موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- مِنَ السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ


- عن النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أنَّه قال: ((إيَّاكم والظَّنَّ؛ فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحديثِ، ولا تجَسَّسوا، ولا تحَسَّسوا، ولا تَباغَضوا، وكونوا إخوانًا)) [3173] أخرجه البخاري (5143) واللفظ له، ومسلم (2563) من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. .
قال النَّوَويُّ: (المرادُ: النَّهيُ عن ظَنِّ السُّوءِ، قال الخطَّابيُّ: هو تحقيقُ الظَّنِّ وتصديقُه دونَ ما يَهجِسُ في النَّفسِ؛ فإنَّ ذلك لا يُملَكُ. ومرادُ الخَطَّابيِّ أنَّ المحرَّمَ من الظَّنِّ ما يستَمِرُّ صاحبُه عليه، ويستقِرُّ في قلبِه، دونَ ما يَعرِضُ في القَلبِ ولا يَستقِرُّ؛ فإنَّ هذا لا يُكَلَّفُ به) [3174] ((شرح النووي على مسلم)) (16/119). .
وقال الغزاليُّ: (أي: لا يحَقِّقُه في نفسِه بعَقدٍ ولا فِعلٍ لا في القَلبِ ولا في الجوارحِ؛ أمَّا في القلبِ فبتغيُّرِه إلى النُّفرةِ والكراهةِ، وأمَّا في الجوارحِ فبالعَمَلِ بموجِبِه. والشَّيطانُ قد يُقَرِّرُ على القلبِ بأدنى مخيلةٍ مَساءةَ النَّاسِ، ويُلقي إليه أنَّ هذا من فِطنتِك، وسُرعةِ فَهمِك وذكائِك، وأنَّ المُؤمِنَ ينظُرُ بنورِ اللَّهِ تعالى، وهو على التَّحقيقِ ناظِرٌ بغرورِ الشَّيطانِ وظُلمتِه!) [3175] ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/151). .

انظر أيضا: