موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ وغَيرِهم


- قال مُعاويةُ لابنِه، وقد رآه ضَرَب غُلامًا له: (إيَّاك -يا بُنَيَّ- والتَّشَفِّيَ ممَّن لا يمتَنِعُ منك؛ فواللهِ لقد حالت القُدرةُ بَيْنَ أبيك وبَينَ ذوي تِراتِه [931] يقال: وَتَرَه يَتِرُه تِرَةً ووَتْرًا: إذا قَتَل حميمهَ فأفرده منه، وكُلُّ من أدركْتَه بمكروهٍ فقد وتَرْتَه. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (5/ 274)، ((تاج العروس)) للزبيدي (14/ 344). [932] ((التذكرة الحمدونية)) لابن حمدون (2/138). .
وقال معاويةُ رَضِيَ اللهُ عنه أيضًا: (العقوبةُ ألأَمُ حالاتِ ذي القُدرةِ) [933] ((محاضرات الأدباء)) للراغب الأصفهاني (1/ 282). .
- وقال المنصورُ في كلامٍ لوَلَدِه المهديِّ: (لذَّةُ العَفوِ أطيَبُ مِن لذَّةِ التَّشَفِّي؛ وذلك أنَّ لذَّةَ العَفوِ يَلحَقُها حمدُ العاقبةِ، ولذَّةُ التَّشَفِّي يَلحَقُها ذَمُّ النَّدَمِ) [934] ((غرر الخصائص الواضحة)) للوطواط (ص: 503). .
- عن الأصمَعيِّ قال: (أُتيَ المنصورُ برجُلٍ يعاقِبُه، فقال: يا أميرَ المُؤمِنين، الانتِقامُ عَدلٌ، والتَّجاوُزُ فَضلٌ، ونحن نعيذُ أميرَ المُؤمِنينَ باللهِ أن يرضى لنَفسِه بأوكَسِ النَّصيبَينِ دونَ أن يَبلُغَ أرفَعَ الدَّرجتَينِ؛ فعفا عنه) [935] ((المجالسة وجواهر العلم)) للدينوري (7/207). .
- ويُحكى عن عَنانِ بنِ خُرَيمٍ أنَّه دخَل على المنصورِ، وقد قُدِّم بَيْنَ يديه جماعةٌ كانوا قد خرَجوا عليه؛ ليَقتُلَهم، فقال أحدُهم: يا أميرَ المُؤمِنين من انتَقَم فقد شفى غيظَه وأخَذ حَقَّه، ومَن شَفى غيظَه وأخَذ حَقَّه لم يجِبْ شُكرُه، ولم يَحسُنْ في العالَمين ذِكرُه، وإنَّك إن انتَقَمْتَ فقد انتصَفْتَ، وإذا عفَوتَ فقد تفضَّلْتَ، على أنَّ إقالتَك عِثارَ عبادِ اللهِ مُوجِبةٌ لإقالتِه عَثرتَك، وعَفوَك عنهم موصولٌ بعَفوِه عنك. فقَبِلَ قَولَه، وعفا عنهم [936] ((غرر الخصائص الواضحة)) للوطواط (ص: 503). .
- وقال أبو بكرٍ الطُّرْطُوشيُّ: (إذا رأيتَ إنسانًا حقودًا لا ينسى الهفَواتِ، ويجازي بعد المدَّةِ على السَّقَطاتِ؛ فألحِقْه بعالَمِ الجِمالِ. والعَرَبُ تقولُ: فلانٌ أحقَدُ مِن جَمَلٍ، وكما تجتَنِبُ قُربَ الجَمَلِ الحقودِ، فاجتَنِبْ صُحبةَ الرَّجُلِ الحقودِ) [937] ((سراج الملوك)) (ص: 112). .
- وقال ابنُ الجوزيِّ: (المُؤمِنُ لا يستقصي في الانتِقامِ إنْ غَضِبَ، وينوي التَّوبةَ قَبلَ الزَّلَلِ) [938] يُنظَر: ((صيد الخاطر)) (ص: 126). .
- وقال ابنُ تَيميَّةَ: (وقد يُهجَرُ الرَّجُلُ عُقوبةً وتعزيرًا، والمقصودُ بذلك رَدعُه ورَدعُ أمثالِه؛ للرَّحمةِ والإحسانِ، لا للتَّشفِّي والانتِقامِ) [939] ((منهاج السنة النبوية)) (5/239). .
- وقال ابنُ القَيِّمِ: (وفي الصَّفحِ والعَفوِ والحِلمِ من الحلاوةِ والطُّمَأنينةِ والسَّكينةِ وشَرَفِ النَّفسِ، وعِزِّها ورفعتِها عن تشَفِّيها بالانتِقامِ: ما ليس شيءٌ منه في المقابلةِ والانتِقامِ) [940] ((مدارج السالكين)) (2/303). .
- وقال أيضًا: (فما انتَقَم أحدٌ لنفسِه قَطُّ إلَّا أعقبه ذلك ندامةً) [941] ((مدارج السالكين)) (2/303). .

انظر أيضا: