موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِنَ الشِّعرِ


1- قال أبو الفَتحِ البُستيُّ:
أفِدْ طَبْعَك المكدودَ بالهَمِّ راحةً
قليلًا وعَلِّلْه بشَيءٍ من المَزْحِ
ولكِنْ إذا أعطَيْتَه المَزْحَ فلْيَكُنْ
بمقدارِ ما يُعطى الطَّعامُ مِن المِلْحِ [8683] ((اللطائف والظرائف)) للثعالبي (ص: 151).
2- وقال بعضُ الشُّعَراءِ:
مازِحْ أخاك إذا أرَدْتَ مُزاحَا
وتوَقَّ منه في المُزاحِ جِماحَا
فلرُبَّما مَزَح الصَّديقُ بمُزحةٍ
كانت لبابِ عَداوةٍ مِفتاحَا [8684] ((الموشى)) للوشاء (ص: 14).
3- وقال الشَّاعِرُ:
امزَحْ بمِقدارِ الطَّلاقةِ واجتَنِبْ
مَزحًا تضافُ به إلى سُوءِ الأدَبْ
لا تُغضِبَنْ أحدًا إذا مازَحْتَهُ
إنَّ المُزاحَ على مُقَدِّمةِ الغَضَبْ [8685] ((غرر الخصائص الواضحة)) للوطواط (ص: 238، 239).
4- وقال الشَّاعِرُ:
إنَّ الصَّديقَ يُريدُ بَسْطَك مازِحًا
فإذا رأى منك المَلالةَ يَقصُرُ
وترى العَدُوَّ إذا تيقَّنَ أنَّه
يؤذيك بالمَزْحِ العَنيفِ يُكثِرُ [8686] ((المستطرف)) للأبشيهي (ص: 469).
5- وقال أبو فِراسٍ الحَمدانيُّ:
أُرَوِّحُ القَلبَ ببَعضِ الهَزْلِ
تجاهُلًا منِّي بغيرِ جَهْلِ
أمزَحُ فيه مَزْحَ أهلِ الفَضلِ
والمَزْحُ أحيانًا جَلاءُ العَقْلِ [8687] ((أخبار الحمقى والمغفلين)) لابن الجوزي (ص: 19).
6- وقال صَفيُّ الدِّينِ الحِلِّيُّ:
أقَلِّلُ المَزْحَ في الكَلامِ احتِرازَا
فبإفراطِه الدِّماءُ تُراقُ
قِلَّةُ السُّمِّ لا تَضُرُّ، وقد يَقتُلُ
مع فَرطِ أكلِه الدِّرْياقُ [8688] ((ديوان صفي الدين الحلي)) (ص: 652).
7- وقال أيضًا:
كلُّ من كان شأنَه الانبِساطُ
ليس يُطوى للقَدْحِ فيه بِساطُ
ربَّما أوغَرَ الصُّدورَ بمَزحٍ
لاح فيه الجَفا والاشتِطاطُ
فأقلِلِ المَزْحَ ما استطَعْتَ ولا تأْ
تِ بنَزْرٍ إلَّا وفيه احتياطُ
وتوَقَّ الإفراطَ فيه فقد يُفْـ
رِطُ في وَضعِ قَدْرِك الإفراطُ [8689] ((ديوان صفي الدين الحلي)) (ص: 653).
8- وقال ابنُ رَشيقٍ القَيروانيُّ:
وجانِبوا المَزْحَ إنَّ الجِدَّ يَتْبَعُهُ
ورُبَّ مُوجِعةٍ في إثْرِ تقبيلِ [8690] ((العمدة في محاسن الشعر وآدابه)) (2/ 169).
9- قال الشَّاعِرُ:
ولا تَمزَحْ فإنَّ المَزْحَ جَهْلٌ
وبعضُ الشَّرِّ يَبدَؤُه المُزاحُ [8691] ((العين)) للخليل بن أحمد (3/167).
10- وقيل -وهو مرويٌّ عن جاريةٍ-:
فإيَّاك إيَّاك المُزاحُ فإنَّه
يُجَرِّي عليك الطِّفلَ والدَّنِسَ النَّذْلَا
ويُذهِبُ ماءَ الوَجهِ بَعدَ وَضاتِهِ
 ويُورِثُ بَعدَ العِزِّ صاحِبَه ذُلَّا [8692] ((الموشى)) للوشاء (ص: 13).
11- وقال محمودٌ الوَرَّاقُ:
تَلْقى الفتى يلقى أخاه وخِدْنَهُ
في لَحنِ مَنطِقِه بما لا يُغفَرُ
ويقولُ: كُنتُ ممازِحًا وملاعِبًا
هيهاتَ نارُك في الحَشا تتسَعَّرُ
ألهَبْتَها وطَفِقْتَ تضحَكُ لاهيًا
عمَّا به، وفؤادُه يتفَطَّرُ
أوَ ما عَلِمتَ -ومِثلُ جَهلِك غالِبٌ-
أنَّ المُزاحَ هو السِّبابُ الأصغَرُ؟ [8693] ((الموشى)) للوشاء (ص: 14).
12- وقال مِسعَرُ بنُ كِدامٍ الهِلاليُّ لابنِه:
ولقد منَحْتُك، يا كِدامُ، نصيحَتي
فاسمَعْ لقَولِ أبٍ عليك شَفيقِ
أمَّا المُزاحةُ والمِراءُ فدَعْهما
خُلُقانِ لا أرضاهما لصَديقِ
إنِّي بلوتُهما فلم أحمَدْهما
لمجاوِرٍ جاوَرْتُه ورفيقِ [8694] ((الموشى)) للوشاء (ص: 15).
13- وقال آخَرُ:
إنَّ المُزاحَ للجَلالِ مَسلَبَهْ
والضَّحْكُ أيضًا للبَهاءِ مَذْهَبَهْ [8695] ((الموشى)) للوشاء (ص: 15).
14- وقال آخَرُ:
إنَّ المُزاحَ يُورِثُ الضَّغينةْ
وحَملُ ضِغنٍ في الحَشَا مَؤُونةْ [8696] ((اللطائف والظرائف)) للثعالبي (ص: 153).
15- قال وَهبُ بنُ جريرِ بنِ حازمٍ الجَهْضميُّ البَصريُّ:
دعِ المُزاحَ فقد يُزري بصاحِبِهِ
ورُبَّما آلتِ العُقبى إلى غَضَبِ [8697] ((المجموع اللفيف)) للأفطسي (ص: 221).
16- وقال عَدِيُّ بنُ زَيدٍ:
وإيَّاك مِن فَرطِ المُزاحِ فإنَّهُ
جديرٌ بتسفيهِ الحليمِ المُسَدَّدِ [8698] ((التذكرة الحمدونية)) لابن حمدان (2/220).
17- وقال أبو جَعفَرٍ الطَّبَريُّ:
لي صاحِبٌ ليس يخلو
لسانُه من جِراحِ
يجيدُ تمزيقَ عِرْضي
على سَبيلِ المُزاحِ [8699] ((غرر الخصائص الواضحة)) للوطواط (ص: 239).
18- وقال شاعِرٌ:
اكْرَهْ لنَفسِك ما لغَيرِك تَكرَهُ
وافعَلْ لنَفسِك فِعلَ مَن يتنَزَّهُ
وارفَعْ بصَمْتِك عنك سُبَّاتِ الوَرَى
خوفَ الجوابِ فإنَّه بك أشبَهُ
ودَعِ الفُكاهةَ بالمُزاحِ فإنَّها
تُودي وتُسقِطُ مَن بها يتفَكَّهُ [8700] ((نهاية الأرب في فنون الأدب)) للنويري (4/73).
19- وقيل:
ألَا رُبَّ قَولٍ قد جرى مِن ممازِحِ
فساق إليه الموتَ في طَرَفِ الحَبْلِ
فإنَّ مُزاحَ المرءِ في غيرِ حِينِه
دليلٌ على فَرطِ الحماقةِ والجَهْلِ [8701] ((نهاية الأرب في فنون الأدب)) للنويري (4/73).
20- وقال آخَرُ:
واحذَرْ مُصاحَبةَ اللِّئامِ فإنَّهم
منعوك صَفْوَ وِدادِهم وتصَنَّعوا
لا تُفْشِ سِرًّا ما استطَعْتَ إلى امرئٍ
 يُفشي إليك سرائِرًا يُستودَعُ
فكما تراه بسِرِّ غَيرِك صانِعًا
 فكذا بسِرِّك لا محالةَ يَصنَعُ
لا تبدَأَنَّ بمنطِقٍ في مجلِسٍ
 قَبلَ السُّؤالِ فإنَّ ذلك يَشنُعُ
فالصَّمتُ يُحسِنُ كُلَّ ظنٍّ بالفتى
 ولعَلَّه خَرِقٌ سَفيهٌ أرقَعُ
ودَعِ المُزاحَ فرُبَّ لفظةِ مازِحٍ
جلَبَت إليك بلابِلًا لا تُدفَعُ
وحِفاظَ جارٍ لا تُضِعْهُ فإنَّه
... لا يَبلُغُ الشَّرَفَ الجَسيمَ مُضَيِّعُ [8702] ((جواهر الأدب)) للهاشمي (2/ 423).
21- وقال ابنُ الدَّهَّانِ النَّحويُّ:
لا تجعَلِ الهَزْلَ دأبًا فهو مَنقَصةٌ
والجِدُّ تعلو به بَيْنَ الوَرَى القِيَمُ [8703] ((وفيات الأعيان)) لابن خلكان (2/ 383).
22- وقال آخَرُ:
لا تمزحَنَّ فإذا مزَحْتَ فلا يكُنْ
مَزحًا تضافُ به إلى سوءِ الأدَبْ
واحذَرْ مُمازحةً تعودُ عَداوةً
إنَّ المُزاحَ على مُقَدِّمةِ الغَضَبْ [8704] ((الآداب الشرعية والمنح المرعية)) لابن مُفلِح (2/ 223). .

انظر أيضا: