موسوعة الأخلاق والسلوك

خامسًا: أقسامُ الإنصاتِ


الإنصاتُ على ثلاثةِ أضرُبٍ:
أحدُها: استماعُ ما يُحبُّه اللهُ ويرضاه، وأمَر به عِبادَه، وأثنى على أهلِه، ورضِي عنهم به، وهو سماعُ القرآنِ والسُّنَّةِ، وهو على ثلاثةِ أنواعٍ:
الأوَّلُ: سماعُ إدراكٍ، مِثلُ قولِه تعالى حكايةً عن مُؤمِني الجِنِّ قولَهم: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ [الجن: 1-2] .
الثَّاني: سماعُ فَهمٍ وعَقلٍ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهُمْ خَيرًا لَأَسْمَعَهُمْ [الأنفال: 23] .
الثَّالثُ: سماعُ فَهمٍ وإجابةٍ، مِثلُ قولِه تعالى حكايةً عن عبادِه المُؤمِنينَ أنَّهم قالوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا [البقرة: 285] .
الثَّاني: استماعُ ما يُبغِضُه اللهُ ويكرَهُه، ونهى عنه، ومَدَح المُعرِضينَ عنه، وهو سماعُ كُلِّ ما يضُرُّ العبدَ في قلبِه ودينِه، مِثلُ سماعِ مزاميرِ الشَّيطانِ والمُغنِّينَ والمُطرِبينَ، وسماعِ اللَّغوِ؛ قال تعالى: وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ [القصص: 55] .
الثَّالثُ: استماعُ المُباحِ المأذونِ فيه، وهو ما لا يُحبُّه اللهُ تعالى ولا يُبغِضُه، ولا مدَح صاحِبَه ولا ذمَّه؛ فحُكمُه حُكمُ سائِرِ المُباحاتِ مِن المناظِرِ، والمشامِّ، والمطعوماتِ، والملبوساتِ المُباحةِ [979] ((مدارج السالكين)) لابن القيم (1/ 479 - 483). .  

انظر أيضا: