موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


1- قال أبو بكرٍ رَضِيَ اللهُ تعالى عنه لخالدِ بنِ الوليدِ: (احرِصْ على الموتِ تُوهَبْ لك الحياةُ) [4969] أخرجه أبو بكر الدينوري في ((المجالسة وجواهر العلم)) (671). .
2- وقال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه: (الجُبنُ والشَّجاعةُ غرائزُ في النَّاسِ، تلقى الرَّجُلَ يقاتِلُ عمَّن لا يَعرِفُ، وتلقى الرَّجُلَ يَفِرُّ عن أبيه!) [4970] أخرجه ابن أبي الدنيا في ((مكارم الأخلاق)) (200). .
3- وخطَب عبدُ اللهِ بنُ الزُّبيرِ رَضِيَ اللهُ عنه النَّاسَ لَمَّا بلغه قَتلُ أخيه مُصعَبٍ، فقال: (إنْ يُقتَلْ فقد قُتِل أبوه وأخوه وعَمُّه، إنَّا واللهِ لا نموتُ حَتفًا [4971] يقال: مات حَتفَ أنفِه: إذا مات من غيرِ ضَربٍ ولا قَتلٍ . يُنظَر: ((المصباح المنير في غريب الشرح الكبير)) للفيومي (1/ 120). ، ولكِنْ نموتُ قَعْصًا [4972] يقال: مات فلانٌ قَعصًا، أي: أصابته ضربةٌ أو رميةٌ فمات مكانَه. يُنظَر: ((العين)) للفراهيدي (1/ 127). بأطرافِ الرِّماحِ، وموتًا تحتَ ظِلالِ السُّيوفِ، وإن يُقتَلْ مُصعَبٌ فإنَّ في آلِ الزُّبيرِ خَلَفًا منه) [4973] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/101)، والموتُ قعصًا: أن يُرمى فيموتَ مكانَه. .
4- وكتب زيادٌ إلى ابنِ عبَّاسٍ: أنْ صِفْ لي الشَّجاعةَ والجُبْنَ والجُودَ والبُخلَ، فكَتَب إليه: كتَبتَ تسألُني عن طبائِعَ رُكِّبَت في الإنسانِ تركيبَ الجوارحِ، اعلَمْ أنَّ الشُّجاعَ يقاتِلُ عمَّن لا يَعرِفُه، والجبانَ يَفِرُّ عن عِرسِه، وأنَّ الجوادَ يعطي من لا يلزَمُه، وأنَّ البخيلَ يمسِكُ عن نفسِه) [4974] يُنظَر: ((محاضرات الأدباء)) للراغب (2/ 146)، ((نهاية الأرب في فنون الأدب)) للنويري (3/347). .
5- وقال أبو حامدٍ الغَزاليُّ: (الفضائِلُ وإن كانت كثيرةً فتجمَعُها أربعةٌ تشمَلُ شُعَبَها وأنواعَها، وهي الحكمةُ، والشَّجاعةُ، والعِفَّةُ، والعدالةُ؛ فالحِكمةُ فضيلةُ القُوَّةِ العقليَّةِ، والشَّجاعةُ فضيلةُ القُوَّةِ الغَضَبيَّةِ، والعِفَّةُ فضيلةُ القُوَّةِ الشَّهوانيَّةِ، والعدالةُ عبارةٌ عن وقوعِ هذه القوى على التَّرتيبِ الواجِبِ فيها، فبها تَتِمُّ جميعُ الأمورِ...، وأمَّا الشَّجاعةُ فهي فضيلةٌ للقُوَّةِ الغَضَبيَّةِ؛ لكونِها قويَّةً، ومع قوَّةِ الحَميَّةِ منقادةٌ للعَقلِ المتأدِّبِ بالشَّرعِ في إقدامِها وإحجامِها، وهي وَسَطٌ بَيْنَ رذيلتَيها المُطيفتينِ بها، وهما التَّهوُّرُ والجُبنُ) [4975] ((ميزان العمل)) (ص: 264- 266). .
- وقال ابنُ تَيميَّةَ: (ولمَّا كان صلاحُ بني آدَمَ لا يَتِمُّ في دينِهم ودنياهم إلَّا بالشَّجاعةِ والكَرَمِ، بَيَّنَ اللهُ سُبحانَه أنَّه من تولَّى عنه بتركِ الجِهادِ بنفسِه أبدَلَ اللهُ به من يقومُ بذلك، ومن تولَّى عنه بإنفاقِ مالِه أبدَل اللهُ به من يقومُ بذلك) [4976] ((الاستقامة)) لابن القيم (2/269). .
- وقال ابنُ القَيِّمِ: (الجُبنُ والشَّجاعةُ غرائزُ وأخلاقٌ؛ فالجبانُ يَفِرُّ عن عِرسِه، والشُّجاعُ يقاتِلُ عمَّن لا يعرِفُه، كما قال الشَّاعِرُ:
يَفِرُّ جبانُ القومِ مِن أمِّ نَفسِه
ويحمي شُجاعُ القومِ مَن لا يُناسِبُه
والشُّجاعُ ضِدُّ البخيلِ؛ لأنَّ البخيلَ يَضَنُّ بمالِه، والشُّجاعُ يجوُد بنفسِه، كما قال القائلُ:
كم بَيْنَ قومٍ إنَّما نفقاتُهم
مالٌ وقومٌ يُنفِقون نُفوسًا) [4977] ((الفروسية)) لابن القيم (ص: 498).
- وقال ابنُ القَيِّم أيضًا: (الشَّجاعةُ جُنَّةٌ للرَّجُلِ من المكارِهِ، والجُبنُ إعانةٌ منه لعَدُوِّه على نفسِه، فهو جندٌ وسلاحٌ يعطيه عدوَّه ليحاربَه به، وقد قالت العرَبُ: الشَّجاعةُ وقايةٌ، والجبنُ مَقتَلةٌ، وقد أكذب اللهُ سُبحانَه أطماعَ الجُبناءِ في ظنِّهم أنَّ جُبنهَم يُنجيهم من القَتلِ والموتِ، فقال اللهُ تعالى: قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا [الأحزاب: 16] ) [4978] ((الفروسية)) لابن القيم (ص: 491). ويُنظَر: ((اللطائف والظرائف)) للثعالبي (ص: 128). .
- وقال الذَّهبيُّ: (الشَّجاعةُ والسَّخاءُ أخوانِ، فمن لم يَجُدْ بمالِه فلن يجودَ بنَفسِه) [4979] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (19/235). .

انظر أيضا: