موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- من الأمثالِ والحِكَمِ


- كالأشقَرِ إن تَقَدَّمَ نُحِرَ، وإن تأخَّرَ عُقِرَ.
يُضرَبُ في الوَقارِ والثَّباتِ؛ فالعَرَبُ تتشاءَمُ من الأفراسِ بالأشقَرِ، قالوا: كان لقيطُ بنُ زُرارةَ يومَ جَبَلةَ على فَرَسٍ أشقَرَ، فجَعَل يقولُ: أشقَرُ، إن تتقَدَّمْ تُنْحَرْ، وإن تتأخَّرْ تُعقَرْ، وذلك أنَّ العَرَبَ تقولُ: شُقْرُ الخَيلِ سِراعُها، وكُمْتُها صِلابُها، فهو يقولُ لفَرَسِه: يا أشقَرُ، إن جَرَيتَ على طَبعِك فتقَدَّمْتَ إلى العَدُوِّ قَتَلوك، وإن أسرَعْتَ فتأخَّرْتَ منهَزِمًا أتَوك من ورائِك فعَقَروك؛ فاثبُتْ والزَمِ الوَقارَ، وانْفِ عنِّي وعنك العارَ [9859] يُنظَر: ((مجمع الأمثال) للميداني (2/ 140). .
- ساكِنُ الرِّيحِ. أي: هو هادِئٌ وَقورٌ [9860] يُنظَر: ((الأمثال)) للهاشمي (1/ 269). .
- إنَّه لواقِعُ الطَّائِرِ.
قال الأصمَعيُّ: إنَّما يُضرَبُ هذا لِمن يُوصَفُ بالحِلمِ والوَقارِ [9861] يُنظَر: ((مجمع الأمثال) للميداني (1/ 28). .
- كأنَّ الطَّيرَ على رُؤوسِهم، ويُقالُ أيضًا: كأنَّ على رُءوسِهم الطَّيرَ.
يرادُ بذلك أنَّهم حُلَماءُ، ذَوو وَقارٍ، لا طَيشَ لهم ولا خِفَّةَ.
يُضرَبُ مَثَلًا في الرَّزانةِ والحِلمِ والرَّكانةِ وقِلَّةِ الطَّيشِ والعَجَلةِ، حتَّى كأنَّ على الرُّؤوسِ طَيرًا يخافُ أصحابُها طيرانَها، فهم سُكونٌ لا يتحَرَّكون [9862] يُنظَر: ((الأمثال)) لابن سلام (ص: 151)، ((جمهرة الأمثال)) للعسكري (2/ 143). .
- الثَّابِتُ يَكسِرُ الوَثَباتِ.
الثَّابِتُ: الرَّزانةُ والحِلمُ، وهو ضِدُّ الخِفَّةِ والطَّيشِ. والوَثَباتُ: جَمعُ وَثبةٍ، وهي الصَّولةُ والانتِقامُ. وهذا مَثَلٌ ظاهِرُ المعنى [9863] يُنظَر: ((زهر الأكم في الأمثال والحكم)) لنور الدين اليوسي (2/ 5). .
- تَوَقَّري يا زَلِزةُ.
هي الغَرِضةُ القَلِقةُ.
يُضرَبُ لِمن لا رزانةَ له [9864] يُنظَر: ((المستقصى في أمثال العرب)) للزمخشري (2/ 33). . والزَّلَزُ: القَلَقُ والحَرَكةُ. يُضرَبُ للمرأةِ الطَّوَّافةِ في بُيوتِ الحَيِّ [9865] يُنظَر: ((مجمع الأمثال) للميداني (1/ 129). .
- هو الحَصى في الماءِ. أي: ثَبْتٌ رَزينٌ لا يُحَرِّكُه شَيءٌ [9866] يُنظَر: ((الأمثال المولدة)) للخورازمي (ص: 359). .
- ويقالُ: (الشَّيبُ حِليةُ العَقلِ، وسِمةُ الوَقارِ) [9867] ((التمثيل والمحاضرة)) للثعالبي (ص: 383). .
- وقالوا: (المشايِخُ أشجارُ الوَقارِ، ومنابِعُ الأخبارِ، لا يَطيشُ لهم سَهمٌ، ولا يَسفَهُ لهم فَهمٌ، إن رأَوك على قَبيحٍ صَدُّوك، وإن رأَوك على جميلٍ أمَدُّوك) [9868] ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (3/57). .
- وقيل: (إن جالَسْتَ المُلوكَ فالزَمِ الصَّمتَ، واستَعمِلِ الوَقارَ، واحفَظِ الأسرارَ) [9869] ((روض الأخيار)) للأماسي (ص: 60). .
- و(يقالُ: مِن صِفةِ النَّاسِكِ الوَقارُ، والاستِتارُ بالقُنوعِ، ورَفضُ الشَّهَواتِ للتَّخَلِّي من الأحزانِ، وتَركُ إخافةِ النَّاسِ؛ لئلَّا يخافَهم) [9870] ((مضاهاة أمثال كليلة ودمنة)) لمحمد بن الحسين اليمني (ص: 9). .
- وقال أعرابيٌّ: (مِن كلامِ العَرَبِ: نِعمَ لِباسُ المَرءِ التَّقوى، ونِعمَ حَشوُ الدِّرعِ السَّخاءُ، وأنبِلْ بالحياءِ خُلُقًا، وبالوَقارِ مَهابةً، وبالبَيانِ ارتِفاعًا، وبالتَّواضُعِ عِزًّا، وبالوَفاءِ جَمالًا، وبصِدقِ الحَديثِ مُروءةً) [9871] ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان (9/ 102). .
- ورأى حكيمٌ رِقَّةً مِن مَلِكٍ، فقال: (ليس التَّاجُ الذي يفتَخِرُ به عُظَماءُ الملوكِ فِضَّةً ولا ذهبًا، لكِنَّه الوَقارُ المُكَلَّلُ بجواهِرِ الحِلمِ) [9872] ((محاضرات الأدباء)) للراغب (1/ 276)، ((نهاية الأرب في فنون الأدب)) للنويري (6/ 50). .


انظر أيضا: