موسوعة الأخلاق والسلوك

نماذِجُ مِن عَفوِ الصَّحابةِ رَضِيَ اللَّهُ عنهم


عَفوُ أبي بَكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه:
- عفوُه عن مِسطَحِ بنِ أُثاثةَ: وكان مِسطَحُ بنُ أُثاثةَ ممَّن تكَلَّم في الإفكِ، فلمَّا أنزل اللَّهُ براءةَ عائشةَ (قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عنه -وكان يُنفِقُ على مِسطَحِ بنِ أُثاثةَ لقرابتِه منه-: واللهِ لا أُنفِقُ على مِسطَحٍ شيئًا أبدًا بعدَ ما قال لعائشةَ، فأنزل اللهُ تعالى: وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا [النور: 22] إلى قولِه: وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور: 22] ، فقال أبو بكرٍ: بلى واللهِ، إني لأحِبُّ أن يغفِرَ اللهُ لي، فرجَع إلى مِسطَحٍ الذي كان يُجري عليه، وقال: واللَّهِ لا أنزِعُها منه أبدًا) [7021] رواه مطولا البخاري (4141) واللفظ له، ومسلم (2770). .
عفوُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنه:
- عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قال: (قدِم عُيَينةُ بنُ حِصنِ بنِ حُذَيفةَ، فنزَل على ابنِ أخيه الحُرِّ بنِ قيسٍ، وكان مِن النَّفرِ الذين يُدنيهم عُمرُ، وكان القُرَّاءُ أصحابَ مجالِسِ عُمرَ ومُشاورتِه، كُهولًا كانوا أو شُبَّانًا، فقال عُيَينةُ لابنِ أخيه: يا بنَ أخي، هل لك وَجهٌ عندَ هذا الأميرِ، فاستأذِنْ لي عليه؟ قال: سأستأذِنُ لك عليه، قال ابنُ عبَّاسٍ: فاستأذَن الحُرُّ لعُيَينةَ، فأذِن له عُمرُ، فلمَّا دخَل عليه قال: هيْ [7022] هِيْ: كَلِمةٌ تقالُ في الاستزادةِ، وبمعنى التَّهديدِ. يُنظَر: ((عمدة القاري)) لبدر الدين العيني (25/31). يا ابنَ الخَطَّابِ! فواللَّهِ ما تُعطِينَا الجَزلَ [7023] الحَطَبُ اليابِسُ، وقيل الغليظُ، وقيل: ما عَظُم من الحَطَبِ ويَبِسَ ثمَّ كَثُر استعمالُه حتَّى صار كُلُّ ما كَثُرَ جَزلًا. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (11/109). ، ولا تَحكُمُ بينَنا بالعَدلِ، فغَضِبَ عُمَرُ حتَّى هَمَّ أن يُوقِعَ به، فقال له الحُرُّ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنَّ اللهَ تعالى قال لنَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199] ، وإنَّ هذا مِنَ الجاهِلينَ، واللهِ ما جاوَزَها عُمَرُ حينَ تَلاها عليه، وكان وقَّافًا عِندَ كِتابِ اللَّهِ)) [7024] رواه البخاري (4642). .
عفوُ ابنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه:
- (جَلَس ابنُ مَسعودٍ في السُّوقِ يَبتاعُ طعامًا فابتاع، ثمَّ طلب الدَّراهِمَ وكانت في عِمامتِه فوجَدَها قد حُلَّت! فقال: لقد جلَسْتُ وإنَّها لمعي، فجَعَلوا يَدعونَ على من أخَذَها ويقولون: اللَّهمَّ اقطَعْ يَدَ السَّارِقِ الذي أخذَها، اللَّهمَّ افعَلْ به كذا، فقال عبدُ اللَّهِ: اللَّهمَّ إن كان حمَلَه على أخذِها حاجةٌ فبارِكْ له فيها، وإن كان حملَتْه جَراءةٌ على الذَّنبِ فاجعَلْه آخِرَ ذُنوبِه!) [7025] ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/184). .
عفوُ الحُسَينِ بنِ عَليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه:
- وقال الحُسَينُ بنُ عَليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه: (لو أنَّ رجُلًا شَتَمني في أُذني هذه، واعتَذَر في أُذني هذه، لقبَلِتُ منه!) [7026] رواه أبو أحمد الحاكم في ((الأسامي والكنى)) (5/89). .

انظر أيضا: