موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ وغَيرِهم


- رُوِيَ عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنَّه قال: (لا تَصغُرنَّ همَّتُكم؛ فإنِّي لَم أرَ أقعَدَ عنِ المَكرُماتِ مَن صِغَرِ الهمَمِ) [6576] يُنظر: ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 319). .
- وقال عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ أيضًا: (ما رَأيتُ صَغيرَ الهمَّةِ إلَّا رَأيتُه مَذمومَ الأُحدوثةِ) [6577] ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان التوحيدي (8/ 205). .
- وقال مالِكٌ: (عليك بمَعالي الأُمورِ وكرائمِها، واتَّقِ رَذائِلَها وما سَفَّ مِنها؛ فإنَّ اللَّهَ تعالى يُحِبُّ مَعاليَ الأُمورِ، ويَكرَهُ سَفسافَها) [6578] يُنظر: ((ترتيب المدارك)) للقاضي عياض (2/65). .
- وعن دكينٍ الرَّاجِزِ قال: (أتَيتُ عُمَرَ بنَ عَبدِ العَزيزِ بَعدَ ما استُخلِفَ أستنجِزُ منه وعدًا كان وعَدَنيه وهو والي المَدينةِ، فقال لي: يا دكينُ، إنَّ لي نَفسًا تَوَّاقةً [6579] توَّاقةٌ: من تاق إِلى الشَّيءِ تَوقًا وتؤوقًا، أي: اشتاق، فهو تائِقٌ وتوَّاقٌ. يُنظر: ((شمس العلوم)) لنشوان الحميري (2/783). لم تَزَلْ تَتوقُ إلى الإمارةِ، فلمَّا نِلتُها تاقَت إلى الخِلافةِ، فلَمَّا نِلتُها تاقَت إلى الجَنَّةِ!) [6580] رواه ابن قتيبة الدينوري في ((عيون الأخبار)) (1/334). .
- وقال يزيدُ الرَّقاشيُّ: (للأبرارِ هِمَمٌ تُبَلِّغُهم أعمالَ البرِّ، وكفاك بهمَّةٍ دَعَتْك إلى خَيرٍ خَيرًا!) [6581] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (3/ 51). .
- وقال جَعفَرٌ الخلديُّ لرَجُلٍ: (كُنْ شَريفَ الهمَّةِ؛ فإنَّ الهمَمَ تَبلُغُ بالرِّجالِ لا المُجاهَداتِ) [6582] ((طبقات الصوفية)) للسلمي (ص: 328)، ((تاريخ بغداد)) للخطيب (8/ 149)، ((صفة الصفوة)) لابن الجوزي (1/ 547). .
- وقال أبو عَبدِ اللهِ الأنطاكيُّ: (بقُوَّةِ العَزمِ يُقهَرُ الهوى) [6583] ((الحلية)) لأبي نعيم الأصبهاني (9/ 289). .
- وقال ابنُ المقفَّعِ: (أمارةُ صِحَّةِ العَقلِ: اختيارُ الأمورِ بالبَصَرِ، وتنفيذُ البَصَرِ بالعَزمِ) [6584] ((الأدب الصغير)) (ص: 21). .
- وقال أيضًا: (طالِبُ الفَضلِ بغيرِ بَصَرٍ تائهٌ حَيرانُ، ومُبصِرُ الفَضلِ بغيرِ عَزمٍ ذو زَمانةٍ محرومٌ) [6585] ((الأدب الصغير)) (ص: 27). .
- وقال ابنُ الجَوزيِّ: (للَّهِ أقوامٌ ما رَضُوا مِنَ الفضائِلِ إلَّا بتَحصيلِ جَميعِها، فهم يُبالِغونَ في كُلِّ عِلمٍ، ويجتَهدونَ في كُلِّ عَمَلٍ، ويُثابِرونَ على كُلِّ فضيلةٍ، فإذا ضَعُفت أبدانُهم عن بَعضِ ذلك قامَتِ النِّيَّاتُ نائِبةً وهم لها سابقونَ، وأكمَلُ أحوالِهم إعراضُهم عن أعمالِهم؛ فهم يحتَقِرونَها مَعَ التَّمامِ، ويعتَذِرونَ مِنَ التَّقصيرِ. ومِنهم مَن يزيدُ على هذا فيتَشاغَلُ بالشُّكرِ على التَّوفيقِ لذلك، ومِنهم مَن لا يرى ما عَمِلَ أصلًا؛ لأنَّه يرى نَفسَه وعَمَلَه لسَيِّدِه!
وبالعَكسِ مِنَ المَذكورِ مِن أرباب الاجتِهادِ حالُ أهلِ الكسَلِ والشَّرَهِ والشَّهَواتِ؛ فلَئِنِ التَذُّوا بعاجِلِ الرَّاحةِ لقد أوجَبَت ما يزيدُ على كُلِّ تَعَبٍ مِنَ الأسَفِ والحَسرةِ... ولقد تَأمَّلتُ نَيلَ الدُّرِّ مِنَ البَحرِ فرَأيتُه بَعدَ مُعاناةِ الشَّدائِدِ) [6586] ((صيد الخاطر)) (ص: 282). .
- وقال ابنُ الجَوزيِّ أيضًا: (مِن عَلامةِ كَمالِ العَقلِ عُلوُّ الهمَّةِ، والرَّاضي بالدُّونِ دَنيٌّ) [6587] يُنظر: ((صيد الخاطر)) لابن الجوزي (28). .
- وقال ابنُ الجوزيِّ: (ليس في سِياطِ التَّأديبِ أجوَدُ من سَوطِ العَزمِ) [6588] ((صيد الخاطر)) (67). .
- وقال فَخرُ الدِّينِ الرَّازيُّ: (لا بُدَّ في الإمامةِ والنُّبوَّةِ من قوَّةِ العَزمِ، والصَّبرِ على ضُروبِ المحنةِ؛ حتَّى يؤدِّيَ عن اللهِ أمرَه ونَهيَه، ولا تأخُذَه في الدِّينِ لَومةُ لائمٍ، وسَطوةُ جَبَّارٍ) [6589] ((مفاتيح الغيب)) (4/49). .
- وقال ابنُ القَيِّمِ: (فمَن عَلَت هِمَّتُه، وخَشَعَت نَفسُه، اتَّصَف بكُلِّ خُلُقٍ جَميلٍ. ومَن دَنَت هِمَّتُه، وطَغَت نَفسُه، اتَّصَف بكُلِّ خُلُقٍ رَذيلٍ) [6590] يُنظر: ((الفوائد)) (ص 97). .
- وقال أيضًا: (الهمَّةُ العَليَّةُ لا تَزالُ حائِمةً حَولَ ثَلاثةِ أشياءَ: تَعَرُّفٌ لصِفةٍ مِنَ الصِّفاتِ العُليا تَزدادُ بمَعرِفتِها مَحَبَّةً وإرادةً، ومُلاحَظةٌ لمِنَّةٍ تَزدادُ بمُلاحَظَتِها شُكرًا أو إطاعةً، وتَذَكُّرٌ لذَنبٍ تَزدادُ بتَذَكُّرِه تَوبةً وخَشيةً، فإذا تَعَلَّقَت الهمَّةُ بسِوى هذه الثَّلاثةِ جالَت [6591] جالت: جال يجولُ جولةً: إذا دار. يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (1/317). في أوديةِ الوساوِسِ والخَطَراتِ، مَن عَشِقَ الدُّنيا نَظَرَت إلى قدرِها عِندَه، فصَيَّرَته مِن خَدَمِها وعَبيدِها وأذَلَّتْه، ومَن أعرَضَ عنها نَظَرَت إلى كِبَرِ قَدرِه فخَدَمَته وذَلَّت له. إنَّما يُقطَعُ السَّفَرُ ويصِلُ المُسافِرُ بلُزومِ الجادَّةِ، وسَيرِ اللَّيلِ، فإذا حادَ المُسافِرُ عنِ الطَّريقِ، ونامَ اللَّيلَ كُلَّه، فمَتى يصِلُ إلى مَقصَدِه؟!) [6592] ((الفوائد)) (ص 99). .
- وقال أيضًا: (العِلمُ والعَمَلُ تَوأمانِ أُمُّهما عُلوُّ الهمَّةِ) [6593] يُنظر: ((بدائع الفوائد)) (ص 747). .
- وقال أيضًا: (لا تَكونُ الرُّوحُ الصَّافيةُ إلَّا في بَدَنٍ مُعتَدِلٍ، ولا الهمَّةُ العاليةُ إلَّا في نَفسٍ نَفيسةٍ) [6594] يُنظر: ((بدائع الفوائد)) (ص: 750). .
- وقال أيضًا: (إذا طَلَعَ نَجمُ الهمَّةِ في ظَلامِ لَيلِ البَطالةِ ورَدِفَه قَمَرُ العَزيمةِ، أشرَقَت أرضُ القَلبِ بنورِ رَبِّها. إذا جَنَّ اللَّيلُ تَغالَبَ النَّومُ والسَّهَرُ، فالخَوفُ والشَّوقُ في مُقدَّمِ عَسكَرِ اليقَظةِ، والكَسَلُ والتَّواني في كتيبةِ الغَفلةِ، فإذا حَمَلَ العَزمُ حَمَلَ على المَيمَنةِ وانهَزَمَت جُنودُ التَّفريطِ، فما يطلُعُ الفَجرُ إلَّا وقد قُسِمَتِ السُّهمانُ وبَردَتِ الغَنيمةُ لأهلِها) [6595] ((الفوائد)) لابن القيم (ص: 51). .
- وقال مُحَمَّد الخَضِر حُسَين: (كُلُّ ساعةٍ قابلةٌ لأن تضَعَ فيها حَجَرًا يزدادُ به صَرْحُ مَجْدِك ارتفاعًا، ويَقطَعُ به قومُك في السَّعادةِ باعًا أو ذِراعًا، فإنْ كُنتَ حريصًا على أن يكونَ لك المجدُ الأسمى، ولقَومِك السَّعادةُ العُظمى، فدَعِ الرَّاحةَ جانِبًا، واجعَلْ بَينَك وبَينَ اللَّهوِ حاجِبًا) [6596] ((موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين)) (5/ 1/ 161). .

انظر أيضا: