موسوعة الأخلاق والسلوك

عاشِرًا: أخطاءٌ شائِعةٌ


- قد يُظَنُّ أنَّ القوَّةَ الحَقيقيَّةَ هي قوَّةُ البَدَنِ، وأنَّ القَويَّ هو مَن يصرَعُ الرِّجالَ ويغلبُهم، وهذا خَطَّأ، وقد صَحَّحَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذا المَفهومَ وبَيَّنَ القوَّةَ حَقيقةً؛ فعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ليس الشَّديدُ بالصُّرَعةِ، إنَّما الشَّديدُ الذي يملِكُ نَفسَه عِندَ الغَضَبِ)) [7858] رواه البخاري (6114)، ومسلم (2609). .
قال المُناويُّ: ("ليس الشَّديدُ بالصُّرَعةِ"، بضَمٍّ ففَتحٍ: مَن يصرَعُ النَّاسَ كَثيرًا، أي: ليس القَويُّ مَن يقدِرُ على صَرعِ الأبطالِ مِن الرِّجالِ، "إنَّما الشَّديدُ"على الحَقيقةِ "الذي يملِكُ نفسَه عندَ الغَضَبِ"، أي: إنَّما القويُّ حَقيقةً الذي كَظمَ غَيظَه عندَ ثَورانِ الغَضَبِ، وقاوَمَ نفسَه، وغَلَبَ عليها، فحُوِّل المعنى فيه مِن القوَّةِ الظَّاهِرةِ إلى الباطِنةِ)) [7859] ((التيسير بشرح الجامع الصغير)) (2/321). .
- ليست قوَّةُ البَدَنِ مَحمودةً في كُلِّ الأحوالِ؛ فقوَّةُ البَدَنِ قد تكونُ لك، وقد تَكونُ عليك؛ إنِ استَعمَلتَها في العَمَلِ الصَّالحِ فهي لك، وإن عَجَزتَ عنه مَعَ فِعلِك إيَّاه في حالِ القوَّةِ كُتِبَ لك، وإنِ استَعمَلتَ هذه القوَّةَ في مَعصيةِ اللَّهِ كانت عليك [7860] ((تفسير ابن عثيمين: الحجرات - الحديد)) (ص: 292). .

انظر أيضا: