّ باللهِ تعالى، فأمَّا التَّفريطُ فهو المُستولي على الأبدانِ) [1881] ((محاسبة النفس)) لابن أبي الدنيا (ص: 85). .
-وقال ابنُ الجَوزيِّ: (كُلُّ الوَيلِ على المُفَرِّطِ الذي لا ينظُرُ في عاقبتِه) [1882] ((صيد الخاطر)) (ص: 258). .
- وقال طاهِرُ بنُ الحُسَينِ يوصي ابنَه عبدَ اللهِ: (وإيَّاك أن تُنسيَك الدُّنيا وغُرورُها هَولَ الآخِرةِ؛ فتتَهاوَنَ بما يَحِقُّ عليك؛ فإنَّ التَّهاوُنَ يُورِثُ التَّفريطَ، والتَّفريطَ يُورِثُ البَوارَ) [1883] ((تاريخ الرسل والملوك)) للطبري (8/ 586). .
- وقال ابنُ قُتَيبةَ: (كان يُقالُ: دينُ اللهِ بَينَ المُقَصِّرِ والغالي. وقال مُطَرِّفُ بنُ عبدِ اللهِ لابنه: يا بُنَيَّ، الحَسَنةُ بَينَ السَّيِّئتَينِ -يعني: بَينَ الإفراطِ والتَّقصيرِ-، وخيرُ الأمورِ أوساطُها) [1884] ((عيون الأخبار)) (1/ 447، 448). .
-وقال بعضُ الحُكَماءِ: (العَجَلةُ في الأمرِ خُرْقٌ، وأخرَقُ من ذلك التَّفريطُ في الأمرِ بَعدَ القدرةِ عليه) [1885] ((مكارم الأخلاق)) للخرائطي (ص: 232). .

انظر أيضا: