موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


ممَّا ورد عن أهلِ العِلمِ في التَّحذيرِ من التَّخاذُلِ، والحَضِّ على التَّعاوُنِ والتَّناصُرِ:
1- قال أبو طَلحةَ زَيدُ بنُ سَهلٍ رَضِيَ اللهُ عنه: (المُنافِقون ليس لهم هَمٌّ إلَّا أنفُسُهم، أجبَنُ قومٍ وأرعَبُه، وأخذَلُه للحَقِّ) [1443] ((السنن)) للترمذي (3008). .
2- وعن يَزيدَ بنِ الأسوَدِ قال: (لقد أدركْتُ أقوامًا من سَلَفِ هذه الأمَّةِ، قد كان الرَّجُلُ إذا وقع في هُوِيٍّ أو وَحلةٍ نادى: يا آلَ عِبادِ اللهِ، فيتواثَبون إليه فيَستخرِجونَه ودابَّتَه ممَّا هو فيه، ولقد وقع رجُلٌ ذاتَ يومٍ في وَحلةٍ، فنادى: يا آلَ عِبادِ اللهِ، فتواثَبَ النَّاسُ إليه، فما أدركْتُ منه إلَّا مَقاصَّه [1444] جمعُ مِقَصٍّ: وهو المِقْراضُ. يُنظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (18/ 100). في الطِّينِ، فلأن أكونَ أدركْتُ من متاعِه شيئًا فأُخرِجَه من تلك الوَحلةِ أحَبُّ إليَّ من دنياكم التي تَرغَبون فيها) [1445] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (10/ 94). .
3- قال عليُّ بنُ المَدينيِّ في قولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا يزالُ من أمَّتي أمَّةٌ قائمةٌ بأمرِ اللهِ، لا يضرُّهم من خذَلَهم)) [1446] أخرجه البخاري (3641) واللَّفظُ له، ومسلمٌ (1037) من حديثِ معاويةَ بنِ أبي سفيانَ رَضِيَ اللهُ عنهما. : هم أصحابُ الحديثِ [1447] ((سنن الترمذي)) (ص: 672). ، فقاموا بما عليهم من ضَبطِ السُّنَنِ ونَشْرِها ولم يتخاذَلوا، فلولاهم لدَرَس الدِّينُ [1448] ((شرف أصحاب الحديث)) للخطيب البغدادي (ص: 68). .
4- قال البُخاريُّ: (... وكذلك كُلُّ مُكرَهٍ يَخافُ، فإنَّه يَذُبُّ عنه المظالِمَ، ويقاتِلُ دُونَه ولا يَخذُلُه) [1449] ((صحيح البخاري)) (9/ 22). .
5- وقيل: (المخذولُ من كانت له إلى اللِّئامِ حاجةٌ) [1450] ((المجتنى)) لابن دريد (ص: 32). .
6- وفي وَصِيَّةِ عَلقَمةَ بنِ لَبيدٍ العُطارِديِّ لابنِه: (يا بُنيَّ، إذا نزعَتْك إلى صُحبةِ الرِّجالِ حاجةٌ، فاصحَبْ منهم من إنْ تُحِبَّه زانك، وإن خَدَمْتَه صانك، وإن أصابَتْك خَصاصةٌ مانَك [1451]  مانَهُ يَمونُه مَوْنًا: إذا احتمل مَؤُونَتَه وقام بكفايتِه. يُنظر: ((الصحاح)) للجوهري (6/ 2209). ، وإنْ قُلتَ صَدَّق قولَك، وإنْ صُلْتَ شَدَّ صَولَك، وإن مدَدْتَ يَدَك بفَضلٍ مَدَّها، وإن رأى منك حَسَنةً عَدَّها، وإن سألْتَه أعطاك، وإن سكَتَّ عنه ابتداك، وإنْ نزَلَتْ بك إحدى المُلِمَّاتِ [1452] المُلِمَّاتُ: جمعُ مُلِمَّةٍ، وهي النَّازِلةُ الشَّديدةُ من نَوازِلِ الدَّهْرِ. يُنظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (33/ 443). آساك، من لا يأتيك منه البَوائِقُ [1453] أي: شُرورُه وظُلمُه. يُنظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (25/ 106). ، ولا تختَلِفُ عليك منه الطَّرائِقُ، ولا يخذُلُك عِندَ الحقائِقِ، وإن حاول حويلًا آمَرَك، وإن تنازَعْتُما مُنفِسًا [1454] المُنفِسُ: الشَّيءُ النَّفيسُ الكريمُ الذي تنافَسَ فيه النَّاسُ، وكلُّ شَيءٍ له خَطَرٌ وقَدْرٌ قيل له: نَفيسٌ ومُنْفِسٌ. يُنظر: ((تصحيح الفصيح وشرحه)) لابن المرزبان  (ص: 479)،  ((تهذيب اللغة)) للأزهري (13/ 10). آثَرك) [1455] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (3/ 6، 7). .
7- وقيل: (شَرُّ النَّاسِ من يَنصُرُ الظَّلومَ، ويَخذُلُ المظلومَ) [1456] ((المستطرف)) للأبشيهي (ص: 33). .
8- وقال أبو هِلالٍ العَسكَريُّ: (تخاذُلُ القومِ فيما بينهم من أماراتِ شُؤمِهم، ودلائلِ شَقائِهم) [1457] ((جمهرة الأمثال)) (1/ 70). .
9- قال الأصمعيُّ: (مَرَّ قَيسُ بنُ زُهَيرٍ ببلادِ غَطَفانَ، فرأى ثروةً وجماعةً وعَدَدًا، فكَرِه ذلك، فقال له الرَّبيعُ بنُ زيادٍ: إنَّه يَسوءُك ما يَسُرُّ النَّاسَ! فقال له: يا أخي، إنَّك لا تدري أنَّ مع الثَّروةِ والنِّعمةِ التَّحاسُدَ والتَّخاذُلَ، وأنَّ مع القِلَّةِ التَّحاشُدَ والتَّناصُرَ) [1458] ((المجالسة)) للدينوري (5/ 332). .

انظر أيضا: