موسوعة الأخلاق والسلوك

سادسًا: دَرَجاتُ المَحَبَّةِ


قسَّم العُلَماءُ المَحَبَّةَ إلى مراتِبَ عديدةٍ، ومن هؤلاء العُلَماءِ ابنُ قَيِّمِ الجوزيَّةِ الذي أوصَلَها إلى عَشرِ مراتِبَ، وهي كما يلي:
أوَّلُها: العَلاقةُ، وسُمِّيت عَلاقةً لتعَلُّقِ القلبِ بالمحبوبِ.
الثَّانيةُ: الإرادةُ، وهي مَيلُ القلبِ إلى محبوبِه وطَلَبُه له.
الثَّالثةُ: الصَّبابةُ، وهي انصبابُ القلبِ إليه، بحيثُ لا يملِكُه صاحبُه، كانصبابِ الماءِ في الحُدورِ.
الرَّابعةُ: الغرامُ، وهو الحُبُّ اللَّازمُ للقلبِ، الذي لا يفارِقُه، بل يلازِمُه كملازمةِ الغريمِ لغَريمِه.
الخامسةُ: الوِدادُ، وهو صفوُ المَحَبَّةِ.
السَّادسةُ: الشَّغَفُ، يقال: شُغِفَ بكذا، فهو مشغوفٌ به. وقد شَغَفَه المحبوبُ، أي: وصَل حُبُّه إلى شَغافِ قَلبِه، وفيه ثلاثةُ أقوالٍ:
أحَدُها: أنَّه الحُبُّ المستولي على القلبِ، بحيث يحجُبُه عن غيرِه.
الثَّاني: الحُبُّ الواصِلُ إلى داخلِ القَلبِ.
الثَّالثُ: أنَّه الحُبُّ الواصِلُ إلى غِشاءِ القلبِ. والشَّغافُ: غِشاءُ القلب ِإذا وصل الحبُّ إليه باشَر القَلبَ.
السَّابعةُ: العِشقُ، وهو الحُبُّ المُفرِطُ، الذي يُخافُ على صاحبِه منه.
الثَّامنةُ: التَّتيُّمُ، وهو التَّعبُّدُ والتَّذلُّلُ.
التَّاسِعةُ: التَّعبُّدُ، وهو فوقَ التَّتيُّمِ؛ فإنَّ العبدَ هو الذي قد ملَك المحبوبُ رِقَّه، فلم يَبْقَ له شيءٌ من نفسِه البتَّةَ، بل كُلُّه عبدٌ لمحبوبِه ظاهِرًا وباطِنًا، وهذا هو حقيقةُ العبوديَّةِ. ومَن كَمَّل ذلك فقد كَمَّل مرتبتَها.
العاشِرةُ: مرتبةُ الخُلَّةِ التي انفرد بها الخليلانِ إبراهيمُ ومحمَّدٌ صلَّى الله عليهما وسلَّم [8146] يُنظَر: ((مدارج السالكين)) (3/27-32). .

انظر أيضا: