موسوعة التفسير

سورة هود
مقدمة السورة

أسماء السورة:

سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسورةِ (هود) [1] سُمِّيتْ هذه السورةُ باسمِ نبيِّ الله هودٍ عليه السَّلامُ؛ لتكَرُّرِ اسمِه فيها خمسَ مرَّاتٍ، ولأنَّ ما حُكِي عنه فيها أطولُ مما حُكِيَ عنه في غيرِها، ولأنَّ عادًا وُصِفوا فيها بأنَّهم قومُ هودٍ في قولِه: أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ، وأيضًا لتَمييزِها مِن بينِ السُّوَرِ ذواتِ الافتتاحِ بـ (الر). يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/246)، ((تفسير القاسمي)) (6/71)، ((تفسير ابن عاشور)) (11/311). ، ولم يُعرَفْ لها اسمٌ سِواه.
فعن عُقبةَ بنِ عامرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((قلتُ: يا رَسولَ الله، أَقْرِئْني سورةَ هودٍ، وسورةَ يوسفَ ... الحديثَ)) [2] أخرجه النَّسائيُّ (953) وأحمد (17418) وابنُ حِبَّان (1842) والحاكِمُ (3988). صحَّح إسنادَه الحاكمُ (3988)، وجوَّد إسنادَه ابنُ مفلحٍ في ((الآداب الشرعية)) (3/232)، وصحَّحه الألبانيُّ في ((صحيح سنن النسائي)) (5454). .

بيان المكي والمدني:

سورةُ هودٍ مكِّيَّةٌ [3] وقيل: مكيةٌ إلَّا قولَه تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ... إلى آخرِ الآية؛ فإنَّها مدنيةٌ. وقيل: مكيةٌ إلا الآياتِ (12) و (17) و(114) فمدنيةٌ. يُنظر: ((تفسير السمعاني)) (2/411)، ((تفسير البغوي)) (4/156)، ((تفسير الزمخشري)) (2/377)، ((تفسير ابن عطية)) (3/148). ، وحُكي الإجماعُ على ذلك [4] ممَّن نقَل الإجماعَ على ذلك: الفيروزابادي، والبقاعيُّ، ومحمد رشيد رضا. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/246)، ((مصاعد النظر)) للبقاعي (2/170)، ((تفسير المنار)) لمحمد رشيد رضا (12/3). .

مقاصد السورة:

مِن أهمِّ مَقاصدِ سورةِ هودٍ:

- تثبيتُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتَسلِيتُه [6] يُنظر:  ((تفسير ابن  عاشور)) (11/313). .

موضوعات السورة:

من أهمِّ الموضوعاتِ التي اشتملَتْ عليها سورةُ هودٍ:
1- التَّنويهُ بشأنِ القُرآنِ، وإقامةُ الأدلَّةِ على أنَّه مِن عندِ اللَّهِ.
2- بيانُ أنَّ اللَّهَ سُبحانَه مُطَلِّعٌ على سَرائرِ الخَلقِ وضَمائرِهم، وأنَّه ضَمِنَ الأرزاقَ للمَخلوقاتِ.
3- إثباتُ البَعثِ والجزاءِ.
4- بيانُ أحوالِ النَّاسِ في الشِّدَّةِ والرَّخاءِ.
5- تثبيتُ النبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وتَسليتُه عمَّا يقولُه المُشرِكونَ وما يَقتَرحونَه مِن آياتٍ.
6- بيانُ حالِ فريقِ الكافرينَ، وفريقِ المؤمنينَ، وضربُ المَثَلِ لهما.
7- ذِكرُ بَعضِ قَصصِ الأنبياءِ، وتفصيلُ بعضِ أحداثِها، وما جرَى لهم مع أقوامِهم، ومِن ذلك قِصَّةُ نوحٍ، وهودٍ، وصالحٍ، وإبراهيمَ، ولوطٍ، وشعيبٍ، وموسَى- عليهم صَلَواتُ اللَّهِ وسَلامُه. 
8- الإرشادُ إلى ما  يُوجِبُ السَّعادةَ؛ كالاستقامةِ على الدِّينِ، وعَدَمِ الرُّكونِ إلى الظَّالمينَ، وإقامةِ الصَّلاةِ.
9- بيانُ الفائدةِ مِنَ القَصَصِ، وذكْرِ أنباءِ الرُّسُلِ؛ مِن تثبيتِ قلبِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
10- خُتِمت السورةُ بالأمرِ بالتوكُّلِ على اللهِ في كلِّ حالٍ.