موسوعة الأخلاق والسلوك

أساسُ العِفَّةِ وتمامُها


قال الرَّاغِبُ الأصفهانيُّ وهو يبيِّنُ أساسَ وتمامَ العِفَّةِ: (وأسُّها يتعَلَّقُ: بضبطِ القَلبِ عن التَّطلُّعِ للشَّهَواتِ البَدَنيَّةِ، وعن اعتقادِ ما يكونُ جالبًا للبغيِ والعُدوانِ.
وتمامُها يتعَلَّقُ بحفظِ الجوارحِ، فمَن عَدِمَ عِفَّةَ القَلبِ يكونُ منه التَّمنِّي وسوءُ الظَّنِّ اللَّذان هما أُسُّ كُلِّ رذيلةٍ؛ لأنَّ من تمنَّى ما في يدِ غيرِه حسَده، وإذا حسَده عاداه، وإذا عاداه نازعه، وإذا نازعه ربَّما قتَله.
ومن أساء الظَّنَّ عادى وبغى وتعدَّى؛ ولذلك نهى اللهُ سبحانه عنهما جميعًا فقال: وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ [النساء: 32] ، وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات: 12] ، فأمر فيهما بقَطعِ شجرتينِ يتفرَّعُ عنهما جُلُّ الرَّذائلِ والمآثمِ.
 ولا يكونُ الإنسانُ تامَّ العِفَّةِ حتى يكونَ عفيفَ اليدِ واللِّسانِ، والسَّمعِ والبَصَرِ.
 فمِن عَدَمِها في اللِّسانِ: السُّخريَّةُ، والتَّجسُّسُ، والغِيبةُ، والهَمزُ، والنَّميمةُ، والتَّنابُزُ بالألقابِ.
ومن عَدَمِها في البصرِ: مدُّ العينِ إلى المحارمِ، وزينةِ الحياةِ الدُّنيا المولِّدةِ للشَّهَواتِ الرَّديئةِ.
 ومن عَدَمِها في السَّمعِ: الإصغاءُ إلى المسموعاتِ القبيحةِ.
وعِمادُ عِفَّةِ الجوارحِ كُلِّها ألَّا يُطلِقَها صاحِبُها في شيءٍ ممَّا يختصُّ بكُلِّ واحدٍ منهما، إلَّا فيما يسوِّغُه العقلُ والشَّرعُ دونَ الشَّهوةِ والهوى) [6820] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) (ص: 318). .

انظر أيضا: