موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من الشِّعرِ


1- قال المتنبيِّ:
عِشْ عزيزًا أو مُتْ وأنت كريمُ
بينَ طَعنِ القَنا [6479] القنا: جمعُ قناةٍ، وهي الرُّمحُ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/203). وخَفقِ البُنودِ [6480] ((الوساطة بين المتنبي وخصومه)) للجرجاني (1/351). والبنودُ: جمعُ بندٍ، وهو العَلَمُ الكبيرُ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (3/ 97).
2- وقال آخَرُ:
سِتُّ عُيونٍ من تأتَّتْ له
كانت له شافيةٌ كافيةْ
العِلمُ والعلياءُ والعَفوُ والعِ
زَّةُ والعِفَّةُ والعافيةْ [6481] ((الوافي بالوفيات)) للصفدي (18/ 337).
3- وقال آخَرُ:
لنا العِزَّةُ القَعْساءُ [6482] عِزَّةٌ قَعْساءُ: ثابتةٌ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (6/ 177). والعَدَدُ الذي
عليه إذا عُدَّ الحصى يتحَلَّفُ [6483] ((المعاني الكبير في أبيات المعاني)) لابن قتيبة الدينوري (1/534). ويتحَلَّفُ، أي: يحلفُ ما لأحَدٍ مِثلُ عَدَدِنا.
4- وقال عبدُ الصَّمَدِ بنُ المعذلِ:
إذا عَزَّ يومًا أخو
ك في بعضِ أمرٍ فهُنْ [6484] ((نهاية الأرب)) للنويري (3/90).
5- وقال قَطَريُّ بنُ الفُجاءةِ مُظهِرًا عِزَّةَ نفسِه:
أقولُ لها وقد طارت شَعاعًا
من الأبطالِ ويحَكِ لن تُراعي [6485] أقولُ لها، أي: أقولُ للنَّفسِ، والشَّعاعُ: المتفَرِّقُ، وهذا مَثَلٌ، ومعناه المبالغةُ في الفزعِ، وقولُه: (لن تراعي) من الرَّوعِ، وهو الفَزَعُ، المعنى: أقولُ للنَّفسِ وقد طارت متفرِّقةً من خوفِ الأبطالِ: وَيْحَكِ! لا تُراعي ولا تفزعي، ولكن تشجَّعي واصبري. يُنظَر: ((شرح ديوان الحماسة)) للتبريزي (1/ 24).
فإنَّكِ لو طلَبْتِ حياةَ يومٍ
على الأجَلِ الذي لكِ لن تطاعي
فصبرًا في مجالِ الموتِ صبرًا
فما نَيلُ الخلودِ بمستطاعِ
وما ثوبُ الحياةِ بثوبِ عِزٍّ
فيُطوى عن أخي الخَنَعِ اليَراعِ [6486] أخو الخَنَعِ: الذَّليلُ، واليَراعُ هنا: الرَّجُلُ الجبانُ الذي لا قَلْبَ له، كأنَّه لا جوفَ له، فوُضِع اليَراعُ مكانَ الجبانِ؛ لأنَّه بمعناه، يقول: إنَّ الجبانَ وإن لَبِس ثوبَ البقاءِ والحياةِ فإنَّه ليس بثوبِ عِزٍّ وشَرَفٍ، فيُنزَعُ عنه ويُطوى. يُنظَر: ((شرح ديوان الحماسة)) للتبريزي (1/ 24).
سبيلُ الموتِ غايةُ كُلِّ حَيٍّ
وداعيه لأهلِ الأرضِ داعي
ومن لا يُعتَبَطْ [6487] اعتبطه الموتُ: إذا مات من غيرِ عِلَّةٍ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (7/348). يَهرَمْ ويَسأَمْ
ويُفضِ به البقاءُ إلى انقِطاعِ [6488] سُبَيعٌ وِميثَمٌ: اسما رجُلين. يُنظَر: ((أمالي القالي)) (1/92).
6 - وقال آخَرُ:
ألا هل أتى الأقوامَ بذلي نصيحةً
حبوتُ بها مني سُبيعًا ومِيثمَا [6489] ((حماسة الخالدين)) لأبي بَكرٍ محمد بن هاشم الخالدي، وأبي عثمان سعيد بن هاشم الخالدي (1/46).
وقلتُ اعلَما أنَّ التَّدابُرَ غادرت
عواقِبُه للذُّلِّ والقُلِّ جُرْهُما
فلا تَقدَحا زَندَ العُقوقِ [6490] قَدَح الزَّندَ: ضربه بحَجَرِه ليُخرِجَ النَّارَ منه. يُنظَر: ((المعجم الوسيط)) (2/ 717). وأبقِيا
على العِزَّةِ القَعساءِ أن تتهَدَّما [6491] ((أمالي القالي)) (1/ 93).
7- وقال النَّابغةُ الجَعْديُّ:
فإن كنتَ ترجو أن تحوِّلَ عِزَّنا
بكفَّيك فانقُلْ ذا المناكِبِ يَذبُلا [6492] يَذبُلُ: جَبَلٌ في بلادِ نَجدٍ، معدودٌ من اليمامةِ. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (29/ 10).
وإني لأرجو إن أردتَ انتقالَه
بكفَّيك أن يأبى عليك ويَثقُلا [6493] ((الشكوى والعتاب)) للثعالبي (1/240).
8- وقال أبو تمَّامٍ:
يرى العَلقَمَ المأدومَ بالعِزِّ أَريَةً [6494] الأريُ: العَسَلُ. يُنظَر: ((جمهرة اللغة)) لابن دريد (2/ 1070).
يمانيَةً، والأرْيَ بالذُّلِّ عَلقَما [6495] ((ديوان أبي تمام)) (2/117).
9- وقال الباروديُّ:
من طلَبَ العِزَّ بلا آلةٍ
أدركَه الذُّلُّ مكانَ الظَّفَرْ
فاصبِرْ على المكروهِ تظفَرْ بما
شئتَ فقد حاز المُنى مَن صَبَرْ
وقِفْ إذا ما عرَضَتْ شُبهةٌ
فاللُّبثُ خيرٌ من رُكوبِ الغَرَرْ
ولا تقولَنَّ لشيءٍ مضى
يا ليتَه دام وخُذْ ما حَضَرْ [6496] ((ديوان البارودي)) (ص: 253، 254).
10- قال غانمُ بنُ الوليدِ:
ليس المُقامُ عليك حتمًا واجبًا
في بلدةٍ تَدَعُ العزيزَ ذليلَا
لا يرتضي حُرٌّ بمنزلةِ ذِلَّةٍ
لو لم يَجِدْ في الخافِقَين مَقِيلَا [6497] ((المُغرِب في حُلى المَغرِب)) لأبي الحسن المغربي (1/ 318).
11- وقال الرَّاغبُ [6498] ((محاضرات الأدباء)) (2/ 156). فيمن يؤثِرُ الموتَ في العِزِّ على الحياةِ في الذُّلِّ:
هِيمٌ إلى الموتِ إذا خُيِّروا
ما بَيْنَ تِباعاتٍ وتَقتالِ [6499] قولُه: (هِيمٌ إلى الموتِ) الهِيمُ: الإبِلُ العِطاشُ و(التِّباعاتُ) جمعُ تِباعةٍ، وهي في الأصلِ ما يَتبَعُ الفِعلَ من الغرامةِ وما يضاهيها، وأراد منها ما يَلحَقُهم من العارِ، والمعنى: أنَّهم إذا خُيِّروا في أمرِهم بَيْنَ صَبرِهم على القتالِ وبين رِضاهم بالعارِ اختاروا القِتالَ وامتَنَعوا ممَّا فيه عارٌ عليهم، والمرادُ بالعارِ أخذُهم الدِّيةَ وعَجزُهم عن طَلَبِ الثَّأرِ. يُنظَر: ((شرح ديوان الحماسة)) للتبريزي (1/ 283).
12- ولمَّا وقعت الهزيمةُ على مروانَ بنِ محمَّدٍ آخِرِ خُلفاءِ بني أميَّةَ أهاب بالنَّاسِ ليرجِعوا فلم يلووا فانتضى سيفَه وقاتَل قتالَ مُستقتِلٍ، فقيل له: لا تُهلِكْ نفسَك ولك الأمانُ! فتمثَّل بأبياتٍ قالها الحُسَينُ رَضِيَ اللَّهُ عنه يومَ قُتِلَ، وهي:
أذُلُّ الحياةِ وذُلُّ المماتِ
وكُلًّا أراه طعامًا وبيلَا
فإن كان لا بُدَّ إحداهما
فسَيري إلى الموتِ سَيرًا جميلًا
13- وقال منصورُ بنُ باذانَ:
فعِشْ ما تعيشُ عزيزَ البقاءِ
فعِزُّك خيرٌ وإن قِيلَ بلْ
فطولُ الحياةِ على ذِلَّةٍ
لعَمْرُك عندي حياةُ السَّفَلْ
وكلُّ مساعٍ له همَّةٌ
من النَّاسِ إلَّا قصيرَ الأجَلْ
14- وقال محمودٌ الورَّاقُ:
هاك الدَّليلَ لِمن أرا
د غِنًى يدومُ بغيرِ مالِ
وأراد عِزًّا لم تُوَطِّ
دْه العشائِرُ بالقِتالِ
ومهابةً من غيرِ سُل
طانٍ وجاهًا في الرِّجالِ
فليعتَصِمْ بدخولِه
في عِزِّ طاعةِ ذي الجَلالِ
وخروجِه من ذِلَّةِ ال
عاصي له في كُلِّ حالِ [6500] ((بهجة المجالس)) لابن عبد البر (1/394).
15- وقال إسحاقُ المَوصِليُّ:
المُلكُ والعِزُّ والمروءةُ والفِط
نةُ والنُّبلُ واليَسارُ معَا
مجتَمِعاتٌ في طاعةِ العَبدِ للـ
ـهِ إذا العَبدُ أعمَلَ الوَرَعَا
واللُّؤمُ والذُّلُّ والضَّراعةُ وال
فاقةُ في أصلِ أذْنِ مَن طَمِعا [6501] ((بهجة المجالس)) لابن عبد البر (1/395، 396).
16- قال حافظ إبراهيم:
عافوا المذَلَّةَ في الدُّنيا فعِندَهُمُ
عزُّ الحياةِ وعِزُّ الموتِ سِيَّانِ
لا يَصبِرون على ضَيمٍ يحاوِلُه
باغٍ من الإنسِ أو طاغٍ من الجانِ [6502] ((ديوان حافظ إبراهيم)) (ص: 137). والشَّاعِرُ يقصِدُ الغسَّانيِّين وبني أميَّةَ.

انظر أيضا: