موسوعة الأخلاق والسلوك

سابعًا: الوسائِلُ المُعينةُ على النَّصيحةِ


1- العِلمُ بأهميَّةِ النَّصيحةِ وما يترتَّبُ عليها مِن مصالِحَ.
2- تخليصُ القَلبِ مِن أمراضِه، كالحَسدِ والحِقدِ والضَّغينةِ.
3- العَملُ على تقويةِ الإيمانِ وإصلاحِ النَّفسِ.
4- صِدقُ النِّيَّةِ وإخلاصُ العَملِ.
5- استِعمالُ الأساليبِ المُناسِبةِ للنَّصيحةِ والدَّاعيةِ إلى قَبولِها؛ ومنها:
أ- البَدءُ بقَضاءِ حاجةِ المنصوحِ قَبلَ نُصحِه:
ممَّا يدُلُّ على ذلك ما ثبَت عن حَكيمِ بنِ حِزامٍ قال: ((سألْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأعطاني، ثُمَّ سألْتُه فأعطاني، ثُمَّ قال لي: يا حكيمُ، إنَّ هذا المالَ خَضِرٌ حُلوٌ، فمَن أخَذه بسَخاوةِ نَفسٍ بورِك له فيه، ومَن أخَذه بإشرافِ نَفسٍ لم يُبارَكْ له فيه، وكان كالذي يأكُلُ ولا يشبَعُ، واليَدُ العُليا خيرٌ مِن اليَدِ السُّفلى، قال حَكيمٌ: فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ، والذي بعَثك بالحقِّ لا أرزَأُ أحدًا بَعدَك شيئًا [9188] أي: لا آخُذُ من أحدٍ بَعدَك شيئًا من مالِه. يُنظَر: ((إرشاد الساري)) للقسطلاني (5/ 11). حتَّى أفارِقَ الدُّنيا، فكان أبو بكرٍ يدعو حكيمًا ليُعطيَه العطاءَ، فيأبى أن يقبَلَ منه شيئًا، ثُمَّ إنَّ عُمرَ دعاه ليُعطيَه، فيأبى أن يقبَلَه، فقال: يا مَعشَرَ المُسلِمينَ، إنَّي أعرِضُ عليه حقَّه الذي قسَم اللهُ له مِن هذا الفَيءِ، فيأبى أن يأخُذَه! فلم يرزَأْ حَكيمٌ أحدًا مِن النَّاسِ بَعدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى توفِّيَ رحِمه اللهُ)) [9189] رواه البخاري (2750) واللفظ له، ومسلم (1035) مختصرًا. .
ب- تقديمُ الهديَّةِ:
الهديَّةُ لها أثرُها في النَّفسِ، كما أنَّها تحمِلُ معانيَ تربويَّةً، ووصايا إيمانيَّةً.
ج- التَّواصُلُ بالرَّسائِلِ:
وهي وسيلةٌ جيِّدةٌ للتَّناصُحِ، وقد استعمَلها الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الدَّعوةِ إلى الإسلامِ، وما زال السَّلفُ الصَّالِحُ يقتَفونَ أثَرَه في هذه السُّنَّةِ المُبارَكةِ.
د- الزِّيارةُ للعُلماءِ والدُّعاةِ:
فالمنصوحُ قد يتقبَّلُ مِن شخصٍ دونَ آخَرَ؛ ولذلك فقد يكونُ مِن وسائِلِ قَبولِ بعضِ النَّاسِ للنَّصيحةِ زيارةُ عالِمٍ تقيٍّ، أو داعيةٍ جليلٍ، يسوقُ النَّصيحةَ بأسلوبِه المُؤثِّرِ.
هـ- الصُّحبةُ والخُلطةُ:
الصُّحبةُ مِن الوسائِلِ التي توثِّقُ الصِّلةَ بالأشخاصِ، وتقرِّبُ الدَّاعيةَ مِن المدعُوِّ، وكُلَّما كانت العلاقةُ أعمَقَ كان التَّناصُحُ أكبَرَ وأسرَعَ؛ فالعلاقاتُ السَّطحيَّةُ بالمدعُوِّينَ قد لا تُمكِّنُ الدَّاعيةَ مِن إيصالِ نُصحِه إليهم، ولذلك لا بُدَّ مِن اللِّقاءاتِ الأخويَّةِ، والرِّحْلاتِ التَّربويَّةِ، والمُخيَّماتِ الدَّعويَّةِ [9190] يُنظَر: ((الرائد - دروس في التربية والدعوة)) لمازن الفريح (4/22). .

انظر أيضا: