موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- عن عِمرانَ بنِ مُسلِمٍ أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ رَضِيَ الله عنه قال: (تَعَلَّموا العِلمَ وعَلِّموه النَّاسَ، وتعَلَّموا له الوَقارَ والسَّكينةَ، وتواضَعوا لِمَن يُعَلِّمُكم عِندَ العِلمِ، وتواضَعوا لِمن تُعَلِّموه العِلمَ، ولا تكونوا جَبابرةَ العُلَماءِ، فلا يقومُ عِلْمُكم بجَهْلِكم) [9734] رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (1789). قال البيهقي في ((المدخل إلى السنن الكبرى)) (2/153): هذا هو الصَّحيحُ عن عُمَرَ من قَولِه. وذَكَر أنَّه رُوِيَ مرفوعًا، وهو ضعيفٌ. .
- قام جريرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضِيَ الله عنه يومَ مات المُغيرةُ بنُ شُعبةَ رَضِيَ الله عنه، فحَمِد اللهَ وأثنى عليه، وقال: (عليكم باتِّقاءِ اللهِ وَحْدَه لا شريكَ له، والوَقارِ والسَّكينةِ حتَّى يأتيَكم أميرٌ، فإنَّما يأتيكم الآنَ. ثمَّ قال: استَعْفوا لأميرِكم؛ فإنَّه كان يحِبُّ العَفْوَ) [9735] رواه البخاري (58) مطوَّلًا. .
- قال الخَطَّابُ بنُ المُعَلَّى المخزوميُّ موصيًا ابنَه: (وإيَّاك وهَذْرَ الكلامِ وكَثرةَ الضَّحِكِ، والمُزاحَ ومهازلةَ الإخوانِ؛ فإن ذلك يُذهِبُ البهاءَ ويوقِعُ الشَّحناءَ، وعليك بالرَّزانةِ والتَّوقُّرِ من غيرِ كِبرٍ يُوصَفُ منك، ولا خُيَلاءَ تُحكى عنك) [9736] ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لأبي حاتم البُستي (ص: 198). .
-وقال الشَّافِعيُّ: (لا يَكمُلُ الرَّجُلُ في الدُّنيا إلَّا بأربَعٍ: بالدِّيانةِ، والأمانةِ، والصِّيانةِ، والرَّزانةِ) [9737] ((تهذيب الأسماء والصفات)) للنووي (1/55). .
- وقال ابنُ مُفلِحٍ: (قال ابنُ عَقيلٍ في «الفُنون»: لمَّا رأينا الشَّريعةَ تنهى عن تحريكاتِ الطِّباعِ بالرُّعوناتِ، وكَسرَتِ الطُّبولَ والمعازِفَ، ونَهَت عن النَّدبِ والنِّياحةِ، والمَدْحِ، وجَرِّ الخُيَلاءِ؛ فعَلِمْنا أنَّ الشَّرعَ يريدُ الوَقارَ دونَ الخَلاعةِ) [9738] ((الآداب الشرعية)) (2/433). .
- وخَطَب الحَسَنُ بنُ عَليٍّ رَضِيَ الله عنهما بالكوفةِ، فقال: (إنَّ الحِلمَ زينةٌ، والوَقارَ مُروءةٌ، والعَجَلةَ سَفَهٌ، والسَّفَهَ ضَعفٌ، ومجالَسةَ أهلِ الدَّناءةِ شَينٌ، ومخالطةَ الفُسَّاقِ رِيبةٌ) [9739] يُنظَر: ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (13/ 259)، ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (3/ 263). .
- وقال سُفيانُ الثَّوريُّ: (إيَّاكم والبِطنةَ؛ فإنَّها تُقَسِّي القَلبَ، واكظِموا الغِلَّ بالوَقارِ، ولا تُكثِروا الضَّحِكَ فتَمُجَّه القُلوبُ) [9740] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (7/ 78). .
- وقال ذو النُّونِ المِصريُّ: (إيَّاك أن تَطلُبَ العِلمَ بالجَهلِ! قيل: كيف يُطلَبُ العِلمُ بالجَهلِ؟ قال: إذا قصَدْتَ العالِمَ في غيرِ وَقتِه، وتخطَّيتَ الرِّقابَ، وترَكْتَ في طَلَبِه حُرمةَ الشُّيوخِ، ولم تستعمِلْ فيه السَّكينةَ والوَقارَ وأدَبَ النَّفسِ؛ فذلك طَلَبُ العِلمِ بالجَهلِ) [9741] ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (4/ 43). .
- وقال الزَّمَخشريُّ: (إنَّ رداءَ الوَقارِ والحِلمِ أزيَنُ ما تعَطَّفَ به ذو العِلمِ، فتحَلَّمْ وتوَقَّرْ وإن لم يكونا من جدائِلِك، وتعَلَّمْهما إن عَدِما في شمائِلِك) [9742] ((مقامات الزمخشري)) (ص: 179). .
- وقال بكر أبو زيد: (تحَلَّ بآدابِ النَّفسِ؛ من العَفافِ، والحِلمِ، والصَّبرِ، والتَّواضُعِ للحَقِّ، وسكونِ الطَّائِرِ، من الوَقارِ والرَّزانةِ، وخَفضِ الجَناحِ، متحَمِّلًا ذُلَّ التَّعلُّمِ لعِزَّةِ العِلمِ، ذليلًا للحَقِّ) [9743] ((حلية طالب العلم)) (ص: 145). .

انظر أيضا: