موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- مِن الأمثالِ والحِكَمِ


ومن أمثالِ العَرَبِ في الأُلفةِ قَولُهم:
1- آلَفُ مِن حَمامِ مَكَّةَ.
وُصِفَ حمامُ مكَّةَ بالأُلفةِ؛ لأنَّه محتَرَمٌ لا يتعَرَّضُ له أحَدٌ بمكروهٍ ولا أذًى [786] ((زهر الأكم)) لليوسي (1/ 80). .
2- ظِئْرٌ رَؤومٌ خَيْرٌ من أُمٍّ سَؤُومٍ.
يعني: حاضِنةٌ عَطوفٌ أفضَلُ من أمِّ مَلولٍ، ويُضرَبُ في بيانِ أَثَرِ الأُلفةِ وقيمتِها، وأنَّ الغريبَ الأنيسَ مُقَدَّمٌ على القريبِ الوَحشِ [787] ((مجمع الأمثال)) لأبي الفضل الميداني (1/ 445). .
3- كانت لَقْوَةً صادَفَت قَبيسًا.
قال أبو عُبَيدٍ: (واللَّقْوةُ: هي السَّريعةُ الحَمْلِ، والقَبيسُ: هو الفَحلُ السَّريعُ الإلقاحِ، فمِثلُ هَذَين لا إبطاءَ عِندَهما في النِّتاجِ، يُضرَبُ للرَّجُلَينِ يكونانِ متَّفِقَينِ على رأيٍ واحدٍ ومَذهَبٍ، فيلتَقيانِ فلا يَلْبَثانِ أن يتصاحَبَا على ذلك ويتألَّفا) [788] ((الأمثال)) لأبي عبيد القاسم بن سلام (ص: 176). .
4-التَقَى الثَّرَيَانِ.
مَثَلٌ في سُرعةِ توادِّ الرَّجُلينِ، وأصلُه: أن يَسقُطَ المطَرُ الكثيرُ، فيلتقي نَداه ونَدى الأرضِ، فشَبَّه سُرعةَ اتِّفاقِ المتَّفِقَينِ على المودَّةِ بَعدَ تبايُنِهما بالماءِ يَنزِلُ من السَّماءِ، فيلتَقي مع ما تحتَ الأرضِ [789] ((جمهرة الأمثال)) لأبي هلال العسكري (1/ 182)، ((أساس البلاغة)) للزمخشري (1/ 107). .
5- هو على حَبْلِ ذِراعِك.
أي: قريبٌ منك لا يخالِفُك، وحَبلُ الذِّراعِ: عِرقٌ في اليَدِ [790] ((الأمثال)) للهاشمي (1/ 268). .
6- وقَعَت عليه رَخْمتُه.
إذا وافَقَه وأحبَّه [791] ((فصل المقال)) للبكري (ص: 264). ، ورَخِمَه: رَقَّ له وأشفَقَ عليه [792] ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/ 500). .
7-وافَق شَنًّا طَبَقُه.
يُضرَبُ في اتِّفاقِ الشَّيئَينِ، قال أبو عُبَيدٍ: (وأصلُ الشَّنِّ: الوِعاءُ المعمولُ مِنَ الأدَمِ، فإذا يَبِسَ فهو شَنٌّ، فكأنَّ قومًا كان لهم مِثلُه فتَشَنَّن، فجُعِل له غِطاءٌ فوافقَه) [793] ((الأمثال)) لأبي عبيد القاسم بن سلام (ص: 177). .
8- فلانُ ابنُ إِنْسِ فُلانٍ.
أي: صَفِيُّه وأَنيسُه [794] ((تهذيب اللغة)) للأزهري (13/ 60). .
9-أمٌّ فَرَشَت فأنامَتْ.
يُضرَبُ في بِرِّ الرَّجُلِ بصاحِبِه، قال قُرادٌ:
وكُنتُ له عَمًّا لطيفًا، ووالِدًا
رَؤوفًا، وأُمًّا مَهَّدَت فأنامَت [795] ((مجمع الأمثال)) لأبي الفضل الميداني (1/ 22).
10- وكانت العَرَبُ توصي بناتِها بما يوجِبُ الأُلفةَ، فتقولُ للواحِدةِ:
(كُوني له أرضًا يكُنْ لك سماءً، وكُوني مِهادًا يكُنْ عِمادًا، وأَمَةً يَكُنْ عَبدًا، وفِراشًا يَكُنْ مَعاشًا، ولا تَقْرَبي فيَمَلَّكِ، ولا تَبْعُدي فيَنساكِ، ولا تُعاصيه شَهْوَتَه، وعليكِ بالنَّظافةِ، ولا يَرَ مِنكِ إلَّا حُسنًا، ولا يَشَمَّ إلَّا طِيبًا، ولا يَسمَعْ إلَّا ما يَرضى، ولا تُفْشي سِرَّه فتَسقُطي مِن عَينِه، ولا تَفْرَحي إذا غَضِبَ، ولا تَغْضَبي إذا فَرِحَ) [796] ((تزيين الأسواق)) لداود بن عمر الأنطاكي (2/ 119).   .



انظر أيضا: