موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- عن عَليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: (أحبِبْ حبيبَك هَونًا ما؛ عسى أن يكونَ بغيضَك يومًا ما، وأبغِضْ بغيضَك هَونًا ما؛ عسى أن يكونَ حبيبَك يومًا ما) [1222] أخرجه من طرُقٍ: البخاري في ((الأدب المفرد)) (1321)، وابن أبي شيبة (37026)، والطبري في ((مسند علي)) (438). صحَّحه شعيب الأرناؤوط في تخريج ((شرح السنة)) (13/66)، وحسَّنه لغيره الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (992)، وحسَّن إسناده البوصيري في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (6/106). .
- وقال بعضُ الصَّحابةِ: (مَن أراد فَضلَ العابِدين فلْيُصلِحْ بَيْنَ النَّاسِ، ولا يوقِعْ بَيْنَهم العداوةَ والبَغْضاءَ) [1223] ((تنبيه الغافلين)) للسمرقندي (ص: 521). .
- وقال أبو حاتمِ بنُ حِبَّانَ: (حاجةُ المرءِ إلى النَّاسِ مع محبَّتِهم إيَّاه خيرٌ من غِناه عنهم مع بُغضِهم إيَّاه، والسَّبَبُ الدَّاعي إلى صَدِّ محبَّتِهم له هو التَّضايُقُ في الأخلاقِ وسوءُ الخُلُقِ؛ لأنَّ مَن ضاق خُلُقُه سَئِمَه أهلُه وجيرانُه، واستثقله إخوانُه، فحينَئذٍ تمنَّوا الخلاصَ منه، ودَعَوا بالهلاكِ عليه) [1224] ((روضة العقلاء)) (66). .
- وقال: (الواجِبُ على النَّاسِ كافَّةً: مجانبةُ الإفكارِ في السَّبَبِ الذي يؤدِّي إلى البَغْضاءِ والمشاحنةِ بَيْنَ النَّاسِ، والسَّعيِ فيما يُفَرِّقُ جمْعَهم، ويُشَتِّتُ شَمْلَهم) [1225] ((روضة العقلاء)) (ص: 176). .
 - وقال ابنُ القَيِّمِ: (البُغْضُ والكراهةُ أصلُ كُلِّ تَركٍ ومَبدؤُه) [1226] ((الجواب الكافي)) (ص: 192). .
- وقال أبو حامِدٍ الغَزاليُّ: (اعلَمْ أنَّ الأُلفةَ ثَمَرةُ حُسنِ الخُلُقِ، والتَّفَرُّقَ ثَمَرةُ سُوءِ الخُلُقِ؛ فحُسنُ الخُلُقِ يُوجِبُ التَّحابَّ والتَّآلُفَ والتَّوافُقَ، وسوءُ الخُلُقِ يُثمِرُ التَّباغُضَ والتَّحاسُدَ والتَّدابُرَ، ومهما كان المثمِرُ محمودًا كانت الثَّمَرةُ محمودةً) [1227] ((إحياء علوم الدين)) (2/ 157). .
- عن أبي قِلابةَ (أنَّ أبا الدَّرداءِ مَرَّ على رجُلٍ قد أصاب ذنبًا، فكانوا يسبُّونَه، فقال: أرأيتُم لو وجَدتُموه في قَليبٍ، ألم تكونوا مُستخرِجيه؟ قالوا: بلى، قال: فلا تَسُبُّوا أخاكم، واحمَدوا اللهَ الذي عافاكم، قالوا: أفلا تُبغِضُه؟ قال: إنَّما أبغِضُ عَمَلَه، فإذا تركَه فهو أخي) [1228] ((جامع معمر بن راشد)) (11/ 180). .
- وعن مُبارَكٍ أبي حمَّادٍ، قال: سمِعتُ سُفيانَ الثَّوريَّ يقولُ فيما أوصى به عليَّ بنَ الحَسَنِ السُّلَميَّ: (لا تُبغِضْ أحدًا ممَّن يطيعُ اللَّهَ، كنْ رحيمًا للعامَّةِ والخاصَّةِ، ولا تقطَعْ رَحِمَك، وصِلْ مَن قطَعَك، وصِلْ رَحِمَك وإن قطَعَك، وتجاوَزْ عمَّن ظَلَمك تكُنْ رفيقَ الأنبياءِ والشُّهَداءِ) [1229] يُنظر: ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (7/ 84)، ((التذكرة)) لابن حمدون (1/ 220). .
- وقال له أيضًا: (صِلْ رَحِمَك وقرابَتَك وجيرانَك وإخوانَك، ثمَّ إذا رَحِمْتَ رَحِمتَ مِسكينًا أو يتيمًا أو ضعيفًا... وإيَّاك والشُّحَّ؛ فإنَّ الشُّحَّ يُفسِدُ عليك دينَك، ولا تَعِدَنَّ أحَدًا شيئًا فتُخلِفَه فتَستبدِلَ بالمودَّةِ بُغضًا، وإيَّاك والشَّحناءَ؛ فإنَّه لا تُقبَلُ توبةُ عَبدٍ يكونُ بينه وبين أخيه شَحناءُ، وإيَّاك والبَغْضاءَ؛ فإنَّما هي الحالقةُ، وعليك بالسَّلامِ لكُلِّ مُسلِمٍ يخرُجِ الغِلُّ والغِشُّ من قَلبِك، وعليك بالمصافَحةِ تكُنْ محبوبًا إلى النَّاسِ... ولا تحِبَّ إلَّا في اللَّهِ، ولا تُبغِضْ إلَّا في اللَّهِ، فإنْ لم تفعَلْ كان سيماك سيما المُنافِقين) [1230] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (7/ 61، 62). .

انظر أيضا: