موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- مِنَ السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ


- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عن النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إيَّاكم والظَّنَّ؛ فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحديثِ، ولا تَحَسَّسوا ولا تَجَسَّسوا، ولا تَنافَسوا ولا تَحاسَدوا، ولا تَباغَضوا ولا تَدابَروا، وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا)) [1215] رواه البخاري (6064)، ومسلم (2563) واللفظ له. .
قال السَّعديُّ: (فعلى المُؤمِنين أن يكونوا مُتحابِّين مُتصافين، غيرَ مُتباغِضين ولا مُتعادين، يَسعَون جميعُهم لمصالحِهم الكُلِّيَّةِ التي بها قِوامُ دينِهم ودُنياهم، لا يتكبَّرُ شريفٌ على وَضيعٍ، ولا يحتَقِرُ أحَدٌ منهم أحدًا) [1216] ((بهجة قلوب الأبرار)) (ص: 185). .
- عن عبدِ اللَّهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، عن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((إذا فُتِحَت عليكم فارِسُ والرُّومُ، أيُّ قومٍ أنتم؟ قال عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ: نقولُ كما أمَرَنا اللَّهُ. قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أو غيرَ ذلك، تتنافَسون، ثمَّ تتحاسَدون، ثمَّ تتدابَرون، ثمَّ تتباغَضون، أو نحوَ ذلك، ثمَّ تنطَلِقون في مساكينِ المهاجِرين، فتجعَلون بعضَهم على رقابِ بَعضٍ)) [1217] أخرجه مسلم (2962). .
قال النَّوويُّ: (قال العُلَماءُ: التَّنافُسُ إلى الشَّيءِ المسابقةُ إليه وكراهةُ أخذِ غَيرِك إيَّاه، وهو أوَّلُ درَجاتِ الحَسَدِ، وأمَّا الحَسَدُ فهو تمنِّي زوالِ النِّعمةِ عن صاحبِها، والتَّدابُرُ: التَّقاطعُ، وقد بقيَ مع التَّدابُرِ شيءٌ من المودَّةِ، أو لا يكونُ مودَّةٌ ولا بُغضٌ، وأمَّا التَّباغضُ فهو بعدَ هذا؛ ولهذا رُتِّبَت في الحديثِ) [1218] ((شرح النووي على مسلم)) (18/ 96). .
-عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا يَفْرَكْ مُؤمِنٌ مُؤمِنةً، إن كَرِه منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ)) [1219] مسلم (1469). .
قولُه: ((لا يَفْرَكْ مُؤمِنٌ مُؤمِنةً)) أي: لا يُبغِضْها بُغضًا كُلِّيًّا يحمِلُه على فِراقِها، بل يَغفِرُ سيِّئَتَها لحَسَنِها، ويتغاضى عما يَكرَهُ لِمَا يحِبُّ [1220] ((المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم)) لأبي العباس القرطبي (4/ 222). ؛ فإنَّه إن صَدَر منها فِعلٌ غيرُ مَرضيٍّ له يصدُرُ منها أفعالٌ مَرضيَّةٌ له، فلْيَعفُ عنها أفعالَها غيرَ المَرضيَّةِ لأجلِ أفعالِها المَرضيَّةِ [1221] ((المفاتيح في شرح المصابيح)) لابن الملك (4/ 79). .

انظر أيضا: