موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- مِن أقوالِ السَّلَفِ والعُلماءِ


- يُروى أنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنه كتَبَ إلى ابنِه مُحَمَّدِ ابنِ الحَنَفيَّةِ: (لا يكُنْ أخوك على قَطيعَتِك أقوى مِنك على صِلتِه، وعلى الإساءةِ أقوى مِنك على الإحسانِ) [216] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (3/ 102). .
- وقال الأحنَفُ بنُ قَيسٍ: (ما أقبَحَ القَطيعةَ بَعدَ الصِّلةِ، والجَفاءَ بَعدَ اللُّطفِ، والعَداوةَ بَعدَ الوُدِّ! لا تَكونَنَّ على الإساءةِ أقوى مِنك على الإحسانِ، ولا إلى البُخلِ أسرَعَ مِنك إلى البَذلِ) [217] ((الأمالي)) لأبي علي القالي (2/ 20)، ((الجليس الصالح الكافي)) للمعافى بن زكريا (ص: 307، 308). .
- وعنِ الحَسَنِ البَصريِّ أنَّه كان يقولُ: (إنَّ المُؤمِنَ جَمَعَ إحسانًا وشَفقةً، وإنَّ المُنافِقَ جَمَعَ إساءةً وأمنًا) [218] أخرجه ابن المبارك في ((الزهد)) (985)، والطَّبري في ((التفسير)) (19/45). .
- وقال موسى بنُ جَعفرٍ: (مَن لم يجِدْ للإساءةِ مَضَضًا، لم يكُن للإحسانِ عِندَه مَوقِعٌ) [219] ((التَّذكرة الحمدونيَّة)) لابن حمدون (1/275). .
- وعن مَيمونٍ قال: (مَن أساءَ سِرًّا فليتُبْ سِرًّا، ومَن أساءَ علانيةً فليتُبْ علانيةً؛ فإنَّ النَّاسَ يُعيِّرونَ ولا يغفِرونَ، واللهُ يغفِرُ ولا يُعَيِّرُ) [220] أخرجه ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (61/365). .
- وقال عَونُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ لابنِه: (...لا تَكُنْ يا بُنيَّ مِمَّن... يقولُ في الدُّنيا قَولَ الزَّاهدينَ، ويعمَلُ فيها عَمَلَ الرَّاغِبينَ، يَكرَهُ المَوتَ لإساءَتِه، ولا ينتَهي عنِ الإساءةِ في حَياتِه!) [221] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (4/ 260-263). ويُنظَر: ((محاضرات الأدباء)) للراغب (2/ 513). .
- وقال ابنُ المُقَفَّعِ: (على المُلوكِ تَعَهُّدُ عُمَّالِهم وتَفقُّدُ أُمورِهم؛ حتَّى لا يخفى عليهم إحسانُ مُحسِنٍ، ولا إساءةُ مُسيءٍ، ثُمَّ عليهم بَعدَ ذلك ألَّا يترُكوا مُحسِنًا بغَيرِ جَزاءٍ، ولا يُقِرُّوا مُسيئًا ولا عاجِزًا على الإساءةِ والعَجزِ؛ فإنَّهم إن تَرَكوا ذلك تَهاونَ المُحسِنُ، واجتَرَأ المُسيءُ، وفسَدَ الأمرُ، وضاعَ العَمَلُ) [222] ((الأدب الصغير)) (ص: 37). .
- وقال ابنُ حَزمٍ: (لم أرَ لإبليس أصيدَ ولا أقبَحَ ولا أحمَقَ مِن كلمَتَينِ ألقاهما على ألسِنةِ دُعاتِه:
إحداهما: اعتِذارُ مَن أساءَ بأنَّ فُلانًا أساءَ قَبلَه.
والثَّانيةُ: استِسهالُ الإنسانِ أن يُسيءَ اليومَ؛ لأنَّه قد أساءَ أمسِ، أو أن يُسيءَ في وجهٍ ما؛ لأنَّه قد أساءَ في غَيرِه!) [223] ((رسائل ابن حزم)) (1/351). .
- وقال أيضًا: (مَن أساءَ إلى أهلِه وجيرانِه فهو أسقَطُهم، ومَن كافأ مَن أساءَ إليه مِنهم فهو مِثلُهم، ومَن لم يُكافِئْهم بإساءَتِهم فهو سَيِّدُهم وخَيرُهم وأفضَلُهم) [224] ((رسائل ابن حزم)) (1/342). .

انظر أيضا: