موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ وغيرِهم


- كتَب عَمرُو بنُ العاصِ إلى معاويةَ يُعاتِبُه في التَّأنِّي، فكَتَب إليه معاويةُ: (أمَّا بعدُ، فإنَّ التَّفهُّمَ في الخَبَرِ زيادةٌ ورُشدٌ، وإنَّ الرَّاشِدَ مَن رَشَد عن العَجَلةِ، وإنَّ الخائبَ مَن خاب عن الأناةِ، وإنَّ المتثَبِّتَ مصيبٌ أو كاد أن يكونَ مصيبًا، وإنَّ العَجِلَ مُخطئٌ أو كاد أن يكونَ مخطِئًا) [1529] رواه مطوَّلًا عبد الرزاق (20214)، واللالكائي في ((شرح أصول الاعتقاد)) (2789) واللفظ له، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (59/188). .
- وقال وَهبُ بنُ مُنَبِّهٍ: (يتشَعَّبُ من العَجَلةِ: الخُسرانُ، والنَّدامةُ، وقِلَّةُ الفهمِ، وسوءُ المنظَرِ، وفراقُ الصَّاحِبِ، وطلاقُ المرأةِ، وتضييعُ المالِ، وشماتةُ العَدُوِّ، واكتسابُ الشَّرِّ، واكتسابُ الملامةِ، والنَّدامةُ والمذَمَّةُ) [1530] ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (63/397). .
- وقال مالِكٌ: (كان يُقالُ: التَّأنِّي من اللَّهِ، والعَجَلةُ من الشَّيطانِ، وما عَجِل امرؤٌ فأصاب، واتَّأد آخَرُ فأخطأ، إلَّا كان الذي اتَّأد أصوَبَ رأيًا، ولا عَجِل امرؤٌ فأخطَأ، واتَّأد آخَرُ فأخطأ، إلَّا كان الذي اتَّأد أيسَرَ خَطَأً) [1531] رواه البيهقي في ((المدخل إلى السنن الكبرى)) (817). .
- وقال ابنُ حِبَّانَ: (الخائِبُ مَن خاب عن الأناةِ، والعَجِلُ مخطِئٌ أبدًا كما أنَّ المتثَبِّتَ مصيبٌ أبدًا) [1532] ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) (ص: 218). .
- وقال أيضًا: (إنَّ العاجِلَ لا يكادُ يَلحَقُ، كما أنَّ الرَّافِقَ لا يكادُ يَسبِقُ، والسَّاكِتُ لا يكادُ يندَمُ، ومَن نطَق لا يكادُ يَسلَمُ، وإنَّ العَجِلَ يقولُ قَبلَ أن يَعلَمَ، ويجيبُ قبلَ أن يفهَمَ، ويحمَدُ قَبلَ أن يُجَرِّبَ) [1533] ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) (ص: 216). .
- وقال: (العَجَلةُ مُوكَّلٌ بها النَّدَمُ، وما عَجِلَ أحَدٌ إلَّا اكتَسَب ندامةً واستفاد مذَمَّةً؛ لأنَّ الزَّلَلَ مع العَجَلِ، والإقدامُ على العَمَلِ بعدَ التَّأنِّي فيه أحزَمُ من الإمساكِ عنه بعدَ الإقدامِ عليه، ولا يكونُ العَجولُ محمودًا أبدًا) [1534] ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) (ص: 217). .
- وقال الخليفةُ العبَّاسيُّ المعتَزُّ باللَّهِ: (لا يَصلُحُ لقَودِ الجُيوشِ وسَدِّ الثُّغورِ وإبرامِ الأمورِ وتدبيرِ الأقاليمِ إلَّا رجُلٌ قد تكامَلَت فيه خِلالٌ أربَعٌ: حَزمٌ يتيقَّنُ به عِندَ مواردِ الأمورِ حقائِقَ مَصادِرِها، وعِلمٌ يَحجُزُه عن التَّهَوُّرِ والتَّغريرِ في الأشياءِ إلَّا مع إمكانِ فُرصتِها، وشجاعةٌ لا يَنقُصُها الملِمَّاتُ مع تواتُرِ حوائِجِها، وجُودٌ يَهونُ به تبذيرُ جلائلِ الأموالِ عِندَ سؤالِها) [1535] يُنظَر: ((تاريخ الرسل والملوك)) للطبري (5/ 417). .
- وقال الرَّاغِبُ: (العَجَلةُ ... مِن مُقتضى الشَّهوةِ؛ فلذلك صارت مذمومةً في عامَّةِ القرآنِ، حتَّى قيل: العَجَلةُ من الشَّيطانِ) [1536] يُنظَر: ((المفردات)) للراغب الأصفهاني (ص: 323). .
- وقال الرَّازيُّ: (مَن بالَغ في الأعمالِ الغَضَبيَّةِ وَقَع في التَّهَوُّرِ، ومَن بالَغ في تَرْكِها وَقَع في الجُبنِ، والصِّراطُ المستقيمُ هو الوَسَطُ، وهو الشَّجاعةُ اللَّطيفةُ) [1537] يُنظَر: ((مفاتيح الغيب)) (1/ 152). .
- وقال ابنُ تَيميَّةَ: (والشَّجاعةُ ليست هي قوَّةَ البَدَنِ، وقد يكونُ الرَّجُلُ قَوِيَّ البَدَنِ ضَعيفَ القَلبِ، وإنَّما هي قوَّةُ القَلبِ وثباتُه، فإنَّ القتالَ مدارُه على قوَّةِ البَدَنِ وصَنعتِه للقتالِ، وعلى قوَّةِ القَلبِ وخبرتِه به، والمحمودُ منهما ما كان بعِلمٍ ومعرفةٍ دونَ التَّهَوُّرِ الذي لا يُفَكِّرُ صاحبُه ولا يميِّزُ بَيْنَ المحمودِ والمذمومِ؛ ولهذا كان القَويُّ الشَّديدُ الذي يملِكُ نفسَه عِندَ الغَضَبِ، حتَّى يفعَلَ ما يَصلُحُ، فأمَّا المغلوبُ حينَ غَضَبِه فليس بشُجاعٍ ولا شديدٍ) [1538] يُنظَر: ((مجموع الفتاوى)) (28/ 158). .
- وقال ابنُ القَيِّمِ: (لا حِكمةَ لجاهِلٍ، ولا طائِشٍ، ولا عَجولٍ [1539] يُنظَر: ((مدارج السالكين)) (2/ 448 -452). .
وقال: (العَجَلةُ من الشَّيطانِ؛ فإنَّها خِفَّةٌ وطَيشٌ وحِدَّةٌ في العبدِ) [1540] يُنظَر: ((الروح)) لابن القيم (ص: 258). .
وقال: (إن حصَلَت الشَّجاعةُ بلا رأيٍ فالتَّهَوُّرُ والعَطَبُ) [1541] ((الفوائد)) لابن القيم (ص: 200). .
- وقال الشَّوكانيُّ: (مَن استطاع أن يمنعَ نفسَه من أربعةِ أشياءَ فهو خليقٌ ألَّا يَنزِلَ به المكروهُ كما ينزِلُ بغيرِه: العَجَلةُ، واللَّجاجةُ، والعُجبُ، والتَّواني؛ فثَمَرةُ العَجَلةِ النَّدامةُ، وثَمَرةُ اللَّجاجةِ الحَيرةُ، وثَمَرةُ العُجبِ البَغضاءُ، وثَمَرةُ التَّواني الذِّلَّةُ) [1542] يُنظَر: ((الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني)) (11/ 5793(. .
- وقال محمَّدٌ الأمين الهَرَريُّ: (التَّهَوُّر مذمومٌ؛ لأنَّه يحمِلُ على البغيِ، وإلقاءِ النَّفسِ إلى الهلاكِ والموتِ حيثُ لا يُحمَدُ) [1543] يُنظَر: ((الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم)) (2/ 332).
- وقال ابنُ عاشورٍ: (جاءت الشَّريعةُ لإتمامِ مكارمِ الأخلاقِ، وإبعادِ الإنسانِ عن التَّهَوُّرِ والهَمَجيَّةِ) [1544] يُنظَر: ((التحرير والتنوير)) (2/ 118). .

انظر أيضا: