موسوعة الأخلاق والسلوك

سادسًا: درجاتُ الأثَرةِ


الأثَرةُ درجاتٌ بحسَبِ استِحكامِها مِن الشَّخصِ أو ضَعفِها فيه؛ فمنها:
1- الاستِبدادُ بالأمورِ المُشترَكةِ، وحِرمانُ غَيرِه.
2- الشُّحُّ الشَّديدُ، وإمساكُ الزَّكواتِ الواجِبةِ.
3- الاعتِداءُ على حُقوقِ النَّاسِ، وغَصبُ أموالِهم بغَيرِ حقٍّ.
4- البُخلُ بما في يدَيه، وعَدمُ الإنفاقِ تطوُّعًا، ومنه قولُ الحُطيئةِ فيمَن يجودُ بمالِه لنَفسِه، ويبخلُ به على غَيرِه:
دعِ المكارِمَ لا ترحَلْ لبُغيتِها
واجلِسْ فأنت لعَمري طاعِمٌ كاسي
قال أبو عُبَيدٍ: (يقولُ: قد رضيتَ مِن المكارِمِ بألَّا تفضُلَ على أحدٍ إلَّا ما تنفِقُ عليك في طعامِك وكِسوتِك) [38] ((الأمثال)) للقاسم بن سلام (ص: 168). .
5- تقديمُ حظِّ النَّفسِ على رِضا الرَّبِّ؛ قال تعالى: قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارِةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة: 24] .
وعلامةُ هذه الدَّرجةِ أمرانِ؛ أحدُهما: تَركُ العَملِ بأوامرِ اللهِ إذا كانت ثقيلةً على النَّفسِ، والآخَرُ: التَّلبُّسُ بما يكرَهُه اللهُ إذا كانت النَّفسُ تُحبُّه وتهواه؛ قال تعالى: فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفسَ عَنِ الهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات: 37 - 41] .
6- تقديمُ حظِّ النَّفسِ على كُلِّ أحدٍ وعلى مَن يعولُ، عن خَيثَمةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ قال: ((كنَّا جُلوسًا معَ عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رضِي اللهُ عنه إذ جاءه قَهرَمانٌ له، فدخَل، فقال: أعطَيتَ الرَّقيقَ قُوتَهم؟ قال: لا، قال: فانطلِقْ فأعطِهم، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كفى بالمرءِ إثمًا أن يحبِسَ عمَّن يملِكُ قُوتَه)) [39] أخرجه مسلم (996). .

انظر أيضا: