موسوعة الأخلاق والسلوك

عاشِرًا: أخطاءٌ شائِعةٌ


الاعتقادُ أنَّ الإنسانَ لا يكونُ رزينًا إلَّا بتقطيبِ جَبينِه وعُبوسِه، فذلك هو الذي يورِثُه وقارَه ورزانتَه بَيْنَ النَّاسِ! وهذا خطَأٌ؛ فإنَّ الرَّزانةَ لا تتنافى مع لِينِ الكلامِ، وبَسطِ الوَجهِ وطلاقتِه عِندَ ملاقاةِ النَّاسِ، بل كونُ الإنسانِ سَهلًا سَمحًا في معاملةِ النَّاسِ: من علاماتِ رزانتِه وحِكمتِه، وهكذا كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقورًا رصينًا، رزينًا حليمًا، عَطوفًا بَشوشًا.
يقولُ ابنُ القَيِّمِ: (وممَّا ينبغي أن يُعلَمَ أنَّ كُلَّ خَصلةٍ مِن خِصالِ الفَضلِ قد أحلَّ اللهُ رسولَه في أعلاها، وخَصَّه بذِروةِ سَنامِها، فإذا احتجَّتْ بحالِه فِرقةٌ مِن فِرَقِ الأمَّةِ التي تعرَّفَت تلك الخِصالَ وتقاسَمَتْها، على فَضلِها على غيرِها؛ أمكن الفِرقةَ الأُخرى أن تحتَجَّ به على فضلِها أيضًا... وإذا احتَجَّ به أربابُ الوَقارِ والهَيبةِ والرَّزانةِ احتَجَّ به أربابُ الخُلُقِ الحَسَنِ والمُزاحِ المباحِ الذي لا يخرُجُ عن الحَقِّ، وحُسنِ العِشرةِ للأهلِ والأصحابِ) [9839] ((عدة الصابرين)) (ص: 268). .

انظر أيضا: