الموسوعة الحديثية


-  لَيُحَجَّنَّ البَيْتُ ولَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ. وقال عبد الرحمن، عن شعبة قال: (لا تَقومُ السَّاعةُ حتَّى لا يُحَجَّ البَيتُ).
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 1593 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : من أفراد البخاري على مسلم. وحديث: "لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت" أخرجه موصولاً أبو يعلى (991)، وابن حبان (6750)، والحاكم (8397)
يَأْجوجُ ومَأْجوجُ همُ القَومُ الذينَ بنَى بسَبَبِهم ذو القَرنَينِ السَّدَّ المذكورَ في قولِه تعالَى: {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} [الكهف: 95]، وخُروجُهم مِن وَراءِ هذا الرَّدْمِ -أوِ السَّدِّ- عَلامةٌ كُبرى مِن عَلاماتِ دُنوِّ السَّاعةِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ المسلِمينَ في آخِرِ الزَّمانِ سيُتابِعون أعمالَ الحجِّ والعُمرةِ إلى الكَعبةِ بعْدَ مَوتِ يَأجوجَ ومَأجوجَ وإفسادِهِم في الأرضِ.
وفي الحَديثِ الآخَرِ قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا تَقومُ الساعةُ حتى لا يُحَجَّ البيتُ»، والمرادُ: أنَّ القِيامةَ لا تقومُ وهناك مَن يُؤمِنُ باللهِ عزَّ وجلَّ، فيكونُ ذلك سَببًا لانقطاعِ الحَجيجِ إلى الكَعبةِ؛ ففي صَحيحِ مُسلِمٍ عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: «لا تَقومُ السَّاعةُ حتى لا يُقالَ في الأرضِ: اللهُ، اللهُ». ويُمكِنُ الجمْعُ بيْن الحَديثَينِ بأنَّه لا يَلزَمُ مِن حَجِّ الناسِ بعْدَ خُروجِ يَأجوجَ ومَأجوجَ أنْ يَستمِرَّ الحَجُّ إلى قِيامِ الساعةِ، بل سيَتوقَّفُ الحَجُّ في وَقتٍ ما عِندَ اقترابِ ظُهورِ الساعةِ.
وفي الحديثِ: إخْبارُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ببَعضِ أُمورِ الغَيبِ، وهو مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.